لم يستبعد محللون وخبراء سياسيون صينيون أن يكون حادث سقوط قذيفة هاون يوم الاثنين الماضي داخل ساحة السفارة الصينية لدى سوريا، للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة السورية قبل عامين ونصف العام تقريبا، أن يكون متعمدا، في وقت أدي الحادث لإصابة شخص وإلحاق أضرار مادية في المبنى . وأشار المحللون الصينيون- فى تعليق بوسائل الإعلام الصينية اليوم "الثلاثاء" -إلى أنه يرجح البعض أيضا أن يكون هذا الحادث من الأحداث العرضية كون السفارة الصينية تقع في حي المالكي الحيوي جنوب غربي مركز مدينة دمشق، حيث تقع عدة سفارات أجنبية، وكذلك مكاتب لمؤسسات أمنية سورية والقصر الرئاسي، خاصة مع وقوع حوادث مشابهة بعد سقوط قذيفة هاون يوم 22 سبتمبر الجاري في السفارة الروسية، وبعد ذلك ب4 أيام، سقطت قذيفة هاون أخرى على مبنى القنصلية العراقية في الحي نفسه. من جانبه، قال هوا لي مين، سفير الصين السابق لدى إيران والخبير بشئون الشرق الأوسط، إنه "بعد تمرير مجلس الأمن الدولي قرارا حول قضية الأسلحة الكيماوية في سوريا، خاب أمل المعارضة السورية في شن الدول الغربية حربا على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأصبح الوضع لا يصب في صالح المعارضة، وقد تبنت المعارضة المسلحة هذا الأسلوب للإعراب عن الغضب". وأضاف هوا أن "المعارضة السورية المسلحة تحاول أن تخلق بيئة تظهر فيها أن دمشق غير آمنة، وأن حكومة بشار الأسد تواجه صعوبة كبيرة، فيما استهدفت المعارضة السورية المسلحة القصر الرئاسي والسفارات الأجنبية بإطلاق قذائف هاون منذ وقت طويل، وزاد إطلاق القذائف في الفترة الأخيرة"، وأرجع هوا ذلك إلى "تحقيق المعارضة المسلحة اختراقا في مجال التكنولوجيا العسكرية". وحسبما قال يوان تشيوان، الدبلوماسي بالسفارة الصينية في دمشق، فإن "الأعمال في السفارة لم تتأثر، ولدى السفارة إجراءات وقائية للتعامل مع مثل هذا الحادث، فى وقت أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أن "الصين تتمسك منذ اندلاع الأزمة السورية بموقف مسئول إزاء الشعب السوري والعالم والتاريخ، وتلتزم باتجاه حل سياسي، وتعمل على حماية مصلحة الشعب السوري الأساسية وحفظ السلام والاستقرار في سوريا خاصة والمنطقة برمتها". وأشارت الصين إلى أنها تعتبر دائما أن الحل السياسي هو الطريق الواقعي الوحيد لحل الأزمة السورية، حيث تتمسك الصين بالموقف الموضوعي والعادل والمسئول لتعزيز عمل الوساطة بين الحكومة السورية والمعارضة، في وقت بدأ خبراء تفكيك الأسلحة الكيماوية التابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية اليوم (الثلاثاء) مهمتهم في دمشق لنزع الأسلحة الكيماوية في سوريا، بعد تجديد الصين أمس مشاركتها بخبراء للانضمام إلى عملية التفتيش عن الأسلحة الكيماوية وتدميرها. واختتم التعليق بالقول إن الصين لن تدخر جهدا في العمل مع المجتمع الدولي على تنفيذ القرارات الخاصة بسوريا وتقديم إسهامات واجبة لتخفيف حدة التوتر في سوريا على نحو جوهري وملائم وطويل الأجل.