**المصرف يلتهم الأطفال ومأوى للكلاب الضالة والثعابين والفئران **الأهالى : مش عارفين نعيش من الرائحة ولا قادرين نسيب ولادنا يخرجوا من البيت **المسئولون : المبلغ المصروف 280 ألف جنيه لرصف الطرق بثلاث قرى وليس لردم المصرف!! تحقيق : مها المصرى تمر السنون عليهم ،وتتوالى الحكومات ،وتقوم ثورة تلو الأخرى ، وهو قابع فى مكانه ترتع فيه الحشرات الزاحفة والطائرة ، وتنبعث منه الرائحة الكريهة ، ويصطاد الأطفال ليلهو بجواره فيلتهمهم ..اشتكى أهل المنطقة لجميع المسئولين منذ عهد المخلوع ومرورا بالمعزول ونهاية بالمشير ولا حياة لمن تنادى ، وكأن رئيس مجلس المدينة لا يعرف شيئا عنه ..أهالينا اشتكوا مر الشكوى هناك ؛فلبينا ندائهم .. عن مصرف جراح بقرية ميت جراح مركز أجا نكتب إليكم . " الزمان المصرى" تسطر ماساتهم عبر أهالينا هناك. صار معنا دليلنا ووطأت أقدامنا قرية جراح- التى يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 30 ألف نسمة – انبعثت الرائحة الكريهة علينا .. وهذا ما اشتكت منه أمينة عبد الحميد غالى والتى رسم الزمان تجاعيده على ملامحها وانكوت من رائحة المصرف باعتبارها ربة منزل قائلة واللامبالاة تعلو ابتسامتها الرقيقة:- ياااااااااه.. لسه فيه حد فاكرنا ..أنا قضيت 75 عاما وهذا المصرف على حاله ..يروح رئيس ويجى رئيس ويروح محافظ ويجى محافظ ويروح بتاع المحليات ويجى غيره ..والمصرف هو هو ..احنا خلاص يا بنتى بقينا والمصرف عيلة واحدة ..خدنا على كل حاجة فيه ..والريحة اللى قالبنا علينا قالبة علينا ، والنوم اللى هرب من عيوننا ..ده غير الهاموش والناموس الغير عادى .. والزباالة اللى مالية المصرف الناس كلها بترمى فيه غير انه مش نضيف أصلا لانه مبيطرهش باستمرار، وولادنا اللى بنخاف نخرجهم من البيت أنا ابن بنتى وقع أكتر من مرة فى المصرف ده وآخر مرة وقع فيه كان هيموت لولا أن راسه كانت ظاهرة ولحقناه بالعافية والتطهير اللى بيخرج من المصرف بيسبوه لفترة طويلة جدا لما لم علينا حشرات يمكن لأول مرة نشوفها.. إحنا مش طالبين غير سلامة ولادنا وسلامة صحتنا من الريحة الوحشة دى ..وياريت المسئولين يكملوا ال 300 متر الباقين ويغطوه ويرحمونا من البلاء اللى احنا عايشين فيه ده. وجاءت من أقصى بيوت القرية أميرة محمد رضا 34 سنة- ربة منزل – مسرعة وتتفق مع أمنا أمينة فيما قالته ولكنها تصرخ قائلة :- الناموس والريحة جابوا حساسية ومبهدلين ولادنا وكل يوم احنا عند الدكاترة وتستغيث بالمسئولين قائلة : حرام عليكم أنتم قاعدين فى التكييف واحنا بقالنا 40 عاما فى الهم ده . المصرف يهدد الأطفال وبصوت هادىء يردف إبراهيم جمعة السيد 45 عاما – أمام وخطيب بالأوقاف-نحن نعانى على المستوى الشخصى والإجتماعى ، والأمراض متفشية جدا بالمنطقة ، والمنظر العام سىء جدا . فهذا المصرف يحوى ما تتخيله وما لا تتخيله وسبب لأهالينا أمراضا كثيرة منها التهاب الكبد الوبائى فيرس "c" وتعد قريتنا من القرى التى ترتفع فيها الغصابة بهذا المرض اللعين . ويروع الشيخ إبراهيم حكاية الطفل " سرور" الذى غرق فى مصرف جراح ومات ، وترك لنا الحسرة عليه والخيبة على أنفسنا لأننا لم نجد حلا حتى الآن مع المسئولين فى ردم هذا المصرف وتغطيته. وينعى جمعة محرم عبد الله 48 سنة -صاحب ورشة- حظه التعس قائلا: ورشتى قدام المصرف وطول النهار الريحة خانقنى بس هعمل إيه ..وبمرور الوقت جالى فيرس "c" وعايش على العلاج ..إحنا مفيش حد بيهتم بنا فى البلد دى، هو المسئول لو مهتم بصحة الإنسان أو بأدميتنا كانوا اهتموا وردموا لنا المصرف داه من سنين أو على الأقل طهروه بدل ماهو متساب بالشكل اللى تعب أعصابنا وصحتنا..أنا بطلب العدل يا عالم ( المساواة فى الظلم عدل). وتروى خضرة عبد العاطى مصطفى 60 عاما حكايتها مع المصرف قائلة : إحنا عايشين جنب المصرف ده بقالنا 32 سنة وزى ما أنتم شايفين على الطبيعة مش عارفين نعيش من الرائحة ولا قادرين نسيب ولادنا يخرجوا من البيت ..أحفادى لو خرجوا بره يلعبوا لازم أفضل قاعدة قصادهم لحد لما يدخلوا ..إحنا هنا فعلاً تعبانين، فياريت نظبط نفسنا ونظبط دولتنا والمسئولين يهتموا بينا شوية ..حسوا بينا وبأولادنا اللى مرضوا بسبب المصرف وأحنا ناس غلابة ومش قادرين نعالج نفسنا. وتلملم عفاف سالم 40 عاما – ربة منزل – أشلاء حسرتها قائلة :بعيد عنك ذباب وناموس بصراحة العيشة هنا قرف.. احنا بيطلع علينا منه ثعابين وفئران وريحة زفت.. أنا زوجى جاله منه فيروس (c ) ومش هو لوحده المنطقة كلها بقا عندها فيروس ( c ) فياريت المصرف ده يتردم بأقصى سرعة .وتتساءل : هو لسه إيه هندفعه تانى غير صحتنا؟!! ويقول ماهر أبو سليم 40 عاما – أمين شرطة سابق- أنا بعانى من (القلب) وأول ما الريحة دى بتقلب علينا ببقى مش قادر أخد نفسى ..فياريت يتردم أنقذونا وأنقذوا أطفالنا من البلاء ..دا أحنا بنعانى بقالنا سنين هنموت هنا فعلا من الأمراض والوباء ياريت حد يحس بينا. وتشتكى عطيات شعبان نوارة 50 عاما – ربة منزل – من الفئران والثعابين.. احنا الثعابين بقت موجودة فى بيوتنا ..وبقا شئ عادى ..مبنتفجأش بها ..احنا للأسف عايشين جنب مكان قذر جدا وتعبانبن جدا من العيشة هنا ولو أقدر أبيع بيتى وأشترى فى مكان تانى هبيعه؛ فرجاء المسئولين يهتموا بينا شوية ..أنا بسأل أنا بدفع فلوس وفاتورة للزبالة إزاى ؛ وأنا قدام بيتى مقلب زبالة؟!!. وتلطم هانم المرسى شعير 53 عاما- ربة منزل- من المصرف قائلة :ابن بنتى وقع الأسبوع اللى فات فيه ولولا الجيران شافوه وهو بيصرخ وراسه هى اللى كانت باينه كان زمانه مات ..يا مسئولين ..أرحموا حالنا احنا ناس بسيطة طب نروح لمين ونعمل إيه.؟! الرصف أهم من الردم عند الحكومة وأمام هذه الكارثة التقينا برئيس الوحدة المحلية بمنية سمنود" وواجهناه بمصرف جراح القاتل فرد قائلا: أن المشكلة فى الميزانية ومفيش فعلا فلوس، هو فعلا من حق الناس أنه يتردم لأنه داخل الكتلة السكنية ونحن هنا كوحدة محلية كل مهمتنا رفع الشكاوى فقط، والخطة الاستثمارية الحالية لا يوجد بها ميزانية تغطية ال 300 متر الباقين لمصرف جراح ..الميزانية الموجودة حالياً 280 ألف جنيه موزعة على 3 قرى تابعين للوحدة المحلية وبتتوزع الميزانية على حسب نسبة السكان ..هذا غير أن الميزانية الموجودة لرصف الطرق وليس ردم المصرف، فمشروع ردم الصرف المسئول عنه إدارة الصرف، ودورنا ببدأ بعد الردم ونستلم المكان ؛لنشجره ونهتم به ولكن سنتابع المشكلة مع الأهالى حتى تحل إن شاء الله.