حينما تعيش مصر بلا رئيس جمهورية منذ السابع عشر من فبراير ويتولى رئاسة وزرائها الدكتور عصام شرف الذى لا يجيد حسم الأمور والسيطرة على البلد ، وحينما تتشكل وزارتنا من 14 وزيرا من فلول الوطنى فأين هويتنا ؟؟ أصبحت الصورة المصرية مشوشة فكيف يتلقى مرشح لوزارة ما نبأ اختياره كوزير وفى الوقت الذى كان فى طريقه إلى حلف اليمين الدستورية يتلقى اتصالا آخرا عن تراجع مجلس الوزراء عن اختياره كوزير ، وكيف تنقسم مصر إلى خمسة ميادين وتصبح مستقرا لشباب الثورة فى محافظات مختلفة اتخذت هى الأخرى من شوارعها ميادينا لتقام بها الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات والثورات ، كل ذلك فى ظل ارتفاع نسبة تظلمات طلاب الثانوية العامة من نتائجهم التى تحدد مستقبلهم ، وارتفاع أعداد البلاغات المقدمة إلى النائب العام وكأن النائب العام جهاز كمبيوتر مزود بحلال للعقد والمشاكل ، وإلى متى سيظل إعلامنا معتم مشوش ففى كل يوم خبر عن قرب وفاة الرئيس المخلوع أو وفاته إكلينكيا ، أو الإعلان عن سوء حالته الصحية حينما يعلم بقرب موعد محاكمته وكأنه أصبح تلميذا فاشلا يتظاهر بالمرض حتى لا يذهب إلى المدرسة ، وكيف يتم نقل أبناءه من السجن لزيارته وهل كان هذا سيحدث مع أي مواطن عادى مهما بلغت درجة مرض والده أو حتى وفاته ، أم أن قلوب هؤلاء لا ترق إلا للصفوة من بينهم ؟؟؟ وإلى متى أيضا سيظل الحكم المباركى يتحكم فينا حتى بعد خلع الرئيس ؟؟ وما هذا الاستخفاف بعقول الشعب والثوار " القائد الأعلى للقوات المسلحة وئيس الجمهورية فى الوقت ذاته تنحى عن منصبه كرئيس للجمهورية وترك القوات المسلحة " أبنائه " ليمسكوا بزمام الحكم فى مصر " فهل تعتقدوا أن الشعب غبى إلى مثل هذه الدرجة ؟ أقول لكم الشعب لا يتسم بالغباء ولا بد أن يعمل الشباب المصرى الواعى على بناء الوطن حتى لا يضيع ما تبقى منه وحتى لا نصبح شعبا بلا وطن ، بلا هوية ، بلا ملامح !!! مستقبل مصر سوف يحيا بعقول وسواعد شبابها الأخيار الذين أبوا رؤيتها ذليلة مكبلة بقيود الحكم الأبدى ، وعلينا أن نشيدها بحجارة من نور ، مصر أم الدنيا هبة النيل وإن ضاعت ضاع العرب !!