لم يكن موت "محمد فارس أحمد"سائق صباح الأحد الماضى السبب الرئيسى فى تجمهر أهالى قريته "محلة دمنة" بالمنصورة أمام مركز الشرطة واقتحامه وحرقه ، ولكن السبب حالة الإحتقان التى ما زالت تسيطر على أبناء مصر ضد الشرطة ، فالموضوع مر عليه ما يقرب من ثلاثة أسابيع ، وكان حمدى الباز "المحامى" قد تقدم بالبلاغ رقم 3018 بتاريخ 13 نوفمبر الحالى إلى المحامى العام لنيابات جنوبالدقهلية يتهم فيه أحد ضباط الشرطة وهو" النقيب اشرف الأرضى " بالشروع فى قتل محمد فارس أحمد وإطلاق النار عليه من سلاحه الميرى و تم احتجازه بمستشفى المنصورة الدولى بين الحياة والموت حتى فارق الحياة ،وتقدمت سوسن محمد إبراهيم والدة المجنى عليه "محمد فارس" ببلاغ آخر للمحامى العام اتهمت فيه نفس ضابط الشرطة وأمين شرطة بالشروع فى قتل نجلها وقالت تم أخذ أقوالى كشاهدة فى الواقعة ولم يتم عمل معاينة للمنزل حتى الآن، فى حين أن نجلى قال لى إن الضابط المتهم فى الواقعة قام بتهديدى بعدم الإدلاء بالصورة الحقيقية للواقعة بشأن الشروع فى قتله بنفى وجود والدته بالمنزل ومشاهدة الواقعة وكذلك عدم مشاهد الضابط لواقعة إطلاق النار عليه ،وقامت بارسال فاكسات إلى المجلس القومى لحقوق الإنسان للتحقيق فى الموضوع. وصباح الأحد الماضى لفظ "محمد فارس"أنفاسه الأخيرة بمستشفى المنصورة الدولى ؛ فنادت المآذن عليه ،فخرج الأهالى فرادى وجماعات متجهين إلى غلق طريق المنصورة ..دكرنس ،ولكن كانت هناك سيارة ربع نقل"حمراء" تمر بسرعة من أمام مركز شرطة محلة دمنة وفى صندوقها رجل سمين وله لحية وكان يرتدى بلوفر رصاصى ،وكان غارقا فى دمائه ، فشاهده أحد الأهالى فأطلق شائعة بأن ضباط المركز اعتدوا عليه وأوسعوه ضربا ، وعندما وصلت الإشاعة إلى الأهالى تركوا الطريق وتوجهوا إلى المركز ؛ بينما كانت هناك سيارة أخرى "بيضاء " بداخل صندوقها شخص آخر غارقا أيضا فى دمائه ، هنا هاج الأهالى واقتحموا مركز الشرطة وأشعلوا النيران فى سيارتين شرطة وموتوسكلين بداخله ،وفر الضباط إلى سطح المركز ؛وكان هناك بعض الشباب يحملون السنج ؛ فاعتلى أمناء الشرطة السطح وأطلقوا الرصاص على الأهالى ..ظل هذا الوضع من الثانية والربع مساء حتى تم تدعيمهم بسيارتين جيش ..ووقع فى تلك المواجهات اثنين من الأهالى مصابون اصابات بالغة ،واصابة مخبر وضابط. "الزمان المصرى "التقت ببعض الأهالى فاختلفت رواياتهم حول القتيل "محمد فارس" فهناك من يقول أنه كان يسير بسيارته وكان مسجل السيارة يعمل بصوت عال ؛ فاستوقفه أمين شرطة ونهاه عن ذلك ،ولكنه تلفظ بألفاظ خادشة لأمين الشرطة ..الذى أصرها فى نفسه ، وذهب بقوة إيه فى المنزل فاشتبك معه وأصابه برصاصتين ، ورواية أخرى تقول أن "المجنى عليه "كان متهما فى احدى القضايا ،وذهب النقيب أشرف الأرضى إلى منزله ومعه قوة للقبض عليه ،ولكنه قاومهم ،فما كان أمام الأرضى إلا ضربه بالرصاص.