أُردي هادي المهدي ، البالغ من العمر 44 عاماً ،برصاصتين في رأسه أثناء تواجده فى شقته الواقعة في منطقة الكرادة ببغداد يوم أمس ، وذلك قبل موعد الاحتجاج الذي كان من المقرر أن يشارك فيه في ساحة التحرير اليوم. وقال أصدقاؤه إنه كان يخشى على حياته بعد تلقيه سلسلة من التهديدات في الأسابيع الأخيرة. لقد كان المهدي سياسياًجريئاً في انتقاداته ، وكان برنامجه الإذاعي "لمن يستمع" الذي يُبث من راديو ديموزي يتناول طائفة واسعة من القضايا ، ولم يكن أحد من الطيف السياسي برمته يسلم من انتقاداته ، وكانت تحليلاته توصف بأنها لاذعة وذكية وذُكر أن مسئولين في حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي شكوا من البرنامج إلى راديو ديموزي ، وقد أوقف المهدي بث برنامجه قبل نحو شهرين خوفاً على سلامته بحسب ما ورد. وفيوقت سابق من هذا الأسبوع استخدم المهدي مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان عن تنظيم احتجاج من المقرر أن يتم في 9 سبتمبر في ساحة التحرير ببغداد ، حيث ظل يشارك في الاحتجاجات الأسبوعية طوال الأشهر الأخيرة . وقبل مقتله بعدة ساعات عشية الاحتجاج ، نشر المهدي ملاحظة على موقع الفيس بوك قال فيها إنه يشعر بالخطر على حياته، وتضمنت الرسالة ما يلى : "لقدعشت طوال الأيام الثلاثة الأخيرة في حالة رعب ، فثمة أشخاص يتصلون بي هاتفياً ويحذرونني من أنه سيتم القيام بغارات وحملة اعتقالات ضد المحتجين ، وثمة شخص يقول لي إن الحكومة ستفعل كذا وكذا ، وهناك آخر يحمل اسماً مستعاراً يدخل إلى الموقع ليهددني ." وفي وقت سابق من هذا العام ،تحدث المهدي لمنظمة العفو الدولية عن قيام مجموعةمؤلفة من 15 جندياًباعتقاله مع ثلاثة صحفيين آخرين في 25 فبراير عقب مشاركتهم في مظاهرة مؤيدة للإصلاح في ساحة التحرير. وقد احتُجز الصحفيون الأربعة طوالالليل بغية استجوابهم في مقر قيادة الفرقة الحادية عشرة التابعة للجيش ، حيث تعرض المهدي للضرب والصعق بالكهرباء قبل إطلاق سراحه بدون تهمة.