انتفضت المؤسسات الدينية وقياداتها في مصر ضد تنظيم داعش الإرهابي الذي قتل 21 قبطيا مصرياً في ليبياً ، مطالبين دول العالم العربي والإسلامي بدحر الإرهاب والتكاتف للقضاء علية . وقال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن الأزهر يبذل جهداً كبيراً من أجل نشر قيم التسامح بين البشر، ويعمل على إقرار السلم العالمي، وكيفية القضاء على الفكر المتشدد والمتطرف. وطالب الإمام الأكبر بضرورة تكاتف جميع القوى للتصدي للإرهاب الأسود الذي لا دين له، والذي أصبح ظاهرة عالمية، ولن يتم دحره والقضاء عليه إلا بتضافر هذه القوى، مضيفًا أن أفعال تنظيم داعش الإرهابي لا تمت إلى دين من الأديان، وأنه لا بد من قطع الإمدادات الداعمة لهذا التنظيمات الإجرامية المسلحة، والتي تصل إليها من هذا الطرف أو ذاك. وقال إنه يتعين على الغرب أن يقف مع الشعوب العربية داعمًا لها لا في مواجهتها، مشيدًا بالعلاقات المصرية الفرنسية المتعمقة في كافة المجالات منذ زمن بعيد. واستنكر " بيت العائلة المصرية" هذا العمل الهمجى، الذى أقدم عليه تنظيم "داعش" الإرهابى، الذى ينسب أفعاله الخبيثة زورًا وبهتانًا إلى الإسلام ، ذلك الحادث البشع الذى راح ضحيته 21 مصريًّا أبرياء من أبناء هذا الوطن، الذين ذهبوا إلى ليبيا من أجل طلب الرزق؛ سعيًا وراء تحسين مستواهم المعيشى. وأكد "بيت العائلة المصرية" أن هذه الوحشية والهمجية لم يعرفها التاريخ من قبل، ولن يعرفها مستقبلًا لغير هذه الفصائل التى طرأت علينا وعلى بلادنا وثقافتنا، وتجاوزت كل الحدود التى وضعتها الأديان والأخلاق والأعراف الإنسانية؛ لتفرق بها بين الوحش المفترس وبين الإنسان العاقل المفكر. ورفض "بيت العائلة المصرية هذه الأفعال النكراء، ونوه بأنها لا تمت إلى تعاليم أى دين من الأديان أو عُرْف من الأعراف الإنسانية بصلة وأكد أن مصر أقباطًا ومسلمين، متمثلين فى "بيت العائلة المصرية" يعيشون منذ خمسة عشر قرنًا، مصيرهم واحد، وحياتهم مشتركة فى لحمة واحدة، ونسيج مشترك، ولن يفُتَّ هذا الحادث الإرهابى فى عَضُدهم، بل سيزيدهم إصرارًا وتمسكًا بوحدة مصيرهم وعيشهم المشترك. وقال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن تنظيم منشقي القاعدة يعملون على إدخال مصر في دوامات من الفوضى والصراع حتى تلحق بغيرها من الدول التي دخلت طور التقسيم، أو التي قسمها الاحتراب الداخلي بالفعل، مؤكدًا ثقته في هزيمة الله لأعدائنا لأننا على الحق المبين ولم نكن يومًا من المعتدين. وأكد المفتي أن الدماء كلها معصومة متكافئة عند الله سبحانه وتعالى، وأن دماء أولادنا وإخواننا المسيحيين هي نفس دماء إخوانهم المسلمين، كلها دماء محرمة لم تقترف ذنبًا إلا أنها تنتمي إلى الأمة المصرية، وأن الأمة المصرية لم تقترف ذنبًا إلا أنها تيقظت واستعصت على مؤامرة ومخطط كبير يستهدف وحدتها ويعمل على تفتيت أراضيها إلى دويلات متصارعة متناحرة تدفع من رصيد وحدتها وسلامتها وأمنها الشيء الكثير.