نعم الارهاب لا دين ولا وطن ولا هوية لأنه نابع عن الفكر المتطرف ولا يقوم به الا أصحاب الجهل والهمجية ولا يصدر الا من النفوس الخبيثة والمريضة . الي هذا الحد وصلنا الي عصور ما قبل الجاهلية الأولي . واصبحت دماء الأبرياء تجرى كل صباح .وكأنها الارخص في عالم الأرض . والمصيبة أن تلك الدماء تسفك بأيدي أبناء الوطن الواحد . هل هانت علينا النفس الانسانية بهذة الطريقة . والتى حرم الله قتلها في جميع الأديان السماوية الا بالحق . ولم ياتي وعيدا في دين الله أشد ولا أصعب من قاتل نفسه أو قاتل غيره . سوى الشرك بالله . لأن جميع الأديان السماوية كلها جعلت الحفاظ علي النفس من أساسيات وأصول الدين , حتي الأديان الوضعية والتي لا أصل لها وتعد باطلا . فانها تقدس النفس البشرية وتحرم قتلها . فالقتل والعنف والارهاب خروج عن الدين . وتعدى على القانون واعتداء على القيم والعادات . وانتهاك لحرمات المجتمع . ويعتمد علي النفوس الخبيثة الشيطانية والتي تقوم بتلك الجرائم البشعة بدون وعي ولا عقل .فهو نتاج توحش حيوانات الغاب المفترسة والمتعطشة دائما للدماء وأكل اللحوم . بل والله . ربما كانت الحيوانات أرحم من شياطين الأنس . فمن الحيوانات من لا يعتدي الا من علي من أحست منه الخطر , أو عند ألم الجوع . لكن هؤلاء المجرمون تجاوزوا هذه الوحشية والهمجية ليقتلوا من أجل القتل والدماء . فالتطرف الديني والتعصب القومي المصحوب بالتفكير الإجرامي هما المسؤلان عن ارتكاب الجرائم الإرهابية ضد الأبرياء بغض النظر عن دينهم،أو هويتهم ومن المؤكد أيضاً أن هزيمة التفكير الإرهابي وترسيخ مفهوم التسامح الديني هو مسؤولية كل الحكومات والشعوب لأن الإرهاب له هوية واحدة فقط لا غير وهي استخدام القتل والارهاب والعنف لاثارة الفتن والفوضي كوسيلة لإرهاب الشعوب والحكومات لتغيير سياساتها ومفاهيمها . فالرأي يجب أن يواجه بالمنطق والحجة ولا يجوز مطلقاً قتل صاحب الرأي الآخر بطرق انتهازية جبانة تتعارض حتى مع قواعد الحرب الشريفة أو قواعد الفروسية .