شهد الأسبوعان الماضيان توافر سيولة محلية كافية لدى بنوك القطاع المصرفى تكفى لتلبية احتياجات المواطنين والعملاء ما دفع البنوك العاملة بالقطاع إلى خفض الطلب على السيولة من البنك المركزى في عطاءات "الريبو" التى يطرحها بصفة دورية وانخفض طلب البنوك على السيولة المحلية من البنك المركزى بعدما وصل إلى 18 مليار جنيه فى بعض العطاءات إلى 3 مليار جنيه بنهاية يوليو الماضى فى ثامن عطاء وفق تلك الآلية نتيجة توافر السيولة المحلية فى البنوك، بعد تأجيل العطاءين السابقين نتيجة وجود سيولة كافية. ومع ارتفاع السيولة المحلية بالبنوك توقع البعض أن يقوم المركزى بامتصاص السيولة الزائدة لدى النبوك من خلال آلية "الودائع المربوطة" والتى يقوم البنك المركزى من خلالها بامتصاص فائض السيولة من البنوك وتوظيفه لأجل سبعة أيام وبفائدة 10.25%، إلا أن احتدام الأزمة السياسية والاضطرابات الأمنية نتيجة فض اعتصامى "رابعة العدوية" و"النهضة" بالقوة من قبل قوات الأمن وتحديد عدد ساعات العمل بالبنوك بثلاث ساعات يومية فقط، ووجود توقعات تشير إلى ازدياد نسبة السحب النقدى من قبل عملاء البنوك لتغطية احتياجات الأيام القادمة تحسباً لأى ظروف، توقع البعض أيضاً قيام البنوك بطلب سيولة من البنك المركزى لتغطية احتياجات العملاء الزائدة. عمرو يوسف، نائب رئيس قطاع الخزانة ببنك بيريوس مصر،أكد أن البنوك كان لديها فائض سيولة بقيمة 21 مليار جنيه قبل عيد الفطر وبالتالى فليس من المتوقع أن يرتفع الطلب على السيولة المحلية من البنك المركزى بنسبة كبيرة خلال طرح اليوم. وأشار يوسف إلى أن البنوك قامت بتغطية عطاء الريبو الأخير بقيمة 3 مليارات جنيه فقط من أصل 8 مليارات جنيه طرحهم البنك المركزى نتيجة وجود سيولة كافية لديها. وحول إمكانية ارتفاع الطلب على السيولة من البنك المركزى نتيجة إقبال العملاء على السحب النقدى من النبوك خلال الفترة الأخيرة، أوضح يوسف إلى أنه فى حالة ارتفاع الطلب فلن يزيد عن ال8 مليارات جنيه لأنه حتى فى ظل إقبال العملاء المتزايد على السحب النقدى فإن البنوك تمتلك سيولة كافية من قبل عطلة العيد لتلبية تلك الاحتياجات. بينما أكد هيثم عبد الفتاح، رئيس قطاع الخزانة ببنك التنمية الصناعية والعمال، أن إدارات البنوك لم ترصد إقبالا غير طبيعى من العملاء على السحب النقدى خلال الأيام الماضية، موضحاً أن البنوك على اتصال دائم لمتابعة أى حركات سحب غير طبيعية أو مبالغ فيها خلال الوقت الراهن. وأشار إلى أن طلب البنوك سيولة من البنك المركزى يكون بسبب وجود عجز فى بعض البنوك العاملة بينما يوجد بنوك أخرى لديها فائض، متوقعاً ألا يرتفع الطلب من البنوك بشكل كبير خلال اليوم فى حالة طرح عطاء وفق آلية "الريبو". أوضح أن معدلات السحب طبيعية تماماً بل تكاد تكون أقل من المعتاد، وأن حديث البعض حول ارتفاع نسبة السحب النقدى يرجع إلى ازدحام البنوك بالعملاء نتيجة تقليل عدد ساعات العمل إلى ثلاث ساعات فقط خلال الأيام الماضية بسبب الأوضاع الأمنية. وحول تأخر وصول سيارات نقل الأموال إلى بعض أفرع البنوك وتسببها فى تحديد كميات السحب من قبل العملاء أوضح رئيس قطاع الخزانة ببنك التنمية الصناعية والعمال إلى أن ذلك يرجع إلى الأوضاع الأمنية السيئة وتأخر وصول سيارات نقل الأموال بسبب كثرة الحواجز الأمنية. وطرح البنك المركزى ثمانية عطاءات وفق اتفاقية إعادة الشراء "الريبو" على البنوك خلال الشهرين الماضيين. يأتي ذلك بعدما شهدت آلية "الريبو" توقف دام لفترة 10 اسابيع؛ قام المركزي خلالها بسحب ودائع بقيمة 140 مليار جنيه وفق نظام "Auction Portl System" والذي تم العمل به بدءا من ابريل الماضي. وكان المركزي قد أعلن خلال مارس الماضي عن بدء إجراء عمليات ربط ودائع للبنوك لديه للاستفادة من فائض السيولة لدى الجهاز المصرفى اعتباراً من 2 ابريل الماضي لآجل 7 أيام بمعدل عائد سنوي ثابت قدره 10.25% مع ايقاف عمليات إعادة الشراء،موضحًا انه سيتم اعادة العمل بها اذا استدعى الموقف ذلك.