القاهرة «القدس العربي» من منار عبد الفتاح: وسط اقبال ضعيف غلب عليه العنصر النسائي في معظم مراكز الاقتراع، بدأ امس التصويت في المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية المصرية داخل البلاد، والتي تشمل اربعة عشر محافظة، هي «الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومرسي مطروح»، فيما واصل المصريون في الخارج امس عمليات الاقتراع داخل 139 مقراً للبعثات الدبلوماسية المصرية في اليوم الثاني والأخير لعمليات التصويت في الانتخابات. وقال المستشار عمر مروان، المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات، في مؤتمر له، إن نسبة من صوتوا في الانتخابات البرلمانية حتى الثانية ظهر امس الأحد، وفقا للرصد العشوائي من خلال أجهزة القارئ الإلكتروني في بعض اللجان الانتخابية، بلغت 2.7 ٪ من إجمالي عدد الناخبين في العينات العشوائية، وأن نسبة مشاركة الإناث كانت 4 أضعاف نسبة الذكور، كما أن نسبة مشاركة الناخبين الأكبر من 61 عاما هي الأعلى تصويتا عن باقي الفئات العمرية. واضاف ان اللجنة تلقت 256 شكوى على الخط الساخن من 9 إلى 2.5 مساء، تدور حول تأخر فتح بعض اللجان وبُعد اللجان عن محل الإقامة وتغيير بعض اللجان التى اعتاد بعض المواطن التصويت فيها. وأوضح أن اليوم الأول مر دون أي مشاكل أو عوائق تعطل العملية الانتخابية، ويتم التصويت تحت تأمين كامل من رجال الأمن، مشيرا إلى أن نسبة التصويت في الداخل ستعلن مساء اليوم الاثنين مع غلق صناديق الاقتراع. وقال: إن نسب التصويت في محافظاتالجيزة والإسكندرية وأسيوط والبحيرة هي الأعلى بين محافظات المرحلة الأولى، بينما دول الكويت والسعودية وعمان كانت أعلى الدول التي شاركت في الانتخابات، وبلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الكويت 8 آلاف ناخب، تليها السعودية 2500، وأقل دولة نيوزلندا. يذكر ان تعداد من لهم حق التصويت في هذه المرحلة الاولى يبلغ 27 مليونا و402 ألف و353 ناخبا، يتوزعون على 103 لجان انتخابية عامة، في حين يبلغ عدد المراكز الانتخابية 5460 مركزا يضم كل منها مجموعة من اللجان الفرعية المخصصة للانتخاب. ويتنافس على المقاعد الفردية والبالغ عددها 226 مقعدا في تلك المرحلة 2548 مرشحا، من بينهم 112 سيدة، وتبلغ نسبة المستقلين بينهم 65٪، في حين تبلغ نسبة المرشحين المنتمين للأحزاب السياسية 35٪. وحسب بعض التقارير فان منتمين الى الحزب الوطني الحاكم في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك يشكلون نحو نصف عدد المرشحين في الانتخابات ما يثير مخاوف واسعة من ان يعودوا بقوة في البرلمان الجديد. واعتبر مراقبون ان البداية الضعيفة للانتخابات امس قد توجه «رسالة احتجاج» الى النظام الحاكم في حالة استمرارها اليوم، وخاصة في ظل تفاقم الازمة الاقتصادية، واستمرار اجواء الاقصاء والاحتقان، وذهب بعضهم الى القول انها قد تكون «اول انتكاسة حقيقية لنظام 30 يونيو، وان كانت لن تصب في مصلحة الاخوان او أي من معارضي النظام». وتزامنت الانتخابات امس مع تخفيض جديد لقيمة الجنيه المصري امام الدولار الذي تجاوز حد الثمانية جنيهات للمرة الاولى، وبلغ سعره في السوق الموازية ثمانية جنيهات واربعين قرشا، وسط توقعات بزيادة كبيرة في الاسعار خلال المرحلة المقبلة. ولم يشكل العامل الامني هاجسا يذكر في اليوم الاول للانتخابات، وحسب ناخبين تحدثت اليهم «القدس العربي» امس في محافظة الجيزة، فان المشكلة الرئيسية التي واجهتهم كانت عدم معرفتهم باسلوب التصويت او عدد المرشحين المطلوب التصويت لهم او ماهية برامجهم. وكان السبب الرئيسي لمشاركتهم في الانتخابات هو الاستجابة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وجه السبت خطابا خاصا دعا فيه المواطنين الى التصويت بقوة في هذه الانتخابات. والى ذلك تدور معارك رشاو علنية بين بعض المرشحين، وخاصة في بعض دوائر محافظة الجيزة حيث دفع رجل اعمال شهير باحد المرشحين لمواجهة احد خصومه في معركة «كسر عظم». اما على الصعيد السياسي فتأتي المواجهة بين حزب «المصريين الاحرار» الليبرالي وحزب النور السلفي في الصدارة، الذي تقدم زعيمه ومؤسسه رجل الاعمال نجيب ساويرس ببلاغ ضد نادر بكار وهو مساعد رئيس حزب النور. ومن جهته أعرب ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، في تصريحات صحافية، بعد الإدلاء بصوته بإحدى اللجان بالإسكندرية، عن تخوفه من استحواذ حزب المصريين الأحرار وممثله رجل الأعمال نجيب ساويرس، قائلا، «هو شخص في بداية الثورة طالب بتغيير المادة الثانية من الدستور، وساويرس دخل من الاقتصاد للإعلام ثم للسياسة، وهذا سبب تخوفي». وأضاف برهامي، نتمنى اختفاء روح الاستحواذ وإقصاء الآخرين، واتهامهم بالإرهاب والتطرف وأننا مثل داعش»، وهم يعلمون يقينا أننا لسنا كذلك». وعن توقعه بمدى فوز حزب النور في الانتخابات، قال برهامي، «أتوقع أن نحصل على نسبة معقوله في البرلمان المقبل». وانتقد برهامي ما يقال أن حزب النور كان من مؤيدي الدكتور مرسي، قائلا، «كان الرئيس محمد مرسي في هذا التوقيت هو الرئيس الحالي، والبعض يقول انتم انتخبتوا مرسي.. أقول لهم ما الرئيس الحالي كان بيديله التحية العسكرية». والى ذلك اصدرت جماعة «الاخوان» بيانا بمناسبة العام الهجري الجديد، قالت فيه: إلى الثوار الأحرار في كل مكان (مصر سوريا اليمن...( استمروا في ثوراتكم المباركة وأبشروا بنصر الله واعلموا أن إرادة الشعوب منتصرة إن شاء الله وأن الظالمين والطغاة والانقلابيين إلى زوال. واضاف البيان «اعلموا أنه لا مفاوضات مع القتلة الذين قتلوا أبناءكم وسجنوا شبابكم وفتياتكم وانقلبوا على إرادتكم فنحن لم نتخل ولن نتخلى عن مبادئنا ولا تهاون أبداً في حق الشهداء والمصابين والمعتقلين ولا تنازل عن الشرعية التي ارتضاها الشعب بإرادته الحرة». ودشن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من الهاشتاجات لرصد المشاركة في الانتخابات البرلمانية، بينما كانت السخرية من انتخابات البرلمان على أشدها على موقع «تويتر». وتباينت ردود أفعال المغردين، فمنهم من قال: «قريبا مكنوش لاقيين بند يعلوا تحته رواتب القضاة قالك يبقي نعمل الانتخابات علشان نديهم بدل انتخابات». وتابع آخر: «كلهم داخلين لمصالهم الشخصية وليس لخدمه أبناء دوائرهم وأكثرهم من فلول الحزب الواطي المنحل». وقال أحد رواد موقع «تويتر»: «انتخابات مين يا حج..أنا اعرف مرشح محبوس في قضية قتل.. ونازل الانتخابات، وهناك تغريدة عن ان هناك غرامة لمن لا يشارك في الانتخابات قدرها 500 جنيه.