بحضور أكثر من 350 من رواد العمل المصرفى والتمويل الإسلامى تم افتتاح القمة الأفريقية السنوية الثانية للمصارف الإسلامية (IBSA 2013)، بالعاصمة جيبوتي والذى يستمر لمدة يومين برعاية رئاسة الجمهورية بدولة جيبوتى والبنك المركزى، حيث ناقش الحضور محاور مهمة تركزت على استغلال الفرص من أجل توسيع قاعدة نمو التمويل الإسلامي والتكافل في أفريقيا. وتطرقت المؤتمر إلى تقييم سير التمويل الإسلامي وتقدمه في أفريقيا وناقشت أهم المبادرات الحكومية والتنظيمية المطلوبة لدعم نمو أقوى للتمويل الإسلامي في قارة أفريقيا، بالإضافة إلى مناقشة أهم إستراتيجيات بناء القدرات، وأفضل السُّبل التي تجعل من التمويل الإسلامي عاملَ تحفيز لموجة جديدة من التنمية الاقتصادية في قارة أفريقيا. وصرح عمّان محمد، الرئيس التنفيذي للبنك الوطني الأول، في جنوب أفريقيا في كلمته خلال جلسة المناقشات بأن إمكانات نمو التمويل الإسلامي وازدهاره في قارة أفريقيا قوية للغاية، بسبب ارتفاع تعداد المسلمين في القارة، وبفضل الاقتصاديات المتنامية بشكل حيوي والتشريعات المُعدلة التي تُنظم الأسواق الرئيسية. وأضاف أن النمو الاقتصادي القوي على مدار الأعوام القليلة الماضية مع وجود فرص واعدة بارتفاع أقوى لمعدلات النمو في المستقبل أدى إلى تعزيز تنمية الكادر البشري، والارتقاء بمعدلات نمو القطاع الخاص. وأوضح عمّان أنه من المُتوقع أن يؤتي هذا التوجُّه ثماره في زيادة معدلات إنفاق المستهلك، الأمر الذي يوجد طلبًا مُتزايدًا على منتجات التجزئة المصرفية، لافتًا إلى أن صناعة التمويل الإسلامي العالمية تتطلع إلى أسواق جديدة ذات مُعدلات نمو مُرتفعة لتستثمر فيها. وقال ديفيد ماكلين، المدير التنفيذي للقمة الأفريقية للمصارف الإسلامية، أن تلبية احتياجات البنية التحتية وحدها في أفريقيا حتى عام 2020 يتطلب حوالي 93 مليون دولار سنويًّا، موضحاً أنه بالنظر إلى التمويل المُتاح حاليًا لدى الحكومات الأفريقية، فإن هناك عجزًا هائلًا في تمويل البنية التحتية يتعين سده حتى يتسنى تلبية احتياجات البنية التحتية والتنمية للقارة. وأوضح أن بعض التقارير أشارت إلى أن قارة أفريقيا حصلت على 14مليار دولار أمريكي من مشروع التمويل الإسلامي، وعلى 1,6 مليار دولار من إصدار الصكوك الإسلامية في الأسواق العالمية خلال المدة من 2005 حتى 2012. وصرح هيرسي ديرير، الرئيس التنفيذي لبنك ذهب شيل إنترناشيونال، بأن قارة أفريقيا تشهد إقبالًا واسع النطاق على التمويل الإسلامي، حيث تسعى العديد من الدول في القارة إلى جذب المستثمرين الذين يتمتعون بسيولة نقدية عالية من منطقة الشرق الأوسط لتمويل مشروعات البنية التحتية وبرامج التنمية الاقتصادية الكبرى لتلك الدول. وأوضح أنه رغم التمويل الإسلامي في أفريقيا لا يزال يخطو أولى خطواته على طريق النمو والتطور، إلا أن التعامل بالتمويل الإسلامي سوف يُقدر له مزيد من التوسع في أنحاء القارة في ظل شروع عديد من دول أفريقيا الشمالية وتلك الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في التعامل مع العقبات التي تقف في وجه التمويل الإسلامي من خلال اعتماد الإجراءات اللازمة. وأفاد أن أي نظام اقتصادي ينافس لكي يُصبح مركزًا محوريًّا للتمويل الإسلامي في القارة يتعين عليه أن يُركز على تهيئة بيئة اقتصادية تكفل للتمويل الإسلامي النمو والازدهار، وتدعم الاستثمار في تنمية رأس المال البشري، وفي تكوين بنية تحتية راسخة لسوق رأس المال".