استبعد عدد من خبراء سوق المال اتجاه المملكة العربية السعودية ودول الخليج إلي استخدام استثماراتهم التي تتجاوز التريليون دولار في أذون الخزانة الامريكية كوسيلة ضغط على أمريكا لتغيير موقفها ضد الجانب المصري في مواجهته للجماعات الارهابية ، في ظل تنافيه مع المصالح الاقتصادية الضخمة بين الجانبين . أضاف الخبراء إلي إمكانية تلميح دول الخليج إستخدام تلك الاستثمارات ككارت ضغط في حالة تصعيد الموقف من قبل امريكا وبعض الدول الاوروبية ضد مصر . أكد الخبراء أن موقف السعودية الاخير وتدعيمها من الجانب العربي مثل خطوة ايجابية لمصر نحو مواجهة تلك الجماعات الارهابية بالاضافة إلي التحرر من قيود المعونة الامريكية التي تستخدم كوسيلة ضغط حالية على الجانب المصري . من جانبه استبعد هاني توفيق ، رئيس الاتحاد العربي للاستثمار المباشر ، اتجاه المملكة العربية السعودية إلي استخدام استثماراتها في اذون الخزانة الامريكية ككارت ضغط على امريكا نتيجة موقفها ضد مصر ، مؤكدًا ان المصالح مع الولاياتالمتحدة كبيرة وفشلها يضر بالجانبين . أضاف أن موقف الجانب السعودي الداعم لمصر يعتبر إيجابي وداعم ، يعيد بدوره إلي الاذهان الدور التاريخي للمملكة في حرب اكتوبر 73 ، ويعيد التوازن مرة أخرى إلي الادارة المصرية . واشار إلي أن الجدوى الاقتصادية التي يمكن ان تتحقق من موقف السعودية الاخير لمصر يتمثل في قدرة السعودية على تدعيمها لمصر اقتصاديًا في مواجهة التهديدات الامريكية المتعلقة بالاتجاه إلي قطع المعونة المقدمة . اوضح محمد ماهر ، العضو المنتدب لشركة برايم القابضة للاستثمارات المالية أن قصة سحب الاستثمارات السعودية والخليجية من امريكا او التلويح بها يعتبر بعيد في ظل عدم تطور الامور ضد مصر إلي ذلك الحد الذي يستدعي اتخاذ الدول الخليجية ذلك الموقف . وأضاف أن امريكا لم تتخذ موقفا واضحا حتى الان سواء كان مؤيدًا أو معارضًا ولكنها استمرت في عادتها المستمرة لحين رؤية ما ستؤول إليه الاوضاع على أرض الواقع . وأكد أن موقف السعودية قوي وإيجابي لمصر وساهم بصورة كبيرة في إعلان العديد من الدول دعمها الكامل لمصر ، ومن ثم إرسال رسالة واضحة لامريكا واوروبا على ضرورة تغيير رؤيتها الحالية عن مصر . واضاف أحمد ابو السعد ، العضو المنتدب لشركة دلتا راسمالة أن موقف السعودية الاخير متمثلا في خطاب العاهل السعودي له مزيد من الاثار الايجابية على الجوانب السياسية والاقتصادية نتيجة مساهمة ذلك الخطاب في إحداث حالة توازن سياسي بعد الموقف السلبي الذي أبدته دول اوروبا وامريكا ضد مصر . أشار أن مصر تحتاج إلي مثل تلك الوسائل التدعيمية التي تزيد من معدلات التوزان خاصة من قبل دول الخليج ، لتدعيم القدرة على مواجهة التحديات والضغوط الخارجية . أكد أبو السعد أن أمريكا تربطها مصالح اقتصادية كبيرة مشتركة مع اغلب الدول الخليجية ومنها السعودية تتخطى حاجز التريليون دولار ، مؤكدًا أن ذلك الجانب سيخلق بدوره توازن نسبي بعض الشيء في الامور السياسية السائدة . استبعد إمكانية تجاه السعودية إلي استخدام كارت استثماراتها الخارجية بامريكا إلي الضغط عليها بإمكانية سحبها في حالة مخالفتها ببعض الامور السياسية ، وذلك في ظل استفادة الجانبين من المصالح المشتركة والعملاقة ، مؤكدًا في الوقت ذاته إلي إمكانية استخدام السعودية ذلك الامر ككارت إنذار في حالة تفاقم الاوضاع بصورة أكبر . وعلى الرغم من استبعاد الخبراء إمكانية استخدام الدول الخليجية استثماراتهم في أمريكا ككارت ضغط على تغيير الرأي الغربي ضد مصر الا ان خطاب العاهل السعودي الاخير وتدعيمه الكامل لمصر في مواجهة الارهاب وبما تضمن رسائل شديدة اللهجة ضد الدول المعادية ، أعاد إلي الأذهان موقف المملكة العربية السعودية الرائد في حرب 73 عندما قام الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود برفع أسعار النفط من جانب واحد ومن ثم اتجاهه إلي اعلان الحظر على الصادرات النفطية الي الولاياتالمتحدة لمواجهة موقف الكونجرس الامريكي الذي اعتمد 2.2 مليار دولار مساعدات عاجلة لإسرائيل .