أفادت دراسة جديدة على المخ بأن إدمان الكربوهيدرات ، وهي النشويات والسكريات، ربما يكون حقيقيا. وقام الباحثون في مستشفى الاطفال في بوسطن بإجراء أشعة على مخ عدد من الرجال بعدما تناولوا اللبن المخفوق الذي يحتوي على الكربوهيدرات سريعة الهضم والمعالجة بصورة عالية، وسرعان ما حدث للرجال طفرة حادة في نسبة السكر في الدم، تلاها هبوط حاد ومفاجئ في نسبة السكر بعد أربع ساعات لاحقة. وتبين أن هذا الهبوط المفاجئ في سكر الدم أدى إلى تنشيط إشارة الجوع القوية وتحفيز منطقة في الدماغ تعتبر نقطة الصفر لسلوك الادمان. وقال دكتور ديفيد لودفيج رئيس فريق البحث: "رأينا للمرة الاولى كيف يمكن للكربوهيدرات المكررة أن تطلق شهوة تناول الطعام بعد عدة ساعات، ليس من خلال الآليات النفسية- وهو أنك تواصل تناول الغذاء المفضل لانه لذيذ جدا فحسب - ولكن من خلال الاثار البيولوجية على الدماغ". وذكر فريق العمل أن الدراسة كانت صغيرة وتتركز حصرا على الرجال، كذلك فأن فكرة إدمان الطعام مسألة مثيرة للجدل تماما ويجري مناقشتها كثيرا. واستند البحث على العمل الذي قام به الباحث الشهير الدكتور ديفيد جينكينز بجامعة تورونتو، الذي طرح مع زملائه لاول مرة في عام 1981 ، مفهوم "مؤشر نسبة السكر في الدم"، وهو مقياس مدى سرعة وكمية الاطعمة التي تزيد نسبة السكر في الدم ومستويات الانسولين. وفي الدراسة الجديدة، التي نشرت نتائج الدراسة في الدورية الامريكية للتغذية الاكلينيكية، بحث فريق بوسطن عما إذا كان الارتفاع السريع المفاجئ ثم الهبوط المفاجئ من خلال تناول أطعمة تزيد من مستويات السكر في الدم (مثل النشويات المكررة)، يمكن أن تؤثر مباشرة في المخ.