القاهرة : بعيون يملؤها الانكسار والحزن جلست زوجة ثلاثينية، فى أحد أركان قاعة محكمة الأسرة بمصر الجديدة، تعد الدقائق حتى موعد نظر دعوى طلاقها من زوجها المحامي بعد زواج استمر 10 سنوات. وأمام هيئة المحكمة، أجابت الزوجة عن سؤال القاضى: "ليه عاوزه تتطلقي من زوجك؟"، قائلة: "جوزي رفع عليا قضية، وأتحكم عليا بالحبس سنتين، وكمان دخل أٍسرتي كلها الحبس"، وقدم دفاع الزوجة للمحكمة صورة من حكم محكمة جنح مصر الجديدة بحبسها عامين واستئناف مقدم منها على حكم حبسها، وكذلك صورة محضر مقدم من زوجها يتهم فيه والدها بالتعدي بالضرب على شقيقته، ومحضر آخر لشقيقها يتهمه فيه بسرقة محتوى هاتفه المحمول من صور ورسائل هاتفية. على باب المحكمة روت "سلمى" تفاصيل قصة معاناتها مع زوجها التي استمرت لمدة 10 سنوات، قائلة "نشأت في طبقة متوسطة، وحصلت على ليسانس آداب وتزوجت زواجًا تقليديًا، بعد الزواج لفترة بسيطة بدأت أشعر بخيانة زوجي، وأنه يقيم علاقات نسائية عديدة، حاولت أن أتحدث معه صراحة، وأنه أب لثلاث بنات، ويجب عليه أن يقلع عن فعل تلك الفاحشة، لكن كل محاولات إصلاحه وتهذيب سلوكه باءت بالفشل، فهو لا يفكر سوى في نفسه ونزواته فقط، وفى إحدى المرات خلال عودتي من منزل والدي، فوجئت بوجوده وبصحبته فتاة داخل مسكن الزوجية، وعلي فراشي، تركت المنزل وطلبت الطلاق منه، إلا أنه بعد تدخل الأهل والأقارب، واعتذاره عن فعلته، ووعده بعدم إقدامه على خيانتي مرة أخرى، سامحته من أجل بناتي، وحتى لا أتسبب في هدم منزلي". تتابع الزوجة حديثها "استمر مسلسل الخيانة، لكن هذه المرة أعمته شهوته، ليحضر عشيقته إلى بيتنا بوجود ابنته "سارة" 9 سنوات، بعدما خرجت لشراء مستلزمات المنزل بصحبة بناتي، لتشاهد الطفلة والدها في أحضان عشيقته. فور وصولي المنزل روت لي ابنتي ما حدث، ونشب بيني وبينه شجار حاول فيه صفعي علي وجهي، وترك المنزل لمدة أسبوع، طلبت بعدها الطلاق، لكنه رفض فهددته برسائل نصية كانت بينه وعشيقاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقام بضربي وطردي من مسكن الزوجية، وحينما رآني شقيقي لم يتحمل مافعله زوجي، فتوجه إليه وقام بضربه وأحدث به كسورًا في يده وكدمات في جسده. أنهت الزوجة حديثها والدموع تنهمر من عينيها قائلة "زوجي جعلني أوقع على وصل أمانة دون أن أدري، تخيلت أنها ورقة خاصة بمدرسة ابنتي، وهددني بها عدة مرات، وفى النهاية استخدمها ضدي، والآن يواصل انتقامه من شقيقي ووالدي، وأولادي هم من يدفع الثمن".