بشري سارة للمعلمين والمديرين| 2000 جنيه حافز تدريس من أكتوبر 2026 وفق شروط    حقيقة ظهور فيروس ماربورج في مصر وهل الوضع أمن؟ متحدث الصحة يكشف    ترامب: جميع دول العالم ترغب في الانضمام إلى مجلس السلام حول غزة    بحضور ماسك ورونالدو، ترامب يقيم عشاء رسميا لولي العهد السعودي (فيديو)    ترتيب الدوري الإيطالي قبل انطلاق الجولة القادمة    شبانة: الأهلي أغلق باب العودة أمام كهربا نهائيًا    أوكرانيا تطالب روسيا بتعويضات مناخية بقيمة 43 مليار دولار في كوب 30    "الوطنية للانتخابات": إلغاء نتائج 19 دائرة سببه مخالفات جوهرية أثرت على إرادة الناخب    "النواب" و"الشيوخ" الأمريكي يصوتان لصالح الإفراج عن ملفات إبستين    فرحات: رسائل السيسي ترسم ملامح برلمان مسؤول يدعم الدولة    شمال سيناء تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس النواب 2025    النيابة العامة تُحوِّل المضبوطات الذهبية إلى احتياطي إستراتيجي للدولة    أقرب إلى الخلع، وزير الآثار الأسبق يكشف مفاجآت عن وثيقة الجواز والطلاق في عصر الفراعنة    نمو الطلب على السلع المصنعة في أمريكا خلال أغسطس    نشأت الديهي: لا تختاروا مرشحي الانتخابات على أساس المال    انقلاب جرار صيانة في محطة التوفيقية بالبحيرة.. وتوقف حركة القطارات    مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين في انقلاب سيارتي تريلا بصحراوي الأقصر    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    إحالة مخالفات جمعية منتجي الأرز والقمح للنيابة العامة.. وزير الزراعة يكشف حجم التجاوزات وخطة الإصلاح    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    مصرع شاب وإصابة اثنين في انقلاب سيارتي تريلا بالأقصر    معرض «الأبد هو الآن» يضيء أهرامات الجيزة بليلة عالمية تجمع رموز الفن والثقافة    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    في ذكرى رحيله.. أبرز أعمال مارسيل بروست التي استكشفت الزمن والذاكرة والهوية وطبيعة الإنسان    جميع المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026    شجار جماعي.. حادثة عنف بين جنود الجيش الإسرائيلي ووقوع إصابات    قوات الاحتلال تطرد عائلة الشهيد صبارنة من منزلها وتغلقه    وزير الدفاع الروسي: قوات الصواريخ والمدفعية تلعب الدور الحاسم في تدمير العدو    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    إنهاء تعاقد مُعلم في نجع حمادي بتهمة التعدي على تلميذ    عاجل مستشار التحول الرقمي: ليس كل التطبيقات آمنة وأحذر من استخدام تطبيقات الزواج الإلكترونية الأجنبية    أحمد موسى: الرئيس دائمًا يؤكد قيمة الوحدة الوطنية.. ودعم البوتاجاز مثال على اهتمام الدولة    الأحزاب تتوحد خلف شعار النزاهة والشفافية.. بيان رئاسي يهز المشهد الانتخابي    وزارة الاتصالات تنفذ برامج تدريبية متخصصة في الأمن السيبراني على مستوى 14 محافظة    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    أسامة كمال: الجلوس دون تطوير لم يعد مقبولًا في زمن التكنولوجيا المتسارعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    الفنانون يدعمون تامر حسنى فى أزمته الصحية.. هنا الزاهد ودياب: تقوم بالسلامة    أحمد الشناوي: الفار أنقذ الحكام    سويسرا تلحق بركب المتأهلين لكأس العالم 2026    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شخص في الطالبية    أحمد فؤاد ل مصطفى محمد: عُد للدورى المصرى قبل أن يتجاوزك الزمن    جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر تطلق مؤتمرها الرابع لشباب التكنولوجيين منتصف ديسمبر    فضيحة الفساد في كييف تُسقط محادثات ويتكوف ويرماك في تركيا    زيورخ السويسري يرد على المفاوضات مع لاعب الزمالك    مشروبات طبيعية تساعد على النوم العميق للأطفال    فيلم وهم ل سميرة غزال وفرح طارق ضمن قائمة أفلام الطلبة فى مهرجان الفيوم    طيران الإمارات يطلب 65 طائرة إضافية من بوينغ 777X بقيمة 38 مليار دولار خلال معرض دبي للطيران 2025    «مصر العليا للكهرباء»: 4.3 مليار جنيه مشروعات للغير وفائض تشغيل كبير    وزير المالية: مبادرة جديدة لدعم ريادة الأعمال وتوسيع نظام الضريبة المبسطة وحوافز لأول 100 ألف مسجل    هيئة الدواء: نعتزم ضخ 150 ألف عبوة من عقار الديجوكسين لعلاج أمراض القلب خلال الفترة المقبلة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    الشيخ رمضان عبد المعز يبرز الجمال القرآني في سورة الأنبياء    التنسيقية تنظم رابع صالون سياسي للتعريف ببرامج المرشحين بالمرحلة الثانية لانتخابات النواب    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: مقارنة المهور هي الوقود الذي يشعل نيران التكلفة في الزواج    كيف يحدث هبوط سكر الدم دون الإصابة بمرض السكري؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمدي قنديل .. الصقر ينقلب إلي طائر الحكمة
الجمعية الوطنية للتغيير استنفدت أغراضها وتقوم الآن بمراجعة أهدافها
نشر في الأخبار يوم 04 - 06 - 2011

ذهبت للقائه متوجسة من محاورة هذا الصقر الإعلامي والمعارض الشرس الذي لم يسلم أحد من الزعماء العرب من لسع انتقاداته وهجومه. وربما بسبب حدة هذه الانتقادات ومعارضته لم »يعش« له برنامج تليفزيوني كثيراً من "رئيس التحرير" علي القناة المصرية،ودريم الي »قلم رصاص« علي قناتي دبي والليبية وقبلهما برنامجه الأول »مع حمدي قنديل« علي ام بي سي.
كان من الرموز الإعلامية التي ساهمت في بذر الثورة المصرية والمطالبة بالتغيير وشارك بجهده منذ اليوم الأول لتكوين الجمعية الوطنية للتغيير وهو المتحدث باسمها، كان ممن استقبلوا الدكتور البرادعي والتفوا حوله في اولي عوداته لمصر ثم كان ممن انفضوا عنه. له علاقات وثيقة بعدد من الزعامات والقيادات السياسية والفكرية في العالم العربي ودخل معارك قضائية مع رموز النظام السابق كان من اشهرها خلافه مع وزير الخارجية السابق احمد ابو الغيط. له رأي واضح في الحكام العرب عند الحديث عن زمن الربيع العربي تجده دائما منحازا للشارع ويختلف حتي مع أولاهم ثقته من الحكام..تأهبت لمواجهة ذلك المتمرد الصاخب صاحب النبرة المتهكمة فإذا بي التقي بطائر وديع.. خفيض الصوت هادئ النبرة. تحول الصقر الجارح الي هدهد الحكمة. لم استطع ان اخفي دهشتي وكانت البداية هجوما من جانبي كخير وسيلة للدفاع.
هذا ليس حمدي قنديل الذي اعرفه حاداً دائما ومنفعلا؟
بابتسامة هادئة يقول: الانفعال يكون تبعا للموضوع الذي اتناوله والفترة الماضية شهدت زخما قويا وانفعالات كثيرة، الآن وبعد حدوث الثورة وتحقق المطالب آن للمرء أن يتروي ويتناول الأمور بكثير من التأمل.
وما رأيك في الحكام الذين تثور شعوبهم عليهم الآن ؟
بالنسبة لما يحدث في ليبيا انا بالطبع ضد أي تدخل اجنبي في البلدان العربية، لكن النظام هناك قمعي بامتياز،وما قام به القذافي ضد شعبه هو نوع من الجنون ولديه نفس التشبث بالحكم حتي آخر مدي. اين ثروات ليبيا وهي من اغني الدول العربية النفطية؟ الرجل اهدر ثرواتها في مغامرات سياسية ولا اريد القول علي مغامرات شخصية..
أما علي عبدالله صالح فهو اكثر الزعماء العرب خبثا في رأيي واقدرهم علي المناورة وسوف يظل يتحايل للبقاء في الحكم مهما ألحق بالبلد من خراب، لهذا فلن يستقيل ولحسن الحظ لن يهرب اذ سوف يكون مصيره الاعدام، وربما ينتهي هذا المشهد الدامي في تاريخ اليمن بان نري رأسه معلقة علي احدي بوابات صنعاء كما كانت عليه العادة ايام الإمامة.
بالنسبة لبشار الأسد في الحقيقة أنا مصاب بصدمة فيه لأني أعرفه جيدا وكنت مستبشرا بقدومه جدا. علاقتي بسوريا معروفة وعشت فيها سنتين. بشار حاكم شاب متعلم بالخارج ومنفتح عليه وهو وزوجته مهتمين بالشأن العام وهو شخصية شديدة التواضع وبسيط علي عكس اخوانه، كما انه متمسك بالمقاومة ونحن القوميين العرب نعرف انه ركن ركين للقومية العربية ومع ذلك اتخذ سياسة متوازنة ومنفتحة (مستدركا) ليست كانفتاحنا بالطبع.
كيف تفسر ما حدث ؟
تفسيري هو السائد عندهم انه تآمر خارجي. فمساندته للمقاومة وسياسته المؤيدة لإيران لا تشيع الارتياح لدي الآخرين.
أنت تقول إذاً بوجود مؤامرة خارجية أدت للثورات العربية.. هل تضع مصر وسوريا في كفة واحدة؟
لا لا السيناريو ناشئ من عندنا ومن داخلنا لايمكن ان نحمل العالم مشاكلنا ونتهمه بالتآمر علينا عندنا مشاكل حقيقية مع حكامنا وانتهي الوقت لأن يحكمونا علي هذا النحو. ولم تكن هناك مؤامرة علي مصر في عهد مبارك لأنه كان نظام حكم حليف وتابع وينفذ سياساتهم. لكن الحكم القائم في سوريا يجتذب التآمرلأنهم غير مرتاحين لزعزعة النظام عندهم وذلك يمكن من التدخلات الخارجية من قوي قريبة جدا كلبنان مثل جماعة 14 آذار.
ربما لأنه حاكم وارث وليس منتخباً أو انه أهمل ملف الحريات؟
آه فعلا وكنت مختلفا معه في موضوع الحريات وأعلنت رأيي اكثر من مرة لذلك فعندي صدمة. أتفهم التفسير التآمري لكن ما لا أفهمه أبدا كيف يكون زعيما شابا يعيش في هذا العصر وهو مؤمن في الأصل بسياسة الانفتاح ثم يتعطل "الإيريال" عنده ولا يلتقط الإشارة. وربما لايكون منتخبا انتخابا حقيقيا انما في البدايات وحتي الآن هناك قطاع كبير من الشعب يتمسك به. وهناك أيضا تيار قوي رافض لسياسة القمع وتكميم الإعلام والحياة السياسية العقيمة وزاد الكبت علي الناس حتي انفجر الشعب.
ولم يتعظ!
المؤسف ان السيناريو تكرر أمامهم لكن لا أحد فهم هو أو غيره. نفس التصور المتعالي لدي الحكام "انني استطيع ان استمر أطول من هذا"، ونفس رد الفعل المتأخر دائما وبالقطارة. أنا مصدوم..
بالمناسبة كنت في بيروت الأسبوع الماضي وحضرت خطبة حسن نصر الله التي دافع فيها عن النظام السوري.
وما رأيك في موقف نصر الله هذا؟
من منظوره هو بني دفاعه علي ركنين، الأول : هو مدي علاقة البلد بإسرائيل، والثاني : علي استعداد النظام للانفتاح علي مطالب الشعب. وهو يعتقد ان النظام مستعد للانفتاح واجراء حوار وطني مثل عندنا تماما. وفي هذا لا اتفق مع حسن نصر الله. فالانفتاح شكلي. ايام والده كان من الممكن تقبل هذا لكنه في الحكم منذ 11 سنة.. قمع المظاهرات بالسلاح والجيش امر غير مقبول.
نقلة الي الداخل
كنت من المنادين مؤخرا بتطبيق قانون "مناهضة الغدر" هلا حدثتنا عنه ولماذا الدعوة لإحيائه الآن؟
هذا القانون تم سنه عام 1952 بعد قيام ثورة يوليو ثم تم تعديله عام 1953 وكان يستهدف الفئات التي استفادت من الحكم السابق والتي حصلت علي مميزات علي حساب الشعب وقامت بإفساد الحياة السياسية من موظف عام او عضو برلمان او محافظ او عضو مجلس محلي. بالمناسبة هذا القانون قائم حتي الآن ولم يتم إلغاؤه وتتدرج فيه العقوبات من العزل من الوظيفة والحرمان من مباشرة الحقوق السياسية لمدة 5 سنوات وقد تصل العقوبة الي حد سحب الجنسية المصرية. صحيح لم تحدث حالات سحب للجنسية انما منصوص عليها.
ومن المستهدف الآن من تفعيل هذا القانون؟
كل قيادات النظام السابق والحزب الوطني المنحل كأعضاء الآمانة العامة ولجنة السياسات والأعضاء الذين قاموا بتزوير الانتخابات او ساهموا في تزويرها وأفسدوا الحياة السياسية. أري ان ملاحقة هؤلاء لها الأولوية عن الاهتمام باستعادة ثروات مصر المنهوبة. وهذا رد بليغ علي الادعاء بعدم وجود جريمة في القانون اسمها إفساد الحياة السياسية وهناك فقهاء قانونيون يعملون علي هذا المسار الآن.
بما انك المتحدث باسم الجمعية الوطنية للتغيير.. اين تقف الجمعية الآن؟
الجمعية في اعتقادي استنفذت أغراضها الآن. ولدينا اجتماع غدا لمناقشة مستقبل هذا الكيان الذي قام من أجل التغيير وضم كل الأطياف السياسية كان معنا الغد والإخوان والجبهة والوفد والناصري وحركة 6 ابريل. الجميع خلعوا ارتباطاتهم الحزبية والتفوا حول الأهداف السبعة الشهيرة. أما الآن بعد الثورة تغيرت الأوضاع وتحققت المطالب وأصبحت كل قوة سياسية تنظر الي مستقبلها وتقوم بوضع خطوطها الخاصة. ولم يعد من المنطقي ان يظل هذا الكيان بقوامه الحالي بعد الإعلان مثلا عن اعتزام ثلاثة من اعضائه الترشح للرئاسة. لدينا حاليا اسماء مثل الدكتور البرادعي وايمن نور وحمدين صباحي.
هذا بخلاف الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح من الإخوان. وكيف ستتعامل مع مرشحي الرئاسة والحال هكذا.. أيهم ستدعم؟
د.أبوالفتوح ليس مرشح الإخوان لقد أعلن نفسه مرشحا مستقلا لكنه بنَفَس إخواني. أعتقد انه من المبكر جدا الانشغال بدعم مرشحي الرئاسة فمازالت الصورة لم تتضح بعد، وهناك اسماء في طريقها للطرح، وقد تردد مثلا اسم الدكتور محمد سليم العوا، وآخرين سيظهرون كما ان باب الترشح بعده لم يفتح رسميا. انني ادعو كل الراغبين في الترشح الي وقف حملاتهم الانتخابية الآن والاهتمام بالنظر الي رسم معالم المرحلة القادمة. والتفرغ في هذه المرحلة الحساسة لبناء وفاق وطني حول مستقبل البلاد، وقد دعوت الي هذا في كلمتي بمناسبة الذكري الثالثة لحركة 6 ابريل اي منذ شهرين واشكر الدكتور البرادعي والمستشار البسطويسي انضمامهما الي هذه الدعوة. الكل حتي الآن مايزال يرفع شعاراته من هتافات 25 يناير ولم يضع احد منهم بعد برنامجه التفصيلي ورؤيته للمرحلة القادمة ولحل المشكلات.دعينا ننتظر التفاصيل ونحكم علي قدرة كل واحد من المرشحين علي تنفيذها.
دعمت الدكتور البرادعي في بدايات عودته للقاهرة ثم اختلفت معه..لماذا؟
من قبل عودته الأولي كنت متحمسا لدوره واستقبلناه مع الشباب وشكلنا معه الجمعية الوطنية للتغيير. في تلك الفترة كان هنا عدد من الزملاء المعروفين اقرب الناس اليه وكنت متحدثا باسم الجمعية الوطنية. ثم حدثت الخلاف بيني وبينه أيام مشكلة خروج المصريين من الكويت من شباب الجمعية الموجودين هناك. كانوا في لقاء مع آخرين علي احدي المقاهي فانقض الأمن عليهم وعوملوا معاملة سخيفة وطردوا من هناك في أقل من 24 ساعة. فكنت اتصور انه من المفروض ان نصدر بيانا نوضح رأينا في الموضوع، وقمت بإعداد البان وتوزيعه علي الكل، لكن الدكتور البرادعي رأي ان البيان أقوي من اللازم وعلي اثرها حصلت الأزمة بيني وبينه.
أظنه كان يري وجوب عرض البيان عليه أولا.. مسألة شخصية إذا؟
لالا إطلاقا ليست شخصية، ثم اننا لم نتفق علي ضرورة عرض البيان عليه، لكن أداءه في هذه الأزمة لم يكن بقدر توقعاتنا. فهو مثلا لم يخرج لاستقبال شباب الجمعية المطرودين من الكويت ولم يلتق بالسفير الكويتي لينقل له موقف الجمعية ولم يتقدم بشكوي للنائب العام. كان من الممكن توزيع الأدوار لكن هو بالذات كان مطلوبا منه الكثير وان يتصدر المشهد. وحصلت الأزمة بينه وبين المجموعة المسؤولة في الجمعية لقد أدار الموقف بروح رئيس مصلحة حكومية وليس بروح ثورة وبناء عليه غادرت. ولا أريد الدخول في تفاصيل خلافي معه لأنها ليست في مصلحته.
إذاً حصل الخلاف والانفصال ومن ثم لن تنتخبه؟
حدسي يقول ان د.البرادعي ستجهده الحملة الانتخابية وربما لا يتقدم للترشيح رسميا ويكتفي بالدور الهام الذي قام به ويسجل له التاريخ انه كان رمزا هاما من رموز التغيير.
وما شكل العلاقة بالإخوان المسلمين الآن؟
الإخوان خذلونا. مرة و مرتين في انتخابات مجلس الشعب ثم أفاقوا بعدها. وأصبح لدي علاقات شخصية بالكثيرين منهم ومن غيرهم.اعرف ان سياسة الاخوان كانت السعي للتوافق مع الجماعة الوطنية مرحليا لكنهم فاجاؤنا اكثر من مرة بالخروج عن الصف ثم العودة اليه بابتسامة ساحرة من الدكتور البلتاجي.. وبعد موقفهم من جمعة الغضب الاخيرة يصعب تكرار الموقف هذه المرة. ولقد صدمني صديقي الدكتور عصام العريان بلهجة التعالي الشديد التي لازمت تصريحاته مؤخراً وهناك تضارب قد يكون مقصودا في كلام الإخوان بحيث لا تكون اهدافهم واضحة تماماً لكن هذا شيئ مشروع سياسياًعلي وجه العموم أقصد ألا يكشف السياسي عن كل أوراقه. لكني انصح الإخوان بحجب الدكتور صبحي صالح تماما عن وسائل الإعلام.
هل أشم رائحة رومانسية سياسية في كلامك؟
لا هذا ما رأيته في الواقع. كما ان الاعتبارات الشخصية تدخل كثيرا في اعتباري وربما جعلتني اكثر تسامحا وتفهماً. يعني واحد صاحبك عمل فيك موقف بدون قصد لمصلحته الشخصية وشعر انه لن يضرك كثيرا ً خلاص! يعني علي عكس ما انقضضت علي في البداية واتهمتيني بالعدوانية هذه هي طبيعتي.لقد عدت الي مصر بعد غيبة خمس او ست سنوات، وقد تأثرت جدا ً بالفترة السابقة للثورة. كان في يقيني اننا انتهينا ولم يعد في البلد رجالة وان مفيش فايدة. ولكن بعد ان احتككت بأناس رائعين، أصبحوا أقرب لي من أصدقاء العمر. في تلك الفترة لم نكن نجد مكاناً لنجتمع فيه.
أين كنتم تجتمعون؟
في عيادة الدكتور مصطفي عبد الجليل أو في حزب الجبهة أو في مكاتب نواب الإخوان. فلم يكن مصرحاً لنا بالاجتماع في أي مكان ولم يكن أمامنا سوي في تلك الفترة سوي مقرات المعارضة. وفي الحقيقة لم نجدهم ابداً يرفعون لافتات " الإسلام هو الحل" ولم يجلبوا الشباب ليهتفوا.
كيف تعود هذه الروح؟
بالتوافق الوطني وإجراء حوار وطني حقيقي وجاد ليس كما يحدث هذه الأيام. كأن تصلنا الدعوات صبيحة الاجتماع فيأتي من يأتي ولا يحضر الباقون، وأن يكون هناك جدول أعمال منظم يتناول القضايا الجوهرية. ومناقشة إعداد دستور جديد قبل الانتخابات، ومناقشة الدولة المدنية التي وافق عليها الجميع حتي الإخوان.
هل تريد تجاهل نتائج الاستفتاء والانقلاب علي الديموقراطية؟
علي العكس لست انا الذي ينقلب علي الاستفتاء. ولكن الانقلاب حدث عليه بمجرد الإعلان الدستوري الذي اشتمل علي اكثر من ستين مادة لم نقل رأينا بالاستفتاء سوي في 11 مادة فقط لامستها التعديلات.
هل ستنضم لأي حزب من الأحزاب القائمة أو الجديدة؟
كلا إطلاقا. ليس ضروريا ان ننضم جميعا للأحزاب. الاستقلالية فيها قوة وتتيح للمرء ان تكون كلمته نزيهة أو أقرب للنزاهة. ولم أنضم أبداً لأي حزب أو تشكيل سياسي منذ أيام عبد الناصر رغم اني مؤمن به ايماناً كاملاً.لا لهيئة التحرير ولا للاتحاد الاشتراكي.
ولا للتنظيم الطليعي؟
ولا التنظيم الطليعي سامي شرف موجود ويُسأل وهذا هو الرجل النزيه فعلاً.
وكيف ستمارس نشاطك السياسي؟
انا علي اتصال كبير بكل الجماعات والقوي وأحضر الندوات والحمد لله كثيرون يدعونني للاشتراك. والإعلام منفذ مهم جدا. لكن الأهم هو الاتصال بمن يحركون الأمور. فأسعي لو رأيت أمرا صحيحا لدعوة المعنيين به ولو رأيت ضرورة جمع كيانين معا سأسعي لذلك.
توفق راسين في الحلال؟
نعم طبعا. اوفق.. أهدئ الأمور علي قدر استطاعتي وطاقتي. لو رأيت الشباب ثائرين اكثر من اللازم اوضح لهم. لو استطعت المشاركة بالرأي في رغبة حركة 6 ابريل الانضواء في جمعيات المجتمع المدني. لو استطعت اقتاع مرشحي الرئاسة بوقف حملاتهم الآن سأفعل.
العمل الإعلامي
كيف تقوم بهذا الدور التوفيقي وهجومك علي الناس أكسبك العداوات وأوقف برامجك اكثر من مرة؟
انا مؤمن بأنني اقوم برسالة وان لي دور مع كل الإعلاميين. عندي معتقدات لا أتخلي عنها مهما كانت الظروف ودائما ألتزم بما أري انه الحق.ومؤمن بالحرية الي حد كبير خاصة حرية الإعلام. أما ان يكون لذلك مردود علي شخصياً فلا أبالي.الحمد لله ليست عندي مشاكل. تنغلق ابواب سينفتح غيرها. وحتي لو أغلقت كل الأبواب ليست عندي مشكلة. في النهاية لن اساوم إطلاقا علي المبادئ. لست باكيا علي شيئ ولا ابحث عن مصلحة شخصية.
وخلافك مع وزير الخارجية السابق وسبك له لدرجة اللجوء للمحاكم؟
لا هذا أمر آخر. ثم انني لست شتاما ولم اسبه. لكني واجهته ورفضت المعاملة التمييزية التي كان القاضي يريد معاملته بها ورفضه استدعاءه لأنه وزير وقمنا برد المحكمة. كان لدي الكثير وكان باستطاعتي جر ابو الغيط لأكثر من ذلك. لكن بما ان الموضوع انتهي عفا الله عما سلف.
العفو عند المقدرة؟
نعم هو العفو عند المقدرة. لدي ثقافة التسامح وقبول الآخر هكذا تربيت وهكذا أنا.
سمعنا عن ترشيحك لبرنامج في التليفزيون المصري ولم يتم التعاقد بسبب مغالاتك في الأجر؟
ليس صحيحا. انا لا أسعي للمال ولم يكن أبدا موضع نقاش مع أحد وخاصة التليفزيون المصري. والحمد لله ليس لدي متطلبات مادية في الحياة ولا نهم علي التملك الزائد عن الحد ولا اسعي للمناصب. التقدم في العمر يجعل السلوك مختلفاً وليست عندي مداراة او مداهنة وإلا كنت مارستها من زمان وعيني مليانة. لا أقول انها شجاعة لكن ان انهي حياتي بأن يقول الناس عني اني محترم هذا يكفي.
لكن رفضك أهل ماسبيرو وقالوا انك والميرازي دخلاء علي المبني
الاعتراض من داخل ماسبيرو أراه غير مبرر. ومن يقول اني دخيل علي ماسبيرو يكون من الجيل الذي لم يعاصرني وأنا أصعد اليه علي السقالة قبل ان ينتهي البناء فيه. لقد بدأنا الإرسال عام 1960 وكنت في العشرينات والثلاثينات من عمري اقدم برنامج أقوال الصحف يوميا.علي العكس لقد كنت أري من شهر أو اكثر انه من الواجب ان نقول شيئا في تلك الفترة. وتصورت ان التليفزيون المصري سيقول لي تفضل بعد أيام من التغييرات لكن لم يحدث. وتأخر التليفزيون كثيراً علي أي حال حصل بعدها ووافقت وقتها.
ما السبب الحقيقي إذاً وراء عدم اتمام الاتفاق؟
تستطيعين القول انها أسباب شخصية. فأنا أهتم بالتفاصيل بشكل دقيق وبالديكور وبمن يعملون معي وقد استغرقت مني وقتا طويلا وهذا يتعارض مع طاقتي وتقدمي في العمر. النجاح أساسه العناية بالتفاصيل وكان مطلوبا مني تقديم برنامج يومي مثلما كنت افعل وانا في الثلاثينات. كما انني أري ان آخر علاقتي بالنظام كان لي دوري وأسلوبي الناقد بحدة لنظام مبارك وانتهي هذا الدور. في الوقت الذي كنا نحاول فيه اسقاط النظام كانت مطالب الإصلاح تلقي ترحيبا من الجمهور. اليوم اختلف الأمر. فأنا مؤمن جدا بهذه الثورة ولابد ان يكون الاسلوب مختلفاً فهل يتقبل الناس هذا من فلان المعروف انه طوال عمره كان ناقدا وحاداً؟ كما ان هناك سبب خاص جداً هو انني رجل اعمل جيدا جدا واتنزه واسمتع جيدا جدا
ما رأيك فيما تردد عن عودة وزارة الإعلام؟
ليس لدي مشكلة في ذلك. مع انني ناديت منذ عشرين عاما بإلغائها.لكن في المرحلة الحالية الأهم هو وضع سياسات الإعلام للمرحلة المقبلة وأن يتولاها الإعلاميون. مبني ماسبيرو لن ينصلح حاله الا بالتركيز علي الرسالة قبل الكم، ومن المؤكد انه لا داعي لان يكون للاعلام الرسمي 27 قناة فضائية و12 شبكة اذاعية، وهذا يقتضي اختصارا في عدد العاملين في الاذاعة والتلفزيون الذي يبلغ الان 43 الفا وهو القرار الاكثر ايلاما الذي يجب ان يتخذه رئيس الاتحاد اذا اراد ان يواجه جذور المشاكل، فالديون وصلت الي 12 مليار جنيه.لقد كنت ممن طرحوا اسم اللواء طارق المهدي. الرجل مكث في المبني واستطاع في فترة وجيزة حل الكثير من المشاكل لكني لن اكون سعيدا ببقائه هو او اي لواء آخر علي رأس المكان لفترة طويلة أري ان دوره مرحلي ومؤقت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.