في عملية ارهابية جديدة تمكن فيها الجبناء من اختراق الأمن ، الحادث الإرهابي "الحقير" الذي تعرضت له كنيسة "مارجرجس" بطنطا صباح اليوم ، وقد أبرزهذا الهجوم الوحشي الغادر عن سقوط عدد كبير من الضحايا ، والذى وقع تزامنا مع احتفال الأقباط بأحد السعف فى بداية أسبوع الآلام . السؤال هنا ———— من المسؤول عن تساقط هذه الأعداد من القتلى والجرحى كل يوم ؟ لااحد يعرف ما الذي يحدث ؟ ولماذا ؟ أو متى يتوقف ؟ ان القتل والعنف والارهاب خروج عن الدين ، وتعدى على القانون واعتداء على القيم والعادات ، وانتهاك لحرمات المجتمع ، ويعتمد علي النفوس الخبيثة الشيطانية والتي تقوم بتلك الجرائم البشعة بدون وعي ولا عقل .فهو نتاج توحش حيوانات الغاب المفترسة والمتعطشة دائما للدماء وأكل اللحوم . بل والله : ربما كانت الحيوانات أرحم من شياطين الأنس ، فمن الحيوانات من لا يعتدي الا علي من أحست منه الخطر , أو عند ألم الجوع . لكن هؤلاء المجرمون تجاوزوا هذه الوحشية والهمجية ليقتلوا من أجل القتل والدماء ومثل هذه الأعمال الإرهابية المروعة التى يقوم بها المتهورون الجبناء هى انتهاك كامل للأديان السماوية والأعراف الإنسانية والقوانين البشرية ، وإذا لم نفهم العوامل والدوافع التى تلقى بالشباب فى طريق التطرف والإرهاب، ونحاول إيجاد الحلول الجذرية لعلاج هذه الظواهر فلن نستطيع أن نقضى على هذه الآفة الخطيرة التى تهدد المجتمع بأكمله. فالتطرف الديني والتعصب القومي المصحوب بالتفكير الإجرامي هما المسؤلان عن ارتكاب الجرائم الإرهابية ضد الأبرياء بغض النظر عن دينهم،أو هويتهم ومن المؤكد أيضاً أن هزيمة التفكير الإرهابي وترسيخ مفهوم التسامح الديني هو مسؤولية كل الحكومات والشعوب لأن الإرهاب له هوية واحدة فقط لا غير وهي استخدام القتل والارهاب والعنف لاثارة الفتن والفوضي كوسيلة لإرهاب الشعوب والحكومات لتغيير سياساتها ومفاهيمها . فالرأي يجب أن يواجه بالمنطق والحجة ولا يجوز مطلقاً قتل صاحب الرأي الآخر بطرق انتهازية جبانة تتعارض حتى مع قواعد الحرب الشريفة أو قواعد الفروسية . لم يبق لنا سوى ان نتوجه الي الله صباح كل يوم نطلب منه "سبحانه وتعالي " الرحمة من الارهاب ، ونردد ؛ اللهم يا ربنا " ارحمنا من الارهاب "، لعل قلوب الإرهابيين تلين قليلا ، فقد امضينا سنوات كثيرة ونحن نبتهل بالدعاء " اللهم يا ربنا ارحمنا من الارهاب " ، لكن نداءنا ودعائنا يعود فيسقط على الأرض، وكأنه لايجد طريقا الى السماء ،لا أدري : لضعف ايماننا ، أم لعدم اخلاصنا في الدعاء والنداء