"العقار يمرض ولا يموت "حكمة يتغنى بها العاملون بالقطاع العقاري الذي يواجه العديد من التحديات منذ ما يقرب من عامين ونصف العام بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية ، إلا إن الصيف الحالي يمثل التحدي الأكبر أمام القطاع لعودة حركة البيع والشراء مرة أخرى إلى سابق عدها رافعا شعار " أكون أو لا أكون ". طرح مشروعات جديدة ،تيسيرات في السداد ، معارض لتجميع الشركات ،الاهتمام بالإسكان المتوسط سيناريو متكرر للموسم العقاري الذي يبدأ في فصل الصيف ويستمر حتي بدء العام الدراسي الجديد وعودة العاملين بالخارج مرة ثانية . خبراء التسويق العقاري أبدوا تفاؤلهم بالموسم الجديد للعقار في مصر مدعوما بالعديد من العوامل الإيجابية ،أبرزها الهدوء السياسي النسبي الذي تمر به البلاد ،بالإضافة الى ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه ووجود طلب حقيقي علي الشراء متراكم منذ ما يزيد على عامين، مما يدفع العملاء للشراء لتلبية احتياجاتهم وسط طرح الشركات مشروعات ووحدات تلائم كافة الفئات . وأوضح الخبراء أن السوق العقارية تحتاج لبث رسائل من الحكومة والشركات علي حد سواء لعودة الثقة مرة ثانية ،موضحين أن الانتهاء من تسوية داماك خلال الشهر الماضي ستكون عاملا قويا في أنهاء كافة التسويات التي تعاني منها السوق العقارية ومن ثم عودة الاطمئنان للعملاء مرة ثانية، مما يزيد من إقبالهم على الشراء. درويش حسنين الرئيس التنفيذي للشركة السعودية المصرية للتعمير توقع أن تزيد حركة المبيعات داخل السوق العقارية خلال فترة الصيف الحالية بنسبة تتراوح بين 15 إلى 20% مدعوما بالعديد من المؤشرات أبرزها عودة المصريين العاملين بالخارج الى مصر خلال تلك الفترة ،بالاضافة إلى إقبال العرب على شراء العقار المصري للاستفادة من فارق سعر الدولار الذي ارتفع في مصر بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة . وأضاف حسنين أن شهر رمضان سيتخلل فترة الصيف وبالتالي ستشهد تلك الفترة هدوءا نسبيا تبدأ في الارتفاع بعد رمضان، مستبعدا أن تؤثر الاضطرابات السياسية الحالية على حجم المبيعات في ظل وجود طلب حقيقي على الشراء المتراكم منذ ما يقرب من العامين ونصف العام . من جانبه قال كريم مصطفى المدير التجاري لريماكس مصر للتسويق العقاري أن مؤشرات حركة البيع حتى الآن تؤكد على نشاط حركة المبيعات بالسوق العقارية خلال فترة الصيف المقبل،وهي الفترة التي تشهد توافد المصريين العاملين بالخارج على مصر بالإضافة إلى اتجاه معظم المصريين إلى شراء الوحدات بنظام التايم شير للمصايف. وأضاف مصطفى أن الفترة الحالية شهدت إطلاق العديد من المشروعات العقارية السكنية للعديد من الشركات وبنظم سداد مختلفة تتناسب مع معظم مستويات الدخل المتوسطة وما فوقها،وذلك بعد توقف العديد من المشروعات ونقص السيولة لدىها وهو ما دفعها لتقديم تيسيرات للعملاء لتوفير السيولة واستكمال مشروعاتها وهو ما يصب في صالح راغبي الشراء. وأوضح أن تصريحات محافظ البنك المركزي الأخيرة والتي تنصح المواطنين بالاستثمار في العقار باعتباره الملاذ الآمن للاستثمار بدلا من الاستثمار في شراء الدولار والتجارة به في السوق السوداء شجعت العديد من المواطنين على اتخاذ هذه الخطوة مما ينعش السوق العقارية خلال المرحلة المقبلة،. وأكد عماد المسعودي المدير التنفيذي لموقع عقار ماب أن حالة الهدوء التي يشهدها السوق العقارية حاليا سيعقبها إنطلاقة حقيقية للسوق خلال فترة الصيف،وستنقسم تلك الفترة إلى 3 مراحل أهمها المرحلة الأولى المتمثلة في شهر يونيه المقبل،المتوقع راوجها بسبب عودة العاملين بالخارج وانتهاء السنة الدراسية ثم المرحلة الثانية والتي سشتهد هدوءا بسبب شهر رمصان على أن يعاود السوق في الارتفاع نهاية أغسطس وحتي شهر سبتمبر والتي تمثل فرص أمام العملاء للشراء قبل السفر للخارج وقبل الانشغال بالعام الدراسي الجديد . وأوضح أن أكثر المناطق إقبالا من المواطنين على الشراء بها خلال المرحلة المقبلة تتمثل في القاهرة الجديدة ودائري المعادي ومدينة السادس من أكتوبر،نظرا لإتجاه غالبية المواطنين للسكن بالمدن الجديدة فضلا عن عدم تدشين مشروعات كافية بتلك المناطق حتى الآن باعتبارهما من المناطق الجديدة التي لا تزال تحتاج للتطوير. وفي سياق متصل قال عمر جعفر مدير المركز التجاري كايرو فيستيفال سيتي الفطيم أن تجارة التجزئة بالمدن الجديدة ستشهد اقبالا خلال المرحلة المقبلة،خاصة أن حركة البيع والشراء للمنتجات التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية لا ترتبط بالأوضاع السياسية والأمنية،مؤكدا أن المناطق الجديدة هي الأكثر إقبالا من العملاء الراغبين في فتح محلات تجارية تلبي احتياجات المواطنين بالمدن الجديدة. واتفقت معهم آيات حيرم مدير التسويق والمبيعات بشركة يافا هايتس المنفذة لمشروع إماريتس هايتس بالساحل الشمالى موضحة أنه رغم حالة الركود التي اصابت القطاع العقاري خلال المرحلة الماضية إلا أن الصيف المقبل سوف يشهد حركة متميزة في البيع والشراء بالسوق ،بإعتباره أحد الفرص الترويجية الحقيقية التى يشهدها السوق العقارية، مدعومة بعودة المصريين العاملين بالخارج وإنتهاء موسم الدراسة. وأشارت إلى أن فصل الصيف يشهد إقامة العديد من المعارض العقارية والتي تمثل نقطة لتجمع العديد من الشركات العقارية بأسعار وعروض متفاوتة للمواطنين في مكان واحد،وهو ما يساعد على ترويج العديد من المشروعات العقارية،متوقعة استمرار الإقبال على الوحدات المتوسطة . وترى مدير التسويق والمبيعات بشركة يافا هايتس أن نظام التايم شير يقتصر غالبا على الوحدات التي تنفذها الشركات العقارية الكبرى مما يجعل سعرها مرتفع على الطبقة المتوسطة،فضلا عن قدرة الشركات المنتجة لها على تسويقها وتحقيق عائد مرتفع من هذه المشروعات. ويري المهندس صلاح الدين عبد العزيز رئيس شركة الفتح للتنمية العقارية أن الإستقرار السياسي والأمني يسهم بدور كبير في إنعاش القطاع العقاري خاصة وأن المواطن يخاف من وضع أمواله لدى شركات مهددة بقرارت سحب الأراضي من الحكومة أو وحدات يمكن السيطرة عليها من قبل بعض المعتدين. وأوضح أن السوق العقارية ستشهد اختبارا حقيقيا خلال الصيف الحالي لتخطي حالة الترقب التي تعاني منها منذ قيام الثورة والاضطرابات التي أعقبتها حتي الان وستظهر مدي قدرة الشركات علي طرح منتجات تلائم طبيعة السوق بعروض مميزة وفترات سداد جيدة . واشار إلى أن المواطن أصبح أكثر حذرا في عملية البيع والشراء نظرا للتطورات المستمرة بالشارع المصري ،مما يجعل عودة حركة البيع والشراء بالقطاع أمر متوقعا وخاصة مع اتجاه الأوضاع السياسية الراهنة نحو التطور الايجابي،متوقعا استمرار حركة البيع والشراء علي الوحدات السكنية المتوسطة. ومن ناحيته يرى المهندس عبد الخالق أمين مدير التسويق والمبيعات بشركة معمار للتطوير العقارى وإدارة المشروعات أن العملاء لديهم اختياراتهم المدروسة سواء فيما يتعلق بالشركة أو المشروع وموقعه وطبيعة الوحدة التي يفضلون السكن بها،موضحا أن عدم ثبات سعر الدولار أمام الجنيه المصري يدفع المواطنين للاستثمار بالعقار كملاذ آمن،وخاصة مع عدم إنتهاء الأزمة حتى الآن. وأكد أمين أن الوحدات السكنية فوق المتوسطة والفاخرة لن تلق إقبالا وخاصة مع تراجع القدرة الشرائية لدى العديد من المواطنين،حيث أن هذه الوحدات تتطلب مستوى دخل ثابت ومرتفع لسداد الأقساط الشهرية ودفع مقدم الوحدة والذي يصل أحيانا إلى 500ألف جنيه.