إلزام صاحب العمل بإنشاء حضانة أو تحمل تكاليفها.. أهم مكتسبات المرأة العاملة بالقانون الجديد    أسعار اللحوم اليوم الخميس في شمال سيناء    أسعار الذهب اليوم اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025 بالشرقية    اسعار الحديد فى الشرقية اليوم الخميس 30102025    سعر الدولار اليوم الخميس 30أكتوبر 2025 أمام الجنيه المصري تعرف على اسعار العملات الأجنبية والعربية    ترامب يعلن بدء اختبارات نووية جديدة على الفور مشيرا إلى تجارب تجريها دول أخرى    الإعصار ميليسا يصل إلى جزر البهاما    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025    "تعاطي المخدرات والاضطرابات النفسية".. التفاصيل الكاملة لإشعال كهربائي شقته بالفيوم    اليوم.. أولى جلسات محاكمة التيك توكر أم مكة بتهمة بث فيديوهات خادشة    كلمة موحدة عن المتحف المصري الكبير تتصدر الفقرة الإذاعية في مدارس الجمهورية    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 30-10-2025 في الشرقية    أعلى شهادات الادخار في البنوك.. كم فوائد 100 ألف جنيه في البنك شهريًا؟    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 30اكتوبر 2025فى محافظة المنيا...تعرف عليها بدقه.    دوري أبطال أفريقيا.. كواليس جلسة رئيس بيراميدز مع اللاعبين قبل مواجهة التأمين الإثيوبي    زينة تكشف آخر تطورات حالتها الصحية بعد إصابتها خلال تصوير "ورد وشوكولاتة" (فيديو)    بعد عرض الحلقه الاولي.. مسلسل كارثة طبيعية يتصدر تريند جوجل    طريقة استخراج جواز سفر مصري 2025.. التفاصيل كاملة    ترامب لنظيره الصينى: العلاقة بين بلدينا ستكون رائعة لفترة طويلة    سر الخلطة المقرمشة..طريقة عمل البروستيد في المنزل بمذاق كنتاكي الأصلي    طريقة عمل الطحال، أكلة شعبية وقيمتها الغذائية عالية    رحمة محسن تتصدر تريند جوجل.. لهذا السبب    حميدتي يأسف ل«الكارثة» في الفاشر ويتعهد توحيد السودان «سلما أو حربا»    «محافظ على مستواه لا بيهاجم ولا بيدافع».. إبراهيم سعيد يسخر من نجم الأهلي    محمد عبد المنعم يصدم الأهلي بهذا القرار.. مدحت شلبي يكشف    التصريح بدفن ضحايا انقلاب سيارة في ترعة بطريق بنها - طوخ    رسميًا اليوم.. موعد تغيير الساعة للتوقيت الشتوي 2025 وإلغاء الصيفي    بالشراكة مع عدة جامعات.. صيدلة المنيا ضمن مشروع بحثى ممول من الاتحاد الأوروبي    نتائج قرعة ربع نهائي كأس الرابطة الإنجليزية    محمد الأسود: الثقافة طريق العدالة ومركز البحوث الجنائية مشروع وطني لنشر الوعي وبناء الثقة    «مش هسيبكم».. زوجة خالد الصاوي تفتح النار بعد مصرع المصورين ماجد هلال وكيرلس صلاح    في ذكرى تأسيس بلاده: سفير أنقرة يهتف «تحيا مصر وفلسطين وتركيا»    إعلام فلسطيني: تجدد غارات إسرائيل على خان يونس جنوبي غزة    وسائل إعلام فلسطينية: جيش الاحتلال يشن أكثر من 10 غارات على خان يونس    انطلاقة ساخنة لدور الانعقاد.. «الشيوخ» يشكّل مطبخه التشريعي    «الهيئة العامة للرقابة الصحية» تختتم برنامج تأهيل المنيا للانضمام للتأمين الصحي الشامل    بايرن ميونخ يسحق كولن برباعية ويتأهل بثقة إلى ثمن نهائي كأس ألمانيا    نبيل فهمي: سعيد بخطة وقف إطلاق النار في غزة.. وغير متفائل بتنفيذها    التحفظ على جثة المصور كيرلس صلاح بمستشفى القنطرة شرق العام ب الإسماعيلية    فاهمة الحياة كويس.. أهم 3 أبراج حكيمة وعاقلة ترى ما بعد الحدث    محامي شهود الإثبات: الأيام القادمة ستكشف مفاجآت أكبر في القضية التي هزت الإسماعيلية    وكيل لاعبين: النظام المتبع فى الزمالك يسهل فسخ العقود من طرف واحد    تشالهان أوجلو يقود إنتر للانتصار بثلاثية زيادة جراح فيورنتينا    موناكو يقلب الطاولة على نانت في مهرجان أهداف في الدوري الفرنسي    محمد علي السيد يكتب: التجريدة المغربية الثانية.. مصر73    وكيل صحة شمال سيناء يتفقد عيادات التأمين الصحي بالعريش    الحبس شهر وغرامة 100 ألف جنيه عقوبة دخول المناطق الأثرية بدون ترخيص    أبراج وشها مكشوف.. 5 أبراج مبتعرفش تمسك لسانها    أخبار × 24 ساعة.. مدبولى: افتتاح المتحف المصرى الكبير يناسب مكانة مصر    من تأمين المصنع إلى الإتجار بالمخدرات.. 10 سنوات خلف القضبان لاتجاره في السموم والسلاح بشبرا    الشرقية تتزين بالأعلام واللافتات استعدادًا لافتتاح المتحف المصري الكبير    مطروح تستعد ل فصل الشتاء ب 86 مخرا للسيول    بالصور.. تكريم أبطال جودة الخدمة الصحية بسوهاج بعد اعتماد وحدات الرعاية الأولية من GAHAR    سوهاج تكرّم 400 من الكوادر الطبية والإدارية تقديرًا لجهودهم    هل يجوز للزوجة التصدق من مال البيت دون علم زوجها؟.. أمين الفتوى يجيب    الشيخ خالد الجندي: الغني الحقيقي هو من يملك الرضا لا المال    انطلاق الاختبارات التمهيدية للمرشحين من الخارج في المسابقة العالمية للقرآن الكريم    محاكمة صحفية لوزير الحربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور محمد عوض يكتب عن : من وحي أحداث المنيا ..إسلام من ذهب ومسلمون ذهبت ريحهم
نشر في الزمان المصري يوم 29 - 05 - 2016

بداية ومن العنوان فنقول بان الوحي من الإيحاء وليس من الوحي نبأ السماء ، فنحن نعلم أن الأجواء المسمومة التي تملأ الأجواء خاصة بعد ماسمي ب" ثورة25يناير " سوف تدفع بعض الصغار إلي مهاترات يصدق فيها قول العامة (علمني يابا الغلاسة ،قاله تعالي في الهايفة وإتصدر ) أو هو بعض مما قال رسول الإسلام بتصرف واصفا زمننا هذا – زمن الرويبضة – وهو الرجل التافه أو الجاهل يتصدي للحديث أو الفتيا فيما يجهل خاصة إذا كان متعلقا بالأمور العامة ، وإذا فهمت من ذات العنوان أن الإسلام مبني ومعني ذهبي القيمة فهذا صحيح وإذا فهمت أنه حديث عن إسلام من ذهبوا وإسلام من خلفوا فهذا أمر صحيح ايضا وكاتب هذه السطور ممن يعتقدون بأن الخلف أسأوا ايما إساءة إلي السلف .
ومن بعد نقول ، بان فقه مايسمي بمذهب أهل السنة والجماعة (!!) في الإمامة – أي مايتعلق بالحكم والسياسة هو موضوع حديثنا ، والحكم في تراث أهل السنة والجماعة يعني الحكم الشرعي المعتمد علي نص قرآني أو سنة نبوية متواترة أو متفق عليها أو إجتهاد فقهى ، أما ماكان له علاقة بالحكم السياسي فقد إستقر فقه أهل السنة والجماعة علي تسميته بالأمر " وشاورهم في الأمر " و " أمرهم شوري بينهم " وإستقر الأمر بين بين فقهاء المسلمين خاصة بعد مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – سنة وشيعة علي تسمية إجتهاداتهم ووجهات نظرهم في السياسة بكتب أو أبواب أو أحكام الإمامة أو الرياسة أو بشكل صريح وواضح " الأحكام السلطانية / للماوردي " مثلا ، وليس هناك في ذلك إختلاف إلا عند الجهلاء ، الخلاف كله هو سحب القدسية الإلهية علي إجتهادات البشر ودعونا نتفق علي عدة أمور :-
(1) أن الإختلاف بين رجال الصدر الأول للإسلام حول كيفية إختيار " الأمير أو الرئيس أو الحاكم " هو من أمور الدنيا التي يجوز الإختلاف فيها أو حولها ، وقد كان من بين مبررات إختيار المسلمين لأبو بكر " إذا كان الرسول قد إختاره لديننا – في إشارة لإستخلاف الرسول لأبي بكر في إمامة المسلمين للصلاة إبان مرض موته – افلا نرضاه لدنيانا ، ولم يكن هناك إجماع علي خلافة أبو بكر ، بل تذكر كتب التراث أن سعد بن عبادة مات مقتولا في خلافة عمر ولم يبايع وربما كان هذا في رأي البعض أول إغتيال سياسي في الإسلام ، وتذكر نفس المصادر تحريض أبو سفيان للإمام علي وإبن عباس لشق عصا الطاعة وشق صفوف المسلمين ولم تفلح محاولته النكراء ، وبعد مقتل عثمان بن عفان علي يد الثوار (!!) خرج معاوية بن أبو سفيان علي أمير المؤمنين الشرعي المبايع (المنتخب ) لسبب دنيوي مضمر … أعلن مطالبته بدم الخليفة المقتول ويعلم الله أنه كان يريد السلطة ويسعي إليها ، وكان بذلك أول إنقلابي في الإسلام ليحول الحكم أو الأمر في الإسلام من شوري إلي ملك عضوض إستبدادي قهري عنصري مستعلي وهو ماجعل المسلمين من غير العرب يجحدون هذه الدولة الأموية الإستبدادية العنصرية ويرون أنها لاتمثل الإسلام الذي كان أول دعوة للمساواة والعدل في المنطقة ،والحديث حول خدمةهذه الدولة للإسلام بالفتوحات هو أمر فيه نظر فالغنائم والأموال والخراج المجبي كان هو الجائزة الكبري ونذكر مقولة احد العمرين لأحد عماله "لقد بعثنا الله دعاة ولم يبعثنا جباة " في معرض رده علي تعسف الولاة في جمع الضرائب والجزية حتي ممن اسلموا ولم ترفع عنهم ولن ننسي ذلك المصير الظالم الذي لقيه إثنان من كبار الفاتحين موسي بن نصير وطارق بن زياد الذي قضي أحدهم في السجن والآخر مات وهو يتسول ويسال الناس لقمة العيش لسبب وحيد هو خشية الحاكم – الخليفةالأموي – من علو نجم الإثنين اللذان كانا مسلمين لكنهما لم يكونا عربيين ، أيضا تّذكر كتب التاريخ أن معاوية كان يشتري السلام مع الروم بالمال إبان حربه مع الخليفة الإمام … هل يعقل هذا ؟ ودولة الأمويين في الأندلس قضت عمرها كله في حروب عائلية وهو ماذهب بدولة الأمويين هناك قبل تحالف القشتاليين ضدهم وهناك سفر عظيم لرجل عظيم حجة في موضوعه ننصح الآخرين بقرائته وهو كتاب " تاريخ المسلمين في الأندلس للدكتور عبد الله عنان" وبسيف المعز وذهبه أنتج فقهاء السلطة ترسانة من الفقه السياسي والدستوري تبرر للظلم والعسف والعدوان أساءت للإسلام والمسلمين إساءة بالغة وصرفت الناس عن الإسلام بإعتباره هو والبغي والعدوان صنوان وشكلت هذه التركة البائسة قيدا ثقيلا يعوق تقدم المسلمين وبلادهم … إستطراد لابد منه كان السنهوري في باريس موفدا من قبل الحكومة للحصول علي الدكتوراة وقت سقوط الإمبراطورية العثمانية وصدور كتاب " الإسلام وأصول الحكم للشيخ علي عبد الرازق " وخدمة للقصر الملكي وربما بطلب منه كتب السنهوري كتابا أو بحثا بالفرنسية حول فقه الخلافة في الإسلام يرد به علي الشيخ علي ، طاف السنهوري وجال ولم يستطع أن يتنكر للتاريخ فرسم صورة مثالية للخلافة في الإسلام سماها الخلافة الصحيحة ثم اكد بان التاريخ الإسلامي لم يعرف هذه الخلافة الصحيحة إلا في عهد الراشدين فقط (!!) أما باقي التاريخ الإسلامي فقد كانت خلافته وإمبراطوريته غير صحيحة – عامان هما خلافة أبوبكر وعشر هن خلافة عمر وإثنا عشر عاما خلافة عثمان وحوالي أربع هن خلافة علي ، ثمانية وعشرون عاما منهم عشرة أعوام الست الأخيرة في خلافة عثمان وخلافة علي كلها قضتها الأمة في حروب أهلية حتي أننا نستطيع أن نقرر بقلب مطمئن أن الإسلام لم يعرف الوحدة السياسية منذ مقتل عثمان ولم يعرف الوحدة المذهبية منذ مقتل علي بن أبي طالب ولقد كان من مظاهر ذلك كله أن ثلاثة من الراشدين قضوا مقتولين سواء بيد عرب أو مسلمين أو موالي أعقب ذلك مقتل الحسين في كربلاء وآل بيته كلهم لم ينج منهم سوي النساء وصبي مريض وشبهة مقتل الحسن الخليفة الراشد الخامس الذي تنازل عن الأمر أو الحكم لمعاوية حقنا لدماء المسلمين – ماعدا ذلك فالخلافة غير صحيحة علي حد قول السنهوري ، تماما كرجل طلق إمرأته ثلاثا ولم تعد تحل له إلا بمحلل ولكن حفاظا علي الأولاد أفتي له أحدهم بان الضرورات تبيح المحظورات أو أن دفع الضرر مقدم علي جلب المصلحة فعاشا – في الحرام – علشان العيال… إذا كان الأصل هو الخلافة غير الصحيحة والإستثناء الشاذ هو النادر فإذا إردت أن تضرب مثلا للحاكم العادل في الإسلام لم تجد سوي العمرين بن الخطاب أو بن عبد العزيز الذي مات هو الأخر مسموما بيد أولاد عمه ، ماعدا ذلك فلايوجد سوي مسرور السياف والسيف والنطع والضرب والسمل والقطع والصلب والطمر ودس السم …. الخ أشياء لاعلاقة لها بالإسلام لكنها تنسب زورا وبهتانا للإسلام وهو منها بريء وحبذا لو نحينا الدين الحنيف عن هذا (الخراء ) وهو مادفع السنهوري الذي قضي حياته طالبا للسلطة وخادما لكل سلطة يطوي كتابه هذا فلا يترجمه للعربية ولايتحدث عنه من قريب أو بعيد مايقرب من خمسين عاما ليموت كلاهما فيسعي تيار الإسلام السياسي وعلي رأسه جماعة الإخوان فيراودا الورثة ليخرجوه – أي الكتاب- من غياهب النسيان ليدفعوا به إلي من يترجمه ويطبعه فاساؤا من حيث لايدرون إلي الرجل – وهو مش ناقص – مرة آخري نعود لما كنا فيه ونقول انه لتبرير هذا الوضع غير الصحيح علي حد قول السنهوري أو غير الإسلامي كما يري أي صاحب منطق أو عقل راي معظم الفقهاء في تلك العهود ان من وصل للامر أو الحكم بالسيف أو الغلبة كما يقولون صحت خلافته ووجبت طاعته بل لايحل الخروج عليه مهما زاد ظلمه خشية حدوث الفتنة من باب أن درء المفسدة مقدم علي جلب المصلحة وكان هذا هو الأساس الشرعي الذي إستند إليه تيار الإسلام السياسي كله بما فيه الإخوان في عدم مناهضة الحكام كلهم من أول الملك فاروق إلي حسني مبارك وهنا تبدو مناهضتهم لعبد الناصر أمرا مريبا يحتاج إلي تفسير أنا أعلمه لكن غيري لايعلمه لكن صدامهم مع السيسي يمكن أن يلقي ضوءا علي حقيقة الأمر ، لكن دعونا نغادر هذا الموضوع إلي ماهو أهم بإعتبار أننا سوف نرضي اليوم بما قاله فقهائنا قديما سدا للذرائع ورغبة للسير للأمام لاسيما وان البلاد كما يري كل صاحب عقل علي مفترق طرق وأن الفشل غير وارد وهو ماأكد عليه حتي اخونا حمدين في بعض تصريحاته الآخيرة ، وأعتقد أن هذا أفضل ماقاله حمدين في الآونة الآخيرة آيضا. وعلي الجانب الآخر نرفض رفضا مطلقا ونهائيا إتساقا مع أنفسنا ولأنفسنا مبدأ تحويل السلطة الدينية – الأمر أو السلطة أو الإمامة – إلي كهنوت أو الحكم بالتفويض الإلهي كما يري فصيل أو مذهب إسلامي لاننكر بعض رؤاه خاصة دعوته للعدل الإجتماعي ونتفق معه تماما في " مظلومية أهل البيت " وننكر بشدة ماتعرضوا له من إجرام علي يد البيت الأموي المرواني ، وإن كان أبو العباس السفاح قد سمح لهم بنبش قبر معاوية بغية القصاص من رفاته فإننا سوف نقف يوم القيامة في صف الرسول الأكرم وسبطه الطاهر نطالب بالقصاص وهي جريمة نكراء لاتسقط بالتقادم وأزيد بأن محبة أهل البيت التي نعتبرها جزء من الدين لايمكن أن تجتمع مع محبة قاتليهم " قل لاأسألكم عليه أجرا إلاالمودة في الفربي " ، ذلك أمر لانقاش فيه ولايمكن أن نمسك فيه العصا من المنتصف ولايمكن أن يتساوي القاتل والمقتول لاسيما إذا كان المقتول هو إبن سيد الخلق " الحسين مني وأنا من الحسين " وهو الأمر الذي أثبته العلم الحديث وآخر مستجدات علم الوراثة فهم الأئمة وهم السادة نزل فيهم وفي فضلهم قرآن يتلي إلي قيام الساعة " ونريد أن نرفع عنكم الرجز أهل البيت ونطهركم تطهيرا " ولعنة الله علي الظالمين الذين ينكرون فضل أهل البيت وطهرهم وعفتهم وأيضا إمامتهم … ولكن إماماتهم في ماذا ؟
يقول الرسول الكريم – صلي الله عليه وسلم – " تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي " نعم أهل البيت هم المصدر المؤتمن الصافي للدين الحنيف وهم الحجة فيما إختلف فيه المسلمين – عند الإختلاف – في الدين ، أما في السياسة التي يحلو لبعض الصغار أن يصفها بالدنس فإن الإختلاف أن لم يكن أمرا واردا فهو أمر واجب ، والأمر قد صدر من الخالق القدير للرسول الكريم " وشاورهم " امرا وليس فيه للرسول إختيار وهل يمكن أن يأمر الخالق الرسول بالشوري في امر يتعلق بالدين ؟ بالتاكيد لا ، إذا ماذا ؟ إنه الدرس الإلهي المقدس علي يد المعلم الأول للمسلمين … الدين بالأمر حلا وتحريما وتقريرا نقلا وعقلا أما السياسة فالشوري مطلوبة إن لم تكن واجبة ولقد إنصاع الرسول الكريم ولم يكن له إلا أن ينصاع فأعطي دروسا رائعة في الديمقراطية وإحترام رأي الأغلبية والنزول عليها حتي وإن كانت ضد رأيه أو رغبته نذكر جميعا كراهيته للخروج من المدينة في غزوة أحد ورغبته في إنتظار الكفار لملاقاتهم في المدينة عكس راي الصحابة لكنه نزل علي رغبتهم مكرها وكان ماكان ، وهذا مادفع بعض أئمة أهل البيت المتأخرين جريا علي طبيعتهم الطاهرة الرحيمة بالقول بجواز إمامة المفضول في وجود الأفضل رفعا للمشقة عن الأمة ورغبة في وحدتها ، ونحن نقر جميعا بما قدمه أئمة أهل البيت من فقه رائع يدل علي إيمان عميق وعلم راسخ ، عندما نعلم هذا جميعا ونعترف به – سبقهم في الدين ورعايتهم له – وعندما يتسع صدر بعضنا لبعض في أمور الدنيا – أنتم أعلم بشئون دنياكم – فمن الممكن ان نزيل كثير من جبال الكراهية والحقد التي يبثها السبئيون في أوصال الأمة ، نتذكر جميعا ماقاله الشيخ المراغي عقب قيامه بعقد قران الأميرة فوزية شقيقة فاروق – السنية – علي محمد رضا بهلوي – الشيعي – بان هذا الزواج بساوي فتح مكة في تأثيره ونوافقه عليه وكان من المنطقي ان يقف عبد الناصر بكل قوته وقوة الدولة المصرية في ستينات القرن الماضي خلف الإمام الخميني في مواجهة الشاه الأمريكي الصهيوني … مايجمع أهل القبلة سنة وشيعة هو أكثر مما يفرقهم …قرآنا وصلاة وصياما وحجا ومحبة أهل البيت ومايفرقهم يمكن أن يعذر بعضنا بعضا فيه ، إن اللعن هو بدعة أموية حبذا لو أقلعنا عنها جميعا فلعن علي وآل البيت عورة أموية سترها عمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه – ومحبة الرسول تدفعنا دفعا لإحترام زوجاته – جميعا – وإذا كانت أمنا عائشة هي احب زوجاته إليه بعد خديجة فإن توقيرنا لها لايمنع أننا سوف نعاتبها ونشكوها للرسول علي موقفها الخاطيء من الإمام ، ولقد كان من نتيجة موقفها هذا أن دفع أبنائها ودفعت الأمة الكثير من التضحيات ، لكن الحكمة تقتضي الأن وقف هذا المسلسل الدموي الذي يستفيد منه اعداء الأمة الإسلامية جميعهم وهي وحدها الخاسرة ، واقول لكم بصدق وربما أكون في هذا مخطئا لكني لست كافرا أو جاحدا أو ناصبيا أو رافضا – إن هي إلا أسماء سميتموها – أنني ممن يرون أن خلافة أبو بكر كانت من توفيق الله وأن آخر من كان يصلح لها هو الإمام علي الذي جندل صناديد الكفر بسيفه البتار في معارك نشر الإسلام والذي جعل له في كل بيت ثأر وكانت حياته مشقة وعنتا دفعت الكثيرين للتخوف منه ومناصبته العداء عندما آل إليه الأمر ، لم يكن يراعي في حق الله لومة لائم كان عمر بن الخطاب مسجي علي فراش الموت إثر طعنة المجوسي أبو لؤلؤة وكان الإمام يفتي بقتل عبيد الله بن عمر قودا لقتله جفينة وإبنته … موقف صحيح عقائديا ولكنه سياسيا أمر فيه نظر وبعد مبايعة الإمام اميرا للمؤمنين اراد أن يعود بالأمور سيرتها الأولي أيام الرسول الأكرم والشيخان ولكن هيهات فالمياه الكثيرة كانت قد مرت تحت الجسور وقرار عمر بن الخطاب بتحديد إقامة كبار الصحابة بالمدينة لايغادرونها إلا بإذن منه – وأعتقد أن ذلك كان بإيعاز منه – كان قد أصبح في خبر كان ومحاسبة الولاة وتطبيق قاعدة من أين لك هذا كان في إجازة بعد أن صار أمر الحل والربط في نهاية خلافة عثمان في يد مروان بن الحكم والذي نصح عثمان في بداية ولايته بمضاعفة عطاء بيت المال توليفا للقلوب وذاق الجميع طعم الثراء والعيشة الهنية وصارت لكبار الصحابة الإقطاعيات والأقضية والقصور والضياع وجاء الإمام يريد أن يصادر ذلك كله فإنقبضت منه القلوب وكان هو نفسه مدركا لذلك ويحب السير علي طريق الحق الذي لم يترك له صاحبا وبالرغم من هذا لم يتراجع أو يهادن حتي لو وقفت في وجهه كل الدنيا …هل هذا من السياسة أم من الدين ؟ وهل كان يصلح الإمام فعلا لسياسة الدنيا في تلك المرحلة ؟ هل الإمام كان يعرف أو بالآحري ممن يتقنون سياسة المواءمات ؟ امر فيه نظر ، ولكن حجية الإمام في الدين وإستباط الأحكام الشرعية والحفاظ علي حدوده ومحارمه – كإستنباطه لحد شارب الخمر في عهد عمر – فأمر لاجدال فيه بنص القرآن والحديث … فهل يمكن ان يشكل ذلك بداية اللقاء بين شقي الأمة ؟
(2) أن مناط التكليف هو العقل ويسقط التكليف في الحالات التي يذهب فيها العقل مؤقتا أو دوما فلا تكليف علي المجنون والصبي غير المميز والنائم حتي يصحو وأساس معرفة الحق والطريق إليه هو العقل وهو محل التحسين والتقبيح ورغم الدعاوي الظالمة والجاهلة في حق الأزهر الشريف فإن عقيدته الماتريدية هي الوسطية الإسلامية الحقة بين العقل والنقل – وهو مانأخذ علي رجاله اليوم بعدهم عنها وركوبهم موجة التطرف- الأصل في التكاليف هو النقل وليس العقل أما مالم يرد فيه نص فالإجتهاد أو القياس أو العرف وهي امور العقل فيها هو الأساس ، ولقد إتفق جمهور الفقهاء علي أنه لاتعارض بين العقل والنص فكلاهما حق ولايمكن أن يتعارض حقان فإذا كان التعارض ظاهرا لايمكن التوفيق بينهما فماهو الحل ؟ يتم تأويل النص وجمهور الفقهاء يري أن يد الله فوق ايديهم تعني الهيمنة ويد الله مبسوطة تعني الكرم والسعة وحدهم المجسمة وهم قلة مارقة الذين قالوا بأن اليد هي يد فعلا وأن الساق التي تحدثت عنها الآية هي ساق فعلا وسوف يضعها الله في النار يوم القيامة لبيان قدرته (!!) وأتفق جمهور الفقهاء علي أنه من بين شروط صحة الحديث أن لايخالف الموثوق ماهو أكثر ثقة منه – أي أن يخالف نص الحديث نصا قرآنيا – أو يخالف العقل – راجع في ذلك السنة النبوية بين أهل الفقه واهل الحديث للشيخ محمد الغزالي – وفي ذلك ضرب مثلا وهو تعذيب الميت ببكاء أهله عليه ورأي إبن عمر أن ذلك يتعارض مع نص قرآني وهو أنه " لاتزروا وازرة وزر آخري " فضعف الحديث ولم يقبله ، كما إستبعد الفقهاء صحة حديث جواز الغارة دون إنذار حيث يتعارض مع سلوك الرسول وامانته ، والأمثلة كثيرة ومتعددة علي مدي السعة والإختلاف في الفقه الإسلامي وإستدل الكثيرون من ذلك علي رحابة صدر الدين الإسلامي والذي يجعل منه دينا خاتما صالح لكل زمان ومكان شرط إعمال العقل في فهم مقاصد الشارع … طبعا إعمال العقل المتخصص حجته الدليل وليس الهوي حتي وإن كان الهوي مع السلف الذين لم يجدوا حرجا في فهم الإسلام علي حقيقته وانه نعمة مهداة فالأديان جاءت تستهدف صلاح الإنسان وسعادته وحريته لالتحويل الإنسان إلي عبد خائف مقهور والأمثلة كثيرة لفهم السلف لمقاصد الشارع الحكيم عقليا فعمر بن الخطاب عطل حد السرقة عام الرمادة لعدم إستيفاء شروط تطبيق الحد وألغي خمس المؤلفة قلوبهم لعدم حاجته للمؤالفة والأمثلة علي رسوخ السلف وتخلف الخلف كثيرة لاتعد ولاتحصي مثلا يحل للمسلم شرعا الإقتران بالكتابية – مسيحية او يهودية – وفرض علي الزوج المسلم عدم الضغط علي الزوجة لتغيير ديانتها بل وإعاناتها علي أداء شعائر دينها واعتقد أن هذا هو السبب في عدم جواز ذلك للمسلمة لخشية الضغط عليها لتغيير ديانتها… ذلك معلوم من الدين بالضرورة وبالرغم من ذلك يري البعض تخلفا عدم جواز مشاركة إخوة الوطن أو العيش المشترك أفراحهم وأحزانهم واعيادهم يستهدفون شق عصا الوطن حتي تذهب ريحه متناسين أن الغرب الكافر هو الذي فتح لهم أبوابه يهاجمون منه بلادهم ويكيدون لها ولايجدون في ذلك أي مخالفة شرعية رغم أن الرسول حرم الإستعانة بالمشركين في حروب المسلمين فمابالك بالإستعانة بهم لقتال إخوة الدين (!!) ثم هم يكملون الدائرة بتكفير إخوة الوطن (!!) لتذهب ريح الوطن وعلي طريقة رجال البحث الجنائي في تحقيقاتهم في قضايا القتل والإختلاس للبحث عن المجرم المجهول … من المستفيد ؟، فهل عرفتم الأن من المجرم الأثيم الذي يستهدف قتل الأوطان والشعوب ومن يساعدونه في جريمته ؟ وقوانين السماء والبشر تساوي بين المجرم ومن سهل له إرتكاب جريمته . والإسلام هو الدين الوحيد الذي رتب عقوبة علي الظالم والمظلوم في آن " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ، قالوا فيما كنتم ، قالوا كنا مستضعفين في الأرض ، قالوا الم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها إلا المستضعفين من النساء والولدان لايستطيعون حيلة ولايهتدون سبيلا و قيل أدخلوا النار مع الداخلين " ذلك حكم الله وحكم العقل الذي لايحمي المغفلين أو الغافلين … أفلا تعقلون ؟
(3) هل الإسلام تحديدا والأديان الإبراهيمية الثلاثة نزلت علي بشر أم ملائكة ؟ وهل كانت هذه الأديان تستهدف سعادة البشر أم مجرد إرضاء نزوة الرب بعبادته – حاشالله – ؟ ببساطة شديدة جاءت الأديان من أجل الإنسان ولم يكن الهدف هو خدمة الالهة عكس ديانات البشر وجوهر الأديان هو التوحيد وغاية التوحيد هو تحرير الإنسان من وصاية أي كائن والإعتراف بالخالق صانعا ولنعمائه شاكرا ، وإحترام حقوق الآخرين يستوجب الحسني ولاعقاب علي جرم إلا بنص هكذا يكون العدل وقبل توقيع العقوبة يكون الحساب إتهام ودفاع ، ماذا يعني هذا ؟ يعني أن الإنسان مسئول عن أفعاله … أليس كذلك !! وخلاصة القول أن حرية الإرادة هي مقتضي أو شرط العدل … إذا العدل والحرية هما وجهان لعملة واحدة ، والإنسان له مطلق الحرية في إختيار طريقه " ‘إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا " " ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " ، أمام الخالق وفي حضوره أنت حر ، فهل يعقل أن يقبل الإنسان سلطة وتسلط عبد مخلوق ؟! والنص القرآني يخاطب النبي الكريم بكل وضوح " لست عليهم بمسيطر " " إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " " وماأرسلناك إلا شاهدا ومبشرا ونذيرا " ونتذكر الخلاف الذي نشأ في الثمانينات داخل مايسمي بالجماعة الإسلامية حول عدم جواز ولاية الأسير او الضرير في الخلاف الذي نشب بين أنصار كل من عمر عبد الرحمن وعبود الزمر وكانت حجة أنصار الشيخ أن غياب الإرادة متحقق في حالة الزمر الذي كان رهين السجن حينذاك ، وتستهدف كل الأديان – سماوية وغير سماوية – والفلسفات الكبري حرية الإنسان ولم يكن الإسلام بدعا في ذلك فحرية الكفر والإيمان مكفولة وننصح البعض بقراءة كتاب الشيخ عبد المتعال الصعيدي عضو هيئة كبار العلماء – افخر انه بلدياتي – " الحرية الدينية في الإسلام " وفيه يؤكد بالادلة الشرعية عدم الإجماع الفقهي علي حد الردة وذكر شيخنا إختلاف الفقهاء في تعريف المرتد …هل المرتد هو من إرتد عن الإسلام أم من إرتد عن دينه – أى كان هذا الدين – وقد إختلف من اخذوا بالقتل هل تسبقه الإستتابة أم لا وإختلف من قالوا بالإستتابة حول مدتها ومراتها ، هل يستتاب المرتد مرة واحدة أم يستتاب كلما إرتد وعاد ومدة الإستتابة هل هي ثلاثة أيام أم أكثر واخذ جمهور الفقهاء بعدم قتل المرأة قياسا وليس حكما فقد قال الرسول في إحدي غزواته عندما رأي إمرأة مشركة مقتولة لما قتلت هذه ماكانت لتقاتل وإستدل بعض الفقهاء من ذلك بأن تطبيق حد الردة علي المرتد يشترط فيه خروج المرتد علي جماعة المسلمين ومقاتلتهم أو مناهضتهم وليس الإرتداد عن الدين فقط – إنكار الدين والخروج علي الجماعة معا – أما من إرتد عن الدين وجلس في بيته ، فما هو حكمه ؟ عقلا وشرعا يكتفي بنصحه … أليس كذلك ؟ وإذا كان جمهور العلماء يقول بكفر الرجل الذي جذب النبي من طوقه وهو يوزع الغنائم بعد غزوة حنين وقال له إعدل يامحمد فوالله ماأردت وجه الله بهذه القسمة وبالرغم من هذا منع النبي عمر وسائر الصحابة من قتله او إيذاءه وإكتفي بتوبيخه ، ألا يتساوي من جحد الدين وهو في بيته قاعد مع من شكك في إيمان الرسول وصدقه (!!)
ودعونا نتحدث بصراحة عن هذه النقطة الحرجة ففقهاء الإسلام يفرقون بين الإجماع ورأي الجمهور فالإجماع هو مأجمع عليه كل فقهاء الأمة سواء في عصر واحد أو مختلف العصور وهناك أمور فنية في كيفية حساب هذا الإجماع وكيفية نقضه ليس هذا محل مناقشته ولمن يريد الإستفاضة ننصحه بقراءة كتاب أصول الفقه للشيخ الإمام عبد الوهاب خلاف – رحمه الله – ورأى الجمهور هو رأي غالبية الفقهاء مما يعني أن هناك من يري غير رأى الغالبية ويعتبر رأيه جائز شرعا وليس كافرا وآخيرا فإجماع فقهاء الأمة لم يتحقق سوي للقرآن والسنة النبوية المتواترة فقط لاغير أما باقي مصادر التشريع الآخري من قياس أوإجتهاد أوإستصحاب أو إستحسان أو شرع من قبلنا أو العرف ففيها إختلاف من فقيه لآخر ومن مذهب لآخر بل ومن عصر لآخر وآحيانا داخل المذهب الواحد في العصر الواحد أو في عصور مختلفة أوفي المذهب الواحد حتي بين الأستاذ وتلميذه … يالله علي هذه الروعة ، مالذي جعل الإسلام اليوم يبدو بهذه الصورة البائسة ؟
(4) هل المشكلة فيما وصلنا إليه نحن المسلمون اليوم هو الإسلام نفسه أم المسلمون ؟ سوف يجيبك أي من المتنطعين – والتنطع هو التشدد في غير موضعه – لا بل المسلمين … حسنا لامانع ولكن كيف ؟ بالتأكيد – هذا من وجهة نظري – هناك صفة غالبة علي كل دين إبراهيمي فإذا كان السلام والمحبة هما السمة الغالبة علي المسيحية بعد روح القبلية التي وسمت اليهودية دين بني إسرائيل فإن الطهارة – العضوية والأخلاقية – والنظام والعمل هي سمات الدين السماوي الخاتم – الإسلام – وعبادات الإسلام كلها من صلاة وصوم وحج تشترط الطهارة العضوية – الثياب والجسم – وكلها تتم في توقيتات محددة ووبطريقة محددة بل إن الصلاة وهي العبادة اليومية المتكررة تجمع كل تلك السمات من طهارة ونظام في المواقيت والوقوف بين يدي الله جماعة أوفردية علي هيئة الجيش قائد وجنود والزكاة هي بمعني التزكية أي التطهير والشهادة هي اليمين أو القسم الذي يقطعه المسلم علي نفسه طواعية يلزم به نفسه بدين وجماعة ونعيد التأكيد طواعية دون إجبار يرتب ذلك إلتزامات متبادلة بين الفرد والجماعة ، ومتي تم ذلك دار دولاب الحياة المطردة المتقدمة دوما – يعني لارجوع أو عودة للخلف – وربما كان التشدد في مواجهة الردة عند المسلمين بوجه خاص مرده هو الفوضي التي تحدث نتيجة ذلك وهناك رأي فقهي يري أن المسلم إذا جاع وخرج علي المسلمين شاهرا سيفه من أجل لقمة عيش فإذا إجتمع عليه أهل عرصة – أي الحي – فقتلوه وجبت عليهم ديته أما هو فلا دية عليه ولو سرق جائع ليأكل يصبح منطقيا ألا يطبق عليه الحد وهذا رأي جمهور الفقهاء المسلمين فعلا وفعلا هلك المتنطعون ومن سمات الإسلام طبعا الرحمة من أول ان ترك النبي علية الصلاة والسلام مشركا يتبول في مسجده رافضا من الصحابة أن يقطعوها عليه إلي آخر تحريض القرآن ولي دم المقتول علي العفو فما جاء الإسلام ليقطع الأيدي والرقاب ويزهق الأرواح بل جاء نعمة مهداة ، والإسلام يدعو بشكل قاطع للعلم والتعلم والحكمة – أي العلم – ضالة المؤمن ياخذها أينما وجدها وهناك أمر واضح اطلبوا العلم ولو في الصين والرسول الكريم كان لايتجرأ علي الحديث فيما لايعلم وهو ماجعل أئمتنا الثقاة دائما ماينهون فتاويهم بقولتهم الخالدة هذا والله أعلم وتحكي كتب التراث عن احد أئمتنا الكبار أنه سئل في مائة مسألة فأجاب في عشر وقال في الباقي لاأدري
(5) فما هو حال المسلمين اليوم ؟ تشهد أحوالهم وبلادهم وشوارعهم ومدارسهم ومعاملهم وجامعاتهم وأخلاقهم أنهم الأقذر والأحط والأسوأ والأفشل والأجهل رغم ماأفاء الله عليهم به من ثروات ونعم حباهم بها عن بقية خلقه ولكنهم بغفلتهم إفتقروا وشقوا وإستعبدوا وإستعمروا وإغتني ونعم غيرهم ، هل هذه حالة فردية أو إستثنائية ؟ لا… هي حالة عامة ودائمة … ماذا يعني هذا ؟ يعني أن هناك خلل جسيم ، عيب خلقي يجب مواجهته وعلاجه … أين يكمن هذا العيب أو الخلل ؟ بالتأكيد في فهمنا السائد والشائع للإسلام وليس الإسلام الذهبي ، ولانغالي إن قلنا أن السائد اليوم هو إسلام الشيطان وليس الإسلام الذي نزل علي محمد عليه السلام ، هل يعقل أن نتحدث في القرن الواحد والعشرين عن التدواي ببول الإبل وحكم رضاع الكبير ويتصدي الجهلاء منصات الإعلام – مش العلم – للفتيا فيما يجهلون بكل صفاقه وتبجح … من غياهب المجهول ياتي جاهل مثل زغلول النجار يقنع المسلمين بالإسلام (!!) يخدعنا بمؤهلاته العلمية المزعومة ولو عرفوا هناك مايفعله هنا لضربوه بالأحذية وسحبوا منه شهاداته إن كان لديه شهادات أصلا ، ودائما كنت اشعر بعدم الراحة تجاهه وكنت أعلم مدي جهالته وبعد ثورة30يونيه اسفر زغلول النجار عن وجهه الحقيقي وبدا طائفيا ومذهبيا مقيتا وباحث عن الشهرة والتقرب للسلطة أي سلطة وعمرنا ماسمعنا صوته هو وامثاله في عهد مبارك الكئيب …وفي النهاية مالحل ؟ ثورة حقيقية في الفكر …الفكر الديني اولا .
**كاتب المقال
كاتب صحفى ومحلل سياسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.