انطلقت اليوم أكبر قمة للمناخ في تاريخ الأممالمتحدة في العاصمة الفرنسية باريس، والذى يعد المؤتمر الاكبر في تاريخ المفاوضات المناخية في ظل إجراءات أمنية مشددة فرضتها هجمات باريس ، وبمشاركة نحو 150 رئيس دولة وحكومة، وستناقش جملة من القضايا، وستتوج بالتوقيع على اتفاق جديد للحد من انبعاث الكربون. ويتحدث أمام المؤتمر رؤساء دول، ورؤساء وزراء، وسط تزايد الشعور الإيجابي بإمكان التوصل إلى اتفاق ، ومن المحتمل أن يكشف قادة دول العالم، الذين يحضرون اليوم الأول فقط من المؤتمر، عن مبادرات مهمة خلال أحاديثهم.يحاول المتفاوضون المنتمون إلى 195 دولة التوصل إلى اتفاق على مدى أسبوعين يرمي إلى تخفيض انبعاثات الكربون عالميا . وعلى هامش اعمال القمة يتحدث يتحدث قادة من 147 بلدا أمام المؤتمر، الذي يعرف باسم "كوب 21" اليوم الإثنين. ومن المقرر الإعلان عن بدء مبادرات تهدف إلى إنعاش التقنيات النظيفة ، ومن المحتمل أن يكشف قادة دول العالم، الذين يحضرون اليوم الأول فقط من المؤتمر، عن مبادرات مهمة خلال أحاديثهم. كما سيلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى بيانا نيابة عن الدول الإفريقية، للتعبير عن موقفها الداعم للتوصل إلى اتفاق ملزم حول تغير المناخ، يتسم بالموضوعية، ويقوم على مبدأ المسئولية المشتركة، وتباين الأعباء بين الدول المتقدمة والنامية، فى التخفيف من حدة التغيرات المناخية والتكييف معها. ويتوقع ان يحضر يوميا حوالى 40 الف شخص بينهم 10 الاف مندوب وهو تحد امني للمنظمين ،ومن المقرر ان يلقى المؤتمر كل من الرؤساء الفرنسي فرنسوا هولاند والاميركي باراك اوباما والصيني شي جينبينغ والهندي نانريندرا مودي والروسي فلاديمير بوتين. وسيحاول المشاركون في المؤتمر التوصل الى اتفاق عالمي تحت حماية 2800 شرطي ودركي، للحد بدرجتين ارتفاع درجة حرارة الارض مقارنة مع الحقبة ما قبل الصناعية. وفي حال الفشل، يتوقع خبراء المناخ تفاقم الظواهر المناخية التي نشهدها حاليا كذوبان جبال الجليد وانقراض بعض الحيوانات وتكثف التقلبات المناخية العنيفة. وزير البيئة ومن جانبة صرح الدكتور خالد فهمى وزير البيئة أان إننا لن نذهب الى باريس لعرض خطط ولكننا سنناقش الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ , فخطط مصر والدول الأفريقية واضحة فى هذا الصدد .. مشيرا الى انه فيما يتعلق بالتخفيف فسيتم التركيز على الطاقة الجديدة والمتجددة وسبل النقل العام وترشيد الطاقة , وهذه من اهم عناصر التخفيف , أما فى التكيف فسيتم التركيز على قطاع الزراعة للتأقلم مع ارتفاع درجة الحرارة ومع شح المياه وكيف نحافظ على شواطئنا , ويكون لدينا القدرة على مواجهة أية أمراض جديدة تأتى نتيجة تغير المناخ ويجب أن يتم تنفيذ تلك البنود من خلال دعم مالى ودعم فنى ونقل تكنولوجيا واموال وتدريب للقدرات . وأضاف وزير البيئة أنه باعتباره رئيس مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة فإن مصر تطالب فى خطتها بتوفير 70 مليار دولار فى الفترة من 2020 الى 2030 , مشيرا الى أن خطة مصر والمتعلقة بالتغيرات المناخية تاتى متوافقة مع الموقفين الأفريقي والعربى وتشتمل على 13 بندا. وأكد فهمى أن مصر اتخذت عددا من الخطوات بالفعل قبل قمة المناخ المرتقبة بباريس ووضعت استراتيجية طموحة للتنمية المستدامة من أجل توفير 30 % من الطاقة وتحقيق معدل نمو 7 % سنوي وتنفيد مشروعات تستهدف الفقراء في مجالات الصحة والتعليم والفقراء وتعمل على ربط ذلك بسياسات مواجهة التغيرات المناخية. ومن جانبة قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، في عطلة نهاية الأسبوع إن الاجتماع سيكون "نقطة تحول، وهذا ما يتطلبه العالم". وسيرأس فابيوس جلسات المؤتمر حتى نهايتها. مظاهرات عالمية للمطالبة بالتغير وتجري القمة وسط إجراءات أمنية مشددة في ظل حالة الطوارئ المعلنة في فرنسا منذ هجمات باريس التي أودت بحياة 130 شخصا في وقت سابق هذا الشهر. وسيتم نشر نحو 2800 من عناصر الشرطة والجيش لتأمين موقع المؤتمر في ضاحية لوبورجيه، كما سيتم نشر 6300 آخرين في أرجاء باريس. ومنذ الجمعة نظمت عشرات التظاهرات في كافة انحاء العالم للضغط على ممثلي الدول ال195 الموجودين اعتبارا من الاثنين في لوبورجيه شمال باريس للمشاركة في هذا المؤتمر الحاسم. وقد خرجت في لندن مظاهرات للمئات من أصدقاء البيئة, طالبوا خلالها القادة المجتمعين في باريس بضرورة اتخاذ قرارات من شأنها الحد من التغيرات المناخية. وشهدت العديد من العواصم أمس خروج أكثر من 570 ألف شخص في 2300 مظاهرة دفاعا عن المناخ، وفق تقديرات أعلنتها منظمة "أفاز" غير الحكومية، إحدى الجهات المنظمة لقمة باريس. كما تظاهر عشرات الاف الاشخاص الاحد في استراليا في اليوم الثالث من المسيرات العالمية لمطالبة رؤساء الدول والحكومات ال150 الذين سيجتمعون الاثنين في فرنسا بالتوصل الى اتفاق طموح خلال المؤتمر العالمي حول المناخ. اوباما : قمة باريس للمناخ تمثل فرصة لزعماء العالم وفى السياق اعلن الرئيس الامريكى باراك اوباما ان مؤتمر قمة المناخ فى باريس يمثل فرصة امام زعماء العالم لاثبات ان الارهاب لن ينجح فى منعهم من خلق مستقبل افضل لاطفال العالم ،و اكد فى تدوينه نشرهاعلى موقع التواصل الاجتماعى / فيس بوك/ ان هذا المؤتمر يمثل ايضا فرصة لكى نقف الى جانب حليفتنا القديمة / فرنسا / بعد الاعتداءات البربرية التى تعرضت لها فى الثالث عشر من الشهر الجارى واسفرت عن مصرع 130 شخصا , واظهار الالتزام بحماية شعوبنا واسلوب حياتنا من التهديدات الارهابية ". وتابع اوباما فى تدوينته يقول " ان قمة المناخ بباريس تمثل كذلك فرصة امام العالم لكى يقف موقفا موحدا واظهار اننا لن نتراجع عن خلق مستقبل أفضل لابنائنا ". ووقف قادة العالم اليوم الاثنين دقيقة صمت من أجل ضحايا هجمات باريس وذلك عقب افتتاح أعمال الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. وزار الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء أمس الأحد مسرح باتكلان برفقة نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، ووضع باقة من الزهور تكريما للضحايا الذين سقطوا يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري . كما زار المسرح أيضا رئيس الوزراء الكندي جاستن ترود ورئيس وزراء كييك فيليب كاويار. – موقع بورجيه – يمتد موقع المؤتمر على مساحة 18 هكتارا في حديقة المعارض في بورجيه شمال باريس. وينقسم الى ثلاثة قطاعات: مركز المؤتمر بحد ذاته تحت اشراف الاممالمتحدة والمخصص للاشخاص المعتمدين، مركز "اجيال المناخ" المفتوح امام العامة ويمكن ان يستقبل 10 الاف شخص، وقاعة العرض للشركات. ينتظر تدفق اربعون الف شخص على الاقل يوميا. فهناك حوالى 10 الاف مندوب من 195 دولة و14 الف ممثل للمجتمع المدني و"مراقبون" في المفاوضات وثلاثة الاف صحافي معتمد. كما سيرافق الفا شخص اضافي رؤساء الدول. ويشمل الموقع قاعتين للاجتماعات الموسعة و32 قاعة للمفاوضات ونحو عشرين قاعة للأنشطة الموازية والمؤتمرات و61 منصة للعرض. وقد استخدم 800 كيلومتر من الكابلات. وفي الاجمال ستقدم 412 الف وجبة خلال ايام المؤتمر من 30 تشرين الثاني/نوفمبر الى 11 كانون الاول/ديسمبر. ومن المقرر اجراء حوالى 350 محاضرة ومناقشة في مركز "اجيال المناخ" الذي سيضم نحو مئة منصة. وقدرت كمية انبعاثات الغازات الدفيئة التي ستصدر عن الموقع بما يوازي 21 الف طن من ثاني اكسيد الكربون يفترض التعويض عنها بشكل كامل.