نمت التجارة بين البلدان الأفريقية وبقية العالم خلال العقد الماضي بشكل ملحوظ، محققة على وجه الخصوص زيادة وقدرها 170٪ في التبادل التجاري مع دول مجلس التعاون الخليجي. وقد ساعد هذا التحول الملموس من جانب البلدان الأفريقية من كونها دولاً تعتمد على المساعدات إلى زيادة العلاقات التجارية والاستثمارية مع بلدان منطقة الشرق الأوسط التمويل الإسلامي في لعب دورٍ رئيسي في تسهيل تحقيق زيادات إضافية في تدفقات التجارة والاستثمار بين أفريقيا والشرق الأوسط. وتعد هذه المسألة أكثر أهمية بالنظر إلى الصلات القوية بين التمويل الإسلامي بطبيعته والنشاط الاقتصادي الحقيقي والقدرة على توفير التمويل اللازم لمجالات رئيسية مثل الشركات الصغيرة والمتوسطة وتمويل المشاريع. ومن المتوقع أن يكون الاهتمام المتزايد من المستثمرين الخليجيين من حيث نشاطات الاستحواذ على الأراضي الزراعية بالإضافة إلى قاعدة المستثمرين المتنامية في آسيا، ولاسيما في مجال التصنيع، بمثابة قوة دافعة جديدة لنمو اقتصادات القارة. وعلى هامش فعاليات مؤتمر رفيع المستوى يتناول فرص التمويل الإسلامي في أفريقيا، صرّح ديفيد ماكلين، المدير التنفيذي للقمة الأفريقية للمصارف الإسلامية 2012 قائلاَ "نتيجة لتعديلات السياسة الأخيرة، والتغييرات التنظيمية، والإصلاحات الاقتصادية في الأسواق الرئيسية في القارة، أعادت أفريقيا ترتيب مكانتها كثالث أسرع منطقة نمواً في العالم، بعد منطقتي الشرق الأوسط وآسيا. وقد أدى إبرام العلاقات التجارية الأفريقية مع بقية العالم في زيادة اهتمام المستثمرين على الصعيد العالمي بالمنطقة، كما أسهم التوسع السريع في الاقتصادات الكبرى في المنطقة أيضاً في التأكيد على الحاجة إلى الاستثمار بقوة في تطوير البنية التحتية الحيوية. وتسلّط هذه العوامل الضوء على الفرص الهائلة التي تقدمها أفريقيا للنمو في مجال التمويل الإسلامي وتشير أيضاً إلى الكيفية التي يمكن بها للتمويل الإسلامي أن يلعب دوراً رئيسياً في تحفيز التنمية الاقتصادية في المنطقة." وأضاف "لقد كانت هذه الخلفية الديناميكية هي الدافع الرئيسي إلى إطلاق القمة الأفريقية للمصارف الإسلامية 2012 كإحدى المبادرات الرئيسية الإقليمية التابعة للمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية." وبدعمٍ رسمي من بنك جيبوتي المركزي، يوفّر هذا الحدث الذي يستمر لمدة يومين ويجمع قادة الصناعة على مستوى العالم منصة رفيعة المستوى للتركيز بشكل خاص على الفرص والتحديات التي تواجه صناعة الخدمات المصرفية الإسلامية والتمويل والاستثمار الناشئة بسرعة في أفريقيا. تعقد القمة في يومي 6 و7 نوفمبر 2012 في فندق كمبينسكي بالاس جيبوتي، جيبوتي، وستشهد مناقشات هامة تركز على "اغتنام الفرص الأفريقية في مجال التمويل الإسلامي." ومن المقرر افتتاح القمة الأفريقية للمصارف الإسلامية 2012 رسمياً في 6 نوفمبر بحضور إسماعيل عمر جيلة، رئيس جمهورية جيبوتي ورئيس الحكومة. وسيلي الكلمة الافتتاحية العامة كلمة افتتاحية خاصة يلقيها سعادة جامع محمود هيد، محافظ البنك المركزي الجيبوتي. وتعليقاً على رعاية البنك المركزي الجيبوتي لهذا الحدث، علّق سعادة محافظ البنك المركزي الجيبوتي قائلاً "إنّ التمويل الإسلامي هو بلا شك أحد مجالات القطاع المالي العالمي الأكثر إثارة والأعلى نمواً في العالم. ومع تجاوز أصول المصارف الإسلامية على مستوى العالم حاجز 1 تريليون دولار في نهاية عام 2011 وفي ظل توقعات بنمو الصناعة لتصل إلى 2 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2015، تهيئ المراكز المالية خارج الأسواق الإسلامية التقليدية في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا نفسها على نحو متزايد للعب دورٍ حيويٍ في تطوير صناعة التمويل الإسلامي لجذب الاستثمارات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية." واستطرد قائلاً "تمثل أفريقيا فرصةً هائلةً للتمويل الإسلامي ومن المحتمل أن تكون الاختيار الاستراتيجي أو المنطقي المقبل للمؤسسات المالية الرائدة التي تسعى إلى توسيع نطاق منتجاتها وخدماتها إلى الأسواق ذات الجديدة الإمكانات العالية. وشريطة أن تمضي القارة قُدماً في مسيرة النمو الحالية، التي تعد الأسرع من نوعها منذ عقود، سيجعل تراكم الثروة المتزايد من السهل على قطاع الخدمات المالية الإسلامية الاستفادة من هذه الإمكانات الهائلة." وأضاف "نحن سعداء لاستضافة ودعم القمة الأفريقية للمصارف الإسلامية 2012 التي ستعقد في جيبوتي، ونحن ننظر إلى هذا الحدث باعتباره فرصة فريدة للتواصل مع قادة الصناعة في المناقشات التي تهدف للاستفادة من الفرصة الأفريقية للتمويل الإسلامي." ومن أبرز ما ستشهده القمة الأفريقية للمصارف الإسلامية 2012 الكلمة الرئيسية الخاصة التي ستناقش كيف يكون التمويل الإسلامية بمثابة محفز لموجة جديدة من التنمية الاقتصادية في أفريقيا. تضم هذه الجلسة سعادة خالد محمد العبودي، الرئيس التنفيذي والمدير العام للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، ذراع القطاع الخاص لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، المملكة العربية السعودية، وجاسم أحمد، الأمين العام لمجلس الخدمات المالية الإسلامية، وستتناول تحليل الكيفية التي يمكن بها للتمويل الإسلامي حشد التدفقات التجارية والاستثمارية في أفريقيا وكيف يمكن ربط أفريقيا بالعالم من خلال التمويل الإسلامي. وستشهد القمة الأفريقية للمصارف الإسلامية أيضاً جلسة نقاش رئيسية لكبار قادة الصناعة، ومن المقرر أن تناقش هذه الجلسة التي سيرأسها عبد الرحمن أول، نائب رئيس مجلس الإدارة ببنك دهب شيل إنترناشيونال، كيفية استفادة اللاعبين في صناعة التمويل الإسلامي من الفرص التي توفرها أفريقيا. وسيشارك في الجلسة النقاشية الدكتور سليمان ولهد، الرئيس التنفيذي لبنك دهب شيل إنترتشيونال؛ وأسد عزيز أحمد، العضو المنتدب للبنك الخليجي الأفريقي؛ وباسل حاج عيسى، الرئيس التنفيذي لبنك سبأ الإسلامي، وقاسم دوكرات، مدير شركة DDCAP المحدودة بمركز دبي المالي العالمي وسوف تركز على تحديد الأسواق الرئيسية الأفريقية التي تحرز تقدماً في مجال التمويل الإسلامي، كما ستعمل أيضاً على تحليل التحديات الرئيسية التي يتعين التغلب عليها لتحقيق نمو كبير في قطاع الخدمات المصرفية الإسلامية وصناعة التمويل في أفريقيا. وتعليقاً على مشاركته في هذا الحدث، قال الدكتور سليمان ولهد، "لم تترك وتيرة التطوير السريعة لصناعة التمويل الإسلامي في القارة أي شك بين صناع السياسات في جميع أنحاء أفريقيا، وخاصة في جيبوتي، على أن التمويل الإسلامي يقدم العديد من فرص النمو الهائلة. وعلى الرغم من أن التمويل الإسلامي يُعدّ في طور النمو في أفريقيا، تعتبر إمكانات النمو في هذا المنطقة واعدةً، وخاصة في ظل بلوغ التعداد السكّاني في أفريقيا إلى ما يقرب من مليار شخص، ما يقرب من نصفهم من المسلمين. ومع الاعتراف بأفريقيا باعتبارها واحدة من أسرع المناطق نمواً في العالم في الآونة الحالية، يتيح الانضمام إلى اتحاد أفضل الاقتصادات الصاعدة والأعمال المصرفية والتمويل الإسلامي فرصة هائلة للاستفادة من النظام المصرفي والمالي في المنطقة، وسيصبح المحرك الرئيسي في تحسين الدمج المالي من خلال استقطاب أكبر عدد من العملاء المسلمين في أفريقيا." وقال أيضا "باعتباره مصرفاً إسلامياً رائداً في المنطقة، يعرب بنك دهب شيل إنترناشيونال الدولي عن بالغ سعادته بدعم القمة الأفريقية الافتتاحية للمصارف الإسلامية 2012 ونحن حريصون جداً على استكشاف الفرص الهائلة التي توفرها صناعة التمويل الإسلامي، ويحدونا أمل كبير بأن يلعب هذا الحدث الهام دوراً رئيسياً في تحديد واقتناص فرص النمو الفريدة التي من شأنها الانتقال بالتمويل الإسلامي في أفريقيا إلى المرحلة المقبلة من التنمية."