«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تاريخ الإرهاب في مصر
نشر في الزمان المصري يوم 05 - 11 - 2014

إن المحنة تكمن في المؤامرة الدولية، والتي – غالباً – ما تستخدم أشخاصاً من البلد المستهدف لإظهار أن ما يحدث فيه هو توتر داخلي وحسب، فمثلاً كانت الدعاية الشيوعية، خلال الحرب الباردة، تستهدف الشباب في الدول المختلفة، وكان يتم دفع أولئك الشباب لتشكيل الخلايا الإرهابية تحت مسمى "إقامة المجتمع الشيوعي" مثل منظمة "بادر ماينهوف" بألمانيا الغربية، و"الجيش الأحمر" في اليابان، و"الألوية الحمراء" في إيطاليا . وما إن انتهى الاتحاد السوفييتي حتى زالت تلك المنظمات وذابت كما يذوب الملح بالماء. وفي مصر، فإن من يقوم بتلك الأعمال الإرهابية هم مصريون غُسلت عقولهم، وتم توجيههم نحو أهداف لا تخدم وطنهم أبداً، بل تخدم أجندات الدول التي تقف خلفهم، رغم أنهم يتظاهرون بأنهم أصحاب قضية، فإقامة ما يسمى "المجتمع الإسلامي المحتكم إلى الشريعة الإسلامية" هو قضية تستهوي أفئدة الكثير من المتحمسين، وخاصة العوام . ]لم يكد عام 1990 يشرف علي الانتهاء حتي بدأت مرحلة جديدة من الصراع بين أجهزة الأمن والجماعات الإرهابية وعلي الأخص تنظيما الجماعة الإسلامية والجهاد. وقبل الحديث عن هذه المرحلة نود أن نضع أمام القارئ عدة حقائق مهمة ، لم تكن غائبة عن أجهزة الأمن في تلك الفترة . أولا: كانت خطة تنظيمي الجماعة الإسلامية والجهاد طوال سنوات الثمانينيات وعقب خروج كوادرهم من السجون عام 1984 تتضمن البناء التنظيمي والتمكين والتدريب كلٍ حسب رؤيته ، وقد تم لهما ما أرادا بمساعدة أمنية قل أن يجداها في أي مكان في العالم ، وفي ظل قانون الطوارئ الذي صنع خصيصا من أجلهم . . الجهاد كان يري ضرورة التوغل داخل الجيش والشرطة تمهيدا لإجراء انقلاب عسكري علي السلطة؛ فسافرت معظم كوادره إلي أفغانستان للتدريب علي فنون القتال وسبل التجنيد الاستخباراتية حتى يقوموا بتنفيذ خطتهم علي أكمل وجه.
الجماعة الإسلامية كانت تري ضرورة العمل في مجال الدعوة والتواجد وسط الجماهير واكتساب ثقتها والانتشار الذي يمكن من خلاله تجنيد أكبر عدد ممكن من الكوادر، بالإضافة إلي إرسال بعثات من قادة وأعضاء الجناح العسكري للتدريب في أفغانستان والتمهيد لقيام ثورة شعبية مسلحة.
ثانيا : استطاع تنظيم الجماعة الإسلامية أن يتواجد بقوة ويجند الآلاف من الشباب في محافظات المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا وأسوان، بينما استطاع تنظيم الجهاد أن يستولي علي بني سويف جماعة أحمد يوسف وبعض أحياء الجيزة كالهرم بينما كانت بعض أحياء القاهرة كعين شمس حكرا علي الجماعة الإسلامية.
ضعف في المعلومات
كانت خلايا العائدون من أفغانستان تتدفق علي مصر، وكان الجزء الأكبر من هؤلاء ينتمون للجماعة الإسلامية. عادت هذه الكوادر وهي مدربة علي أعلي مستوي عسكريا وبدنيا ؛ خاصة ما يتعلق بعمليات حرب العصابات والاغتيالات والتفجيرات عن بعد ، وخطط الهروب من مسرح العمليات إلي آخر هذه الدروس التي أتقنوها جيدا في أفغانستان.. وكانت أولي عملياتها الانتقام لمقتل متحدثها الرسمي د . علاء محيي الدين؛ حيث قامت مجموعة من كوادرها العسكرية تضم: صفوت أحمد عبدالغني وممدوح علي يوسف وضياء الدين فاروق؛ برصد ومهاجمة ركب الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب ظنا منهم أنه اللواء عبدالحليم موسي وزير الداخلية وقد كانت نتيجة الهجوم أن قتل الدكتور المحجوب ومعه حارسه الخاص.
شكلت هذه الحادثة علامة مهمة من علامات المواجهة مع أجهزة الأمن، فقد أكدت علي أن هذه التنظيمات عادت من أفغانستان ، علي عكس ما أراد لها من ساهموا في إخراجها ، فقد أصبحت من القوة وحسن التدريب بحيث تستطيع أن تنال من أي مسئول حتي ولو كان الرجل الثاني في الدولة وفي وضح النهار، كانت المعلومات غائبة تماما لدي جهاز الأمن الذي راح يتكئ علي مواد قانون الطوارئ دون بذل مجهود يذكر في إعادة التأهيل للتعامل مع المرحلة الجديدة .
خطة الإرهابيين بعد عودتهم من أفغانستان :
بعد حادث اغتيال المحجوب وضعت الجماعة الإسلامية خطة تستهدف ثلاثة أهداف رئيسية:
أولا: اغتيال ضباط النشاط الديني بجهاز مباحث أمن الدولة.
ثانيا: الهجوم علي المنشآت السياحية لضرب اقتصاد النظام .
ثالثا: الضغط بورقة الأقباط لإحراج النظام عالميا.
فهل نجحت الجماعة طوال عقد التسعينيات في تحقيق أهدافها ، أم منعها قانون الطوارئ من ذلك؟
أولا: اغتيال ضباط الشرطة :
وضع الجناح العسكري للجماعة الإسلامية كشفا بأسماء 36 ضابطا من ضباط جهاز مباحث أمن الدولة العاملين في مجال النشاط الديني ، جاء في مقدمتهم المسئول الأول عن هذا النشاط علي مستوي الجمهورية اللواء رءوف خيرت .
وبدأت خلايا الجناح العسكري خطتها عام 92 باغتيال المقدم أحمد علاء مسئول النشاط الديني في الفيوم ثم المقدم مهران عبدالرحيم مسئول النشاط الديني في أسيوط وبصحبته نجله محمد الذي يبلغ من العمر ثماني سنوات، كما قامت بحرق سيارة العقيد محمد البدوي مسئول النشاط الديني بالمنيا وخططت لقتله لكن المحاولة فشلت. كذلك فشلت محاولة اغتيال اثنين من ضباط مباحث أمن الدولة بالإسكندرية بينهم مسئول النشاط الديني الذي كان له دور ملحوظ في قضية العائدون من أفغانستان الأولي ، ولكنها نجحت في اغتيال مفتش أمن الدولة في أسيوط العميد ممدوح عثمان وحاولت اغتيال مفتش أمن الدولة في أسوان. وبدأت سلسلة من عمليات تنظيم الجماعة الإسلامية ضد ضباط الشرطة في محافظات الصعيد، بدأتها بأسيوط ثم المنيا فسوهاج فأسوان؛ قتل علي إثرها مجموعة كبيرة من قادة الأجهزة الأمنية منهم اللواءات: محمد الشيمي وعبدالحميد غبارة ورءوف خيرت ورفعت أنور وجمال فائق، وكذا العمداء: ممدوح عثمان وشيرين فهمي وعصام الزمزمي، والعقيد مجدي فائق والعقيد أحمد شعلان، بالإضاقة إلي عدد كبير من الضباط من ذوي الرتب الصغيرة.
ثانيا: الهجوم علي السياحة
00 محافظة قنا بالتحديد والتي تحوي معظم أشهر المعابد والمقابر الفرعونية. وفي اليوم التالي مباشرة الأول من أكتوبر أطلقت مجموعة من الإرهابيين النار علي باخرة سياحية تقل 140 سائحا ألمانيا بالقرب من أسيوط مما أسفر عن إصابة ثلاثة من طاقم الباخرة المصرية. وتستمر العمليات الإرهابية ضد السائحين وتصل إلي ثلاث عمليات في شهر واحد من العام 1992 م، ففي 21 أكتوبر نصبت مجموعة إرهابية كمينا لأتوبيس سياحي. أسفر الكمين عن مقتل سيدة بريطانية وإصابة اثنين آخرين، وكانت السيدة أول امرأة أجنبية تلقي مصرعها في إحدي عمليات الإرهاب ضد السائحين الأجانب. وفي 12 نوفمبر من العام نفسه أطلقت مجموعة إرهابية النار علي فوج سياحي ألماني؛ مما أدي إلي إصابة خمسة سائحين واثنين من المصريين وذلك بمدينة الأقصر.
وتصاعدت العمليات ضد السائحين الأجانب لتصل في عام 1993 إلي 8 حوادث راح ضحيتها 6 سائحين بينهم اثنان من الأمريكيين، بالإضافة إلي مقتل ثلاثة من المصريين وإصابة 33 سائحا أجنبيا و 25 مصريا.
هنا القاهرة :تميز هجوم الإرهابيين في هذه الفترة بعدم الدقة والتخطيط مما فسره البعض علي أنه نوع من ترويع وتخويف السائحين لمنعهم من القدوم الي مصر ، وضرب السياحة .. ففي 7/1/93 ألقي إرهابي قنبلة بالقرب من أتوبيس سياحي بالقاهرة وكان هذا أول هجوم إرهابي يحدث بالعاصمة ولم تنتج عنه أية إصابات.
وفي فبراير من العام نفسه وبالتحديد في 26/2 حدث انفجار مقهي وادي النيل بميدان التحرير وأسفر عن مصرع تركي وسويدي ومصري وإصابة 20 سائحا من جنسيات مختلفة، وتتصاعد الأحداث.. ففي 16 مارس تم إلقاء قنبلة علي مجموعة من الأتوبيسات السياحية أمام المتحف المصري بميدان التحرير، أسفرت عن تدمير خمسة أتوبيسات بينما لم تحدث أية خسائر في الأرواح.
وفي يونية من العام نفسه انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من أتوبيس سياحي في طريق الأهرام مما أسفر عن مصرع 2 من المصريين وإصابة 22 آخرين بينهم خمسة سائحين من بريطانيا.
وفي 16/ 8 أطلق خمسة إرهابيين النار علي مركب سياحي.. بالقرب من المنيا ولم تحدث إصابات.
وفي 15/9 أطلق مجموعة من الإرهابيين النار علي باخرتين سياحيتين.. الأولي بالقرب من القوصية والثانية بالقرب من أبوتيج ولم يسفر الهجومان عن أية إصابات.
وفي 27/10 قام صابر فرحات الذي فجّر في سبتمبر 1997 أتوبيس ميدان التحرير بإطلاق النار علي اثنين من رجال الأعمال الأمريكيين؛ فلقيا مصرعهما بالإضافة إلي قاضٍ فرنسي وآخر إيطالي، كما أصاب ثلاثة أشخاص.
وفي 27/12 قامت مجموعة إرهابية بالهجوم علي أتوبيس سياحي بمنطقة جامع عمرو بمصر القديمة؛ مما أسفر عنه إصابة 8 سائحين نمساويين و8 مصريين بإصابات خطيرة توفي منهم خمسة.. ثلاثة من الأجانب واثنان من المصريين.
وفي عام 94 وصل عدد العمليات الموجهة ضد السائحين إلي اثني عشر اعتداء راح ضحيتها خمسة قتلي من الأجانب واثنان من المصريين، بينما أصيب أربعة عشر أجنبيا واثنا عشر مصريا.
ففي 14 فبراير أطلق إرهابيون النار علي أتوبيس يحمل سائحين رومانيين بمحافظة أسيوط ولم يسفر الحادث عن أية إصابات.
وفي 17 فبراير أطلقت مجموعة من الإرهابيين وابلا من النيران علي باخرة نيلية بأسيوط ولم يسفر الحادث عن أية إصابات.
وفي 28 فبراير هاجم مسلحون قطارا سياحيا مارا بأسيوط؛ مما أسفر عن إصابة سائحين بولنديين وآخرين تايوانيين.
وفي 23 فبراير أيضا وهو الحادث الرابع في شهر واحد فجَّر إرهابيون قنبلة بقطار سياحي مار بأسيوط؛ مما أسفر عن إصابة ستة سائحين أجانب: استراليين وألمانيين ونيوزيلانديين.
وفي مارس 1994 قام الإرهابيون بثلاث عمليات ضد السياح؛ حيث قاموا في 4 مارس بهجوم علي باخرة نيلية بأسيوط أسفر عن إصابة سيدة ألمانية توفيت عقب وصولها إلي المنيا.
وفي 13 مارس أطلقت مجموعة من الإرهابيين النار علي باخرة سياحية بمنطقة بين أسيوط وسوهاج ولم يسفر الهجوم عن أية إصابات.
ومنذ مارس 1994 وحتى أغسطس من العام ذاته وطوال خمسة أشهر لم تشهد السياحة أي هجوم عليها إلا في نهاية أغسطس حيث قتل إرهابيون صبيا ألمانيا في هجوم علي أتوبيس سياحي كان متجها إلي الأقصر وأصيب والده في الهجوم.
وفي سبتمبر من العام نفسه أطلقت مجموعة إرهابية النار علي فوج سياحي بمدينة الغردقة بالبحر الأحمر مما أدي إلي مقتل اثنين من السائحين الألمان ومصريين.
وفي أكتوبر قامت الجماعات الإرهابية بقتل سائح بريطاني و إصابة ثلاثة آخرين وسائق الأتوبيس في هجوم بالأسلحة الآلية علي أتوبيس كان متجها أيضا إلي الأقصر.
تراجع في 1995
وعلي الرغم من تراجع العمليات ضد السياح في عام 1995 وانخفاض عدد الحوادث إلي ست حوادث، انعدم فيها سقوط اية قتلي في أوساط ضيوف مصر من الأجانب .
إلا أن عام 96 شهد رغم قلة عدد الحوادث خلاله مقتل 17 يونانيا واثنين من المصريين وإصابة 15 آخرين.
الذروة في 1997
وفي عام 97 بلغت الخسارة ذروتها علي الرغم من قلة عدد الحوادث أيضا وتركزها في شهرين متتالين في آخر العام؛ فقد بلغ حجم الضحايا في مذبحتي أتوبيس ميدان التحرير والدير البحري 78 قتيلا من السائحين الأجانب وإصابة 35 سائحا، بالإضافة إلي مقتل أربعة مصريين 3 من قوات الشرطة. والراصد لكل هذه الحوادث لابد وأن يلحظ أنه وعلي الرغم من كثرة عدد الحوادث الموجهة ضد السائحين في أعوام (91 ثماني عمليات و 94 اثنتي عشرة عملية) إلا أن الضحايا لا يقارنون بالمذبحة الأخيرة بالدير البحري ، ولا بما حدث في طابا بعد ذلك برغم سريان العمل بقانون الطوارئ.
ثالثا: الأقباط
كانت خطة الجماعة الإسلامية المسلحة تهدف الي إعتبار الأقباط رهائن لإجبار النظام علي الرضوخ لطلباتها ، وبعيدا عن الإضطهاد الذي رأيناه بأم أعيننا للأقباط في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات في المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا ، والذي وصل حد تطبيق الحدود عليهم في مسجد الرحمن بأرض المولد بالمنيا علي مرأي ومسمع من أجهزة الأمن ، وكذا تعليق الرؤوس علي أعمدة الإنارة بعد عمليات القتل، كما حدث بين عامي 1992 و1994 في أبوقرقاص بالمنيا ، فإن الإعتداءات علي الأقباط بلغت ذروة لم تبلغها من قبل في تلك المرحلة التي شهدت مقتل أكثر من مائة قبطي في حوادث متفرقة وظل الأمن كعادته يصف هذه الحوادث المنظمة بأنها حوادث فردية يقوم بها بعض الموتورين غير صحيحي العقيدة ، ووصل الأمر بمدير أمن أسيوط اللواء مجدي البسيوني أن وصف مذبحة عزبة الأقباط بأسيوط في فبراير عام 1996 – والذي راح ضحيتها ثمانية من الأقباط – بحادث عشوائي! ولم يستخدم النظام سيف الطوارئ الذي سلطه علي رقاب السياسيين والصحفيين والكتاب والمفكرين مرة واحدة ضد أحد من مرتكبي تلك الجرائم البشعة ضد الأقباط . وأكتفي بحفلات التقبيل بين الشيوخ والقساوسة عقب كل حادثة ، خاصة عندما تكون عنيفة كحادثة اقتحام كنيسة ماري جرجس بأبي قرقاص في فبراير عام 1997 وإطلاق النار علي المصلين من الخلف ، وهي الحادثة التي خلفت ثلاثة عشر قتيلا .
سياسة أمنية لم تتغير :
تلك كانت أهداف الجماعة الإسلامية التي سعت إلي تحقيقها دون كلل أو ملل ، فماذا كانت تفعل أجهزة الأمن في المقابل ، خاصة وهي مسلحة بقانون يسمح لها أن تفعل العجب العجاب . سأعطي مثالا واحدا لتلك السياسة خاصة أنها كانت سياسة ثابتة ومكررة في كل الأماكن وفي كل الأوقات .
حدث في أسيوط
ينتقل مسرح الأحداث إلي أسيوط حيث يدور خلاف حول بيع منزل بقرية صنبو بين أحد أقارب أمير الجناح العسكري للجماعة الإسلامية جمال فرغلي هريدي وأحد الأقباط وتحدث مشاجرة تنتهي بمقتل اثنين من الأقباط وأحد المسلمين.. وبنفس منطق الأمن وسياسته في رد الفعل، ترك الأحداث تتطور حتي حدثت مذبحة صنبو والتي راح ضحيتها أربعة عشر قبطيا ونفذها جمال فرغلي هريدي ومجموعته وأثناء متابعتنا لتلك الأحداث اكتشفنا عدة مفاجآت مذهلة:
الأولي: أن النيابة العامة كانت قد أصدرت أوامر بضبط وإحضار ستة متهمين في أحداث صنبو الأولي في 12 /4 /92 علي رأسهم جمال فرغلي هريدي ولم تقم الشرطة بتنفيذ هذه القرارات حتي تتفادي غضب الجماعة الإسلامية وقتها وبالتالي تتفادي أحداث شغب قالت إنها كانت محتملة .
الثانية: أن مجموعة من الأقباط علي رأسهم د. صبحي نجيب الذي قتل في الأحداث كانوا قد سلموا أجهزة الأمن خطابات تهديد بدفع إتاوة أو القتل وكان تعليق أجهزة الأمن علي هذه الخطابات: إنها كلام فارغ .
الثالثة : أن جمال فرغلي هريدي حصل علي إجازة مرضية من القومسيون الطبي بمستشفي ديروط العام بعد تنفيذه حادث اغتيال المواطن عبدالله مسعود وأثناء سريان الأذن بضبطه في جريمة قتل من النيابة العامة.
الرابعة : وقائع ما جري في منزل النائب حسام الكيلاني والذي رواه لنا بنفسه ، مؤكدا أن هذا الإجتماع تم بموافقة وزير الداخلية آنذاك اللواء عبد الحليم موسي ، وحضره عدد من قادة جهاز أمن الدولة بالمحافظة ممثلين عن الوزير ، وحضره من الجانب الآخر قادة الجماعة الإسلامية بأسيوط وفي مقدمتهم جمال زكي أمير ديروط وجمال فرغلي أمير صنبو ، والمتهم الأول في الأحداث.. والمفاجأة أن الاجتماع الذي تم بناء علي توجيهات من وزير الداخلية عبدالحليم موسي (الذي طلب من النائب صاحب العصبية القبلية التدخل لإنهاء الأزمة مؤكدا أن الشرطة ستقبل كل شروط ممثلي الجماعة الإسلامية) انتهي الي لا شئ عندما رفض قادة الجماعة التنازل عن أي شرط من شروطهم .
المواطنون وقانون الطوارئ :
هذا كان جانبا من سياسة أجهزة الأمن في محافظات الصعيد في تعاملها مع ظاهرة الإرهاب ، الذي من أجله قامت بتمديد حالة الطوارئ لربع قرن من الزمان .
أما الجانب الآخر فكان يخص المواطنين العاديين (الطرف الثالث في معادلة الإرهاب) بالإضافة إلي عائلات وأقارب أعضاء جماعات العنف؛ فأول وأسرع وأسهل قرار كان يتم اتخاذه من قبل أجهزة الأمن (عندما تعجز بسبب من نقص في المعلومات وعدم قدرة علي وضع خطط للمواجهة) أن تقوم بإغلاق الأسواق وحظر التجوال والاعتقال العشوائي واحتجاز الرهائن، وهو ما فعله بالضبط اللواء عبدالوهاب الهلالي فور وصوله إلي أسيوط قادما من الفيوم لتولي منصب مدير الأمن في يوليو 92 ؛ حيث أصدر قراره بحظر التجوال في ديروط وإلغاء السوق الأسبوعي وقام باحتجاز خمسين مواطنا من عائلات المطلوبين رهائن لحين تسليم ذويهم.
وعندما تولي الألفي منصب وزير الداخلية تم توسيع ظاهرة حظر التجوال في نوفمبر 1993 لتشمل أبوتيج والقوصية وديروط ولتتوقف الحياة نهائيا في محافظة أسيوط، وهو عكس ما صرح به فور توليه المسئولية من أنه سينهي حالة حظر التجوال المفروضة علي ديروط.والسيناريو نفسه تكرر في المنيا حيث تم فرض حظر التجوال في ملوي وأبوقرقاص واستمر لأربع سنوات كاملة في بعض القري والمداهمات اللاإنسانية التي شملت كل المواطنين بلا استثناء ؛ الأمر الذي استخدمته أجهزة الرصد والتجنيد الخاصة بالجماعات الإرهابية حيث بدأت في إرسال خطابات لكل من تمت مداهمة منازلهم واعتقال بعض من ذويهم للانضمام للجماعة والثأر من أجهزة الأمن. وأصبح المواطن في صعيد مصر – في ظل الطوارئ – هو وقود المعركة الدائرة رحاها بين أجهزة الأمن وجماعات العنف…
ملاحظات مهمة :
ومن الملاحظات الجديرة بالذكر في هذه المناسبة :
أولا : ما ردده بعض المتابعين قريبي الصلة من جماعات العنف وقتها حول القتل خارج إطار القانون والذي دفع إلي موجة من الثأر أدت إلي سعار دموي داخل فرق الموت المنتمية لجماعات العنف؛ فراحت تقتل علي الهوية، وقد راح ضحية لهذا الأسلوب 61 ضابط شرطة وجنديا علي رأسهم اللواء رءوف خيرت واللواء رفعت أنور والعميد شيرين فهمي، كذلك تم قتل ما يقرب من تسعين مواطنا في المواجهات.
00 مجموعات من المواطنين دون أدني ذنب لهم في أتون الصراع مع الجماعات المسلحة؛ مما أدي إلي مقتل تسعين مواطنا تحت دعوي التعاون مع أجهزة الأمن؛ فإذا علمنا أن حصاد القتلي من المدنيين مصريين وأجانب في المواجهات طوال عشر سنوات بلغ 319 مواطنا وباستثناء ضحايا حوادث فندق أوربا وأتوبيس ميدان التحرير والأقصر باعتبارها حوادث تخص السياح الأجانب. والذين بلغوا حوالي خمسة وتسعين سائحا ليبلغ عدد الضحايا من المدنيين خلال عشر سنوات حوالي 224 شخصا أي أن نسبة المدنيين الذين قتلوا نتيجة لاستخدام السلطة لهم في المواجهات بلغت في عامين فقط حوالي 40 % من مجمل ضحايا العنف من المدنيين.
ثالثا : توسيع دائرة الاشتباه واستخدام العنف أثناء المداهمات… وتلك كانت ممارسات معتادة في تلك الفترة؛ الأمر الذي أدي إلي إمداد كوادر جماعات العنف المسلح بأجيال جديدة كل يوم؛ يخرجون من ديارهم للانتقام مما حدث لذويهم من اعتقال أو مهانة، فلا يجدون سوي حضن الكوادر المسلحة ليرتموا داخله.. وأزعم أن نسبة كبيرة ممن قتلوا في الصعيد ووصفتهم أجهزة الأمن بأنهم إرهابيون كانوا من هذا النوع من الشباب، أما الإرهابيون الحقيقيون فكانوا غالبا ما يهربون سالمين نتيجة لخبرتهم الطويلة في هذا المجال بالإضافة للتدريب والاستعداد الجيد. وذاكرة قانون الطوارئ تتناسي من هؤلاء خمس مجموعات إرهابية نسبت إليها أجهزة الأمن المصرية المسئولية عن مائة وسبعين حادثا إرهابيا ولم يتم القبض عليهم حتي الآن ، رغم مرور أكثر من عشر سنوات وهم علي الترتيب :
مجموعة محمد عبدالرحمن سلام.
مجموعة أنور حامد.
مجموعة محمود الفرشوطي.
مجموعة رفعت زيدان.
مجموعة عبدالحميد أبو عقرب.
والسؤال الملح: أين هذه المجموعات؟ ولماذا تناساها جهاز الأمن طوال هذه المدة التي وصلت الي أكثر من عشر سنوات؟ وهل يمكن أن يفعل ذلك مع الكتاب والمفكرين والقضاة أم أن قانون الطوارئ شرع من اجل الأخيرين فقط؟
وبعد .. إن ما حدث في العامين الأخيرين من تفجيرات في قلب القاهرة ( خان الخليلي ) ، وفي طابا وشرم الشيخ ودهب وراح ضحيته أكثر من خمسمائة قتيل وجريح ، لدليل قاطع علي أن هذا القانون نمر من ورق ، شرع من أجل إعاقة نمو الحياة السياسية في مصر ومنح الإرهاب فرصة ذهبية للنمو والإنطلاق والتدمير. ولذلك تجري المؤامرة الخارجية نحو غايتها بكل سهولة ويسر، بهدف رسم خريطة تلك الإيديولوجية السياسية التي تحركها أطراف ومنظمات دولية استكمالاً لمشروع ما يعرف بالربيع العربي (الخراب العربي)، ولكن بأدوات ووسائل ومعطيات مختلفة يحملها أشخاص من خلال التقية السياسية، وذلك من أجل تفجير المجتمعات العربية وتدميرها، ليبقى المشهد مشوشاً وحاضراً للتدخل في أي وقت مادام الإرهاب ذريعته الكبرى الحقيقة إنني من الصباح وإنا أفكر كيف استطاع الإرهاب أن ينفذ جريمته ويحقق الغرض منها واجب على تساؤلاتي بأنه البغباء التخطيطي لأمن الدولة لماذا المعروف إن هناك احتقان قبطي إسلامي في مصر والإرهاب يبحث عن التناقضات ويصب عليها الإرهاب والنار وليلة رأس السنة ليلة الإرهاب فلماذا لم يكن هناك قوات تحمي وتحرس الكنائس وأماكن تجمع المسيحيين ولا تسمح لأي نملة تمر من أمامها ولا سيارة تقف بجانبها أو أمامها فلو شاهد الإرهاب الاستعدادات الأمنية المشددة ما استطاع أن يحقق ضربته يجب أن يكون قسم خاص في الداخلية للتعامل مع الإرهاب بتدريب عالي ومن الضباط الشباب وليس من العسكر الذي لا يعرف أسمة بدله عسكرية وبدون فكر بوليسي وتتكون منهم حراسات دائمة للكنائس للمساجد للوزارات للفنادق للجامعات للمصانع للمطارات للسفارات للمؤسسات للجامعة العربية للمدارس للمعسكرات للمتاحف لاماكن السياح الشواطئ وأين يفكر الإرهاب إن يضرب ممنوع السيارات إن تقف إمام هذه المؤسسات حتى لو كان الوزير مراقبة الداخل والخارج تفتيش الشنط الكشف والتأكد إن كان رجلا في عباءة امراءة مراقبة ظاهرة وخفية والبارحة واشنطن تدعو الجيش المصري محاربة الإرهابرلطخ الإرهاب ثوب الوطن بدماء الأبرياء، فهو لم يُفرق بين طفل أو عجوز أو عين ساهرة على حماية أرضها وعرضها، يبدو المشهد ككابوس تتمنى أن يوقظك أحد منه، صوت انفجار شديد وكأنه يوم الفزع، صراخ وأصوات تستغيث، أقدام تتخبط من شدة الخوف، نظرات الجميع تتجه إلى وسائل الإعلام، وقلوب الأمهات يعتصرها الألم قلقا على أبنائهن المجندين الذين خرجوا لخدمة وطنهم لا يعلمون مصيرهم. جو من السواد يُخيم على الجميع، كعادته الموت الأسود "الإرهاب" يأتى دون سابق إنذار ليطعن الوطن فى ظهره طعنة غدر، فيقطر قطرات من الحسرة والألم.
◄فضيحة لافون 1954:
هى عملية إسرائيلية تم تخطيطها على أن تتم داخل مصر من خلال تدمير وتفجير أهداف عسكرية مصرية وأمريكية وبريطانية، ولعبت المخابرات العسكرية المصرية دورا هاما فى كشفها فى الوقت المناسب، وتعتبر تلك العملية الفاشلة من أهم العمليات الإرهابية التى أوضحت دور إسرائيل التخريبى بالمنطقة.
◄قضية الفنية العسكرية 1974:
عام 1974 اقتحم 100 من أعضاء "منظمة التحرير الإسلامى" مقر الكلية الفنية العسكرية بالقاهرة، واستولوا على أسلحة وسيارات بقيادة صالح سريه، وكان أملهم قتل الرئيس الراحل أنور السادات وغيره من كبار المسئولين المصريين، خلال تواجدهم بأحد المبانى المجاورة وهو مبنى الاتحاد العربى الإشتراكى، أسفرت تلك العملية عن قتل 11 وإصابة 27 من المجندين واعتقل 95 من أعضاء "منظمة التحرير الإسلامى"، وأدين 32، وعُدم اثنان منهم.
◄اغتيال الرئيس السادات:
اُغتيل الرئيس محمد أنور السادات، خلال عرض عسكرى أقيم فى 6 أكتوبر 1981 احتفالاً بانتصارات حرب أكتوبر، نفذ عملية الاغتيال خالد الإسلامبولى الذى حكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص لاحقا فى أبريل 1982 .
◄اغتيال رفعت محجوب رئيس مجلس الشعب عام 1990:
فى 12 أكتوبر 1990، حاولت جماعة الجهاد الإسلامى المصرية اغتيال وزير الداخلية المصرى عبد الحليم موسى، لكنهم اغتالوا رئيس مجلس الشعب المصرى رفعت المحجوب، لاختلاط المواكب فى نفس الوقت.
◄اغتيال المفكر فرج فودة:
وفى 8 يونيو 1992 اغتال أعضاء من الجماعة الإسلامية الكاتب والمفكر فرج فودة، بعد أن أصدروا بيانا بتكفيره بسبب تبنيه فكرة فصل الدولة عن الدين، حيث انتهز ثلاثة أشخاص يستقلون دراجة بخارية فرصة نزوله من مكتبه بمدينة نصر وأطلقوا عليه الرصاص، تم نقله إلى المستشفى وفشل الأطباء فى إنقاذه.
◄استهداف الكنائس وفتوى بحل دم المسيحيين:
سنة 1981، وافق الشيخ عمر عبد الرحمن أن يكون مفتى تنظيم الجهاد فى مصر، وأصدر فتوى تُشجع على سرقة وقتل الأقباط من أجل الحصول على تمويل للجماعة، ومن هنا بدأت العمليات الإرهابية ضد الكنائس والمسيحين، ووصلت حوادث الإرهاب ضد الكنائس بأنواعه المختلفة إلى أكثر من 48 حادثة استهدفت الكنائس والمنشآت التابعة لها ولعل أبرزها:
◄أحداث كنيسة القديسين عام 2011:
هو تفجير استهدف كنيسة القديسين مار مرقص والبابا بطرس خاتم الشهداء، بمنطقة سيدى بشر بالإسكندرية، فى تمام الساعة الثانية عشر وعشرين دقيقة من صباح أول أيام يناير من عام 2011، تم التفجير وراح ضحيته العشرات من الضحايا.
◄كنيسة السيدة العذراء والأنبا إبرام:
فى أغسطس 2013 عمد عدد من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى إلى حرق عدد من الكنائس بالصعيد، ومن بينها كنيسة السيدة العذراء والأنبا إبرام بالمنيا، حيث تم نهب وسرقة الكنيسة وحرقها بالكامل بالرغم من مكانتها باعتبارها أحد الكنائس القديمة والأثرية بالمنطقة، كما تم تهجير عدد من العائلات وصل عددهم إلى 45 عائلة، وحرق 30 منزلا بقرى الصعيد.
◄كنيسة الوراق:
فى أكتوبر 2013 أطلق مجموعة من الملثمين يستقلون دراجة بخارية الرصاص على كنيسة السيدة العذراء بمنطقة الوراق، مما أدى إلى استشهاد 3 أشخاص وإصابة 9 أخرين، ولم تتمكن السلطات من القبض على الجناة.
◄إطلاق نار على كنيسة السيدة العذراء بأكتوبر:
أطلق إرهابيون الرصاص على كنيسة العذراء بالحى العاشر، بمدينة السادس من أكتوبر، والذى أسفر عن استشهاد رقيب الشرطة "محمد طه سيد أبوحامد" والمعين بخدمة تأمين الكنيسة، واستطاعت قوات الشرطة القبض على الجناة، وهم من سكان أكتوبر وينتمون إلى جماعة الإخوان الإرهابية.
◄مذبحة رفح الأولى:
بدأت شدة الهجمات المسلحة ضد العسكريين والجنود فى سيناء من بداية الثورة مع استشهاد 16 جنديا أثناء تناولهم الإفطار، والتى أحدثت ضجيجا فى الشارع المصرى واستنكارا شعبيا واسعا لبشاعة الحدث، حيث استهدفت جماعات مسلحة الجنود بالمقر الأمنى على الحدود. واستولى المسلحون على مدرعتين ودخلوا بإحداها إلى الأراضى الإسرائيلية قبل أن يتصدى لهم سلاح الجو الإسرائيلى، وذلك فى 5 أغسطس عام 2012.
◄مذبحة رفح الثانية:
فى مذبحة جديدة راح ضحيتها 25 جندى أمن مركزى وهبوا حياتهم من أجل الوطن، تاركين خلفهم آبائهم وأهاليهم، حيث استهدفهم مسلحون مجهولون وقاموا بفتح النيران عليهم، والمعروفة إعلاميا بمذبحة رفح الثانية، والمتهم فيها عادل محمد إبراهيم الشهير ب "حبارة "، حدث ذلك فى 19 أغسطس 2013.
◄اختطاف ال7 جنود فى سيناء:
اختطفت جماعات جهادية 7 جنود مصريين من بينهم جندى بقوات حرس الحدود تحت تهديد السلاح، أثناء مرورهم خلال ذهابهم إلى إجازاتهم وتم إطلاق سراحهم بالتعاون مع المخابرات الحربية والشيوخ والقبائل السينوية، وذلك فى شهر مارس عام 2013 فى عهد حكم مرسى.
◄استهداف الضابط أبو شقرة:
استشهاد الرائد جمال الدين أشرف بالإدارة العامة لشرطة السياحة بعد هجوم مسلحيين مجهولين على سيارته، حيث أمطروه ب 40 طلقة بجوار طريق العاشر من رمضان- الإسماعيلية، وذلك فى شهر يوليو 2013
◄استهداف مديرية أمن شمال سيناء بقذائف أر بى جى:
الاستهداف الأول:
تم استهداف مديرية أمن شمال سيناء بصاروخ من طراز أى جى أم 114 "هيا فير"، مما أدى لإصابة 3 أفراد من الشرطة، وهم النقيب أشرف محمود، والنقيب محمد مجدى، والملازم أول أحمد القصاص، وتم القبض على ثلاثة متورطين بينهم شخص فلسطينى الجنسية، وذلك فى 30 يوليو عام 2013.
وعقب أحد الجنرالات الأمريكيين المتقاعدين على ماحدث قائلا: "إن الصاروخ يتم إطلاقة عادة من طائرة هليكوبتر".
الاستهداف الثانى:
تم إطلاق قذائف "أر بى جى" على مبنى مديرية أمن سيناء وقوات الأمن بالقرب من مقر الدفاع المدنى فى العريش، واشتعال النيران فى بعض الأجزاء منه دون وقوع إصابات، وذلك فى 17 أغسطس 2013.
◄استهداف موكب وزير الداخلية:
استهدفت عناصر إرهابية موكب وزير الداخلية، وذلك فى 5 سبتمبر 2013، وقاد الانتحاري وليد بدر العملية، وأعلن بعد ذلك تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى مسئوليته عن الحادث. والانتحاري وليد بدر كان يعمل ضابطا سابقا بالقوات المسلحة وتحول إلى إرهابى بعد فصله من الخدمة.
◄تفجير مبنى المخابرات الحربية برفح:
استهدفت عناصر مسلحة مبنى المخابرات الحربية برفح، وذلك بحى الإمام على فى مدينة رفح الحدودية، ما أدى إلى تدمير المبنى بالكامل وسقوط 6 شهداء، وإصابة 17 شخصا من المدنيين والعسكريين، وفقا لتصريحات المتحدث العسكري للقوات المسلحة، وذلك فى 11 سبتمبر عام 2013
◄استشهاد اللواء نبيل فرج فى كرداسة:
استشهاد اللواء نبيل فراج بطلق نارى بالجانب الأيمن من بطنه، أثناء مشاركته فى عملية اقتحام وتطهير منطقة كرداسة بالجيزة، لضبط المتهمين فى اقتحام قسم كرداسة وقتل الضباط والتمثيل بجثثهم وتطهير المنطقة من العناصر الإجرامية.
◄تفجير مبنى مديرية أمن جنوب سيناء:
استهدفت عناصر مسلحة من خلال عنصر انتحارى فجر نفسه أمام مبنى مديرية أمن جنوب سيناء، وأسفر عن مقتل 4 جنود وإصابة 50 آخرين من بينهم اللواء حاتم أمين مساعد مدير الأمن، وقد أعلنت أنصار بيت المقدس عن تبنيها للواقعة. وقد كشفت تحقيقات النيابة العامة مدى التطابق بين طريقة تنفيذ الهجوم من قبل انتحارى فجر نفسه أمام المبنى، وذلك من خلال الأدلة الفنية والجنائية، وحدث ذلك فى 7 أكتوبر عام 2013.
◄تفجير مبنى المخابرات الحربية بالإسماعيلية:
أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس تبنيها لتفجير مبنى المخابرات الحربية بالإسماعيلية عن طريق إلقاء قنبلة، وأسفر عن وقوع 4 مصابين وتضرر 4 مبان داخل مقر مبنى المخابرات العسكرية، وذلك فى 15 أكتوبر عام 2013.
◄اغتيال محمد مبروك "مسئول ملف التطرف بالأمن الوطنى"
تعرض الضابط المقدم محمد مبروك مسئول ملف التطرف بجهاز الأمن الوطنى، لوابل من النيران من قبل مسلحين ترقبوا نزوله من منزلة أثناء ذهابه إلى عمله، مساء يوم الأحد، وأنصار بيت المقدس تعلن عن استهدافه، وذلك فى 17 نوفمبر عام 2013 وتم القبض على الخلية التى نفذت الجريمة وعدد أفرادها أحد عشر إرهابيا
◄استهداف حافلة أمن بسيارة مفخخة:
تم استهداف حافلة لجنود جيش بسيناء بالقرب من الشيخ زويد، خلفت 11 شهيدا و37 مصابا من العسكريين، وذلك عن طريق سيارة مفخخة كانت ترصد مرورهم بالطريق فى 20 نوفمبر عام 2013.
وفى هجوم آخر على حافلة أمن بسيناء، أدى ذلك لاستشهاد 4 جنود وإصابة 14 آخرين من الجيش الثالث الميدانى، بعد استهدافهم من قبل مجموعة إرهابية فى 26 يناير عام 2014.
◄استهداف مديرية أمن الدقهلية:
استهدفت عناصر مسلحة إجرامية مبنى مديرية أمن الدقهلية، الأمر الذى أدى لاستشهاد 12 من الجنود وإصابة 130 آخرين وتضرر المبنى، ويذكر أن من بين المصابين اللواء سامى الميهى، وذلك فى 24 ديسمبر عام 2013
◄استهداف مبنى المخابرات الحربية بالعريش:
استهداف مبنى المخابرات الحربية بالعريش بصاروخ باليستى دون وقع إصابات، وذلك بعد عدة انفجارات بجوار المقر ونقاط التفتيش الأمنية، وذلك فى 28 ديسمبر عام 2013.
◄استهداف مديرية أمن القاهرة بسيارة مفخخة:
تم استهداف مديرية أمن القاهرة بواسطة سيارة مفخخة واستشهد 4 مجندين وأصيب 54 آخرين، وذلك فى 24 يناير عام 2014.
◄استشهاد 5 عسكريين فى إسقاط مروحية بسيناء:
استشهد 5 ضباط جيش إثر استهداف مروحيتهم العسكرية التى كانوا يحلقون بها فى منطقة جنوب الشيخ زويد، وسقطت الطائرة فى منطقة الرميلة بين العريش والشيخ زويد بسيناء، وذلك فى 26 يناير عام 2014.
وقد تبنت جماعة أنصار بيت المقدس، وقامت على إثرها القوات المسلحة بشن حملة عسكرية موسعة لمطاردة التكفيريين فى قصف جوى دام 6 ساعات، وتم تمشيط المنطقة فى الشيخ زويد ورفح.
◄مجزرة الشرطة العسكرية "مسطرد":
بدأت الواقعة فى فجر يوم السبت 15 مارس، حيث استهدف مجموعة من المسلحين داخل سيارة عددا من الجنود بكمين الشرطة العسكرية بمسطر، مما أسفر عن مقتل 6 من المجندين ولم يتم العثور على الجناة. وتم القبض على ثمانية إرهابيين ممن نفذوا العملية وإبادة 6 منهم.
عرفنا من قبل شيئا عن تنظيم "سالم الرحال" الأردني الذى سعى "عبود الزمر" لضمه الى تنظيم "الجهاد" في صيف 1980 لدعم صفوفه، ثم بعد سجنهم في قضية اغتيال الرئيس "السادات" انقسم الجهاديون الى ثلاثة فصائل داخل السجن ومنهم مجموعه "سالم الرحال" وهى التي تدين بفكرة قلب نظام الحكم عن طريق انقلاب عسكري، ومن هذه المجموعة ثلاثة "عصام القمري"، "محمد الأسواني"، "خميس مسلم" استطاعوا الهرب من السجن يوم 17يوليو 1988.
عصام القمري: مواليد القاهرة 1952، كان رائدا سابقا بسلاح المدرعات بالجيش ثم مدرسًا بكلية القادة والأركان وظل في عمله حتى مارس 1981 حين تأكدت معلومة المخابرات بوجود تنظيم ديني داخل القوات المسلحة فهرب من الخدمة العسكرية في 2 إبريل1981 ثم ألقى القبض علية في 25 اكتوبر1981 بعد اغتيال تنظيم الجهاد "السادات" وحكم عليه في القضية رقم191 بالأشغال الشاقة لمدة 15 سنة مع أعضاء آخرين من تنظيم "سالم الرحال". "محمد الاسواني" و"خميس مسلم": الأول كان طالبا في كلية الحقوق جامعه عين شمس، وتم القبض عليهما بعد اغتيال السادات في نوفمبر 1982
التخطيط للهرب: انفصل "القمري" بمجموعته داخل السجن عن تنظيم الجهاد فكريًا وعمليًا. وضع الخطة الأولى للهرب من سجن طرة إلا أن خطته اكتشفتها سلطات الأمن وظنوا أنها كانت خطة معدة لتهريب أعضاء تنظيم "الجهاد" وعلى رأسهم "عبود الزمر" المحكوم عليه بالأشغال الشاقة لمدة 40 سنة. أقام الثلاثة "عصام القمري" وزميليه في زنزانة واحدة وبدأوا التخطيط مرة ثانية للهرب وساعدهم "طارق الأسواني" بإعداد بطاقات شخصية مزورة من اجل تزوير جوازات سفر لهم وأعد لهم الاماكن التي من الممكن ان يلجأوا اليها بعد الهرب وتدبير المال اللازم لتمويل العملية.
تمويل عملية الهرب:
كان التمويل عن طريق "طارق الاسوانى" شقيق "محمد الاسوانى" الذى زور بطاقات شخصية ومحررات بنكية له ولصديقة بأسماء مزورة تفيد استحقاقه مبالغ تجاوزت مليون جنية من بنك الجيزة الوطني وبنك التنمية الوطنية بكفر الشيخ وبنك مصر الدولي فرع الألفي ولكن افتضح امرة وتمكّن من الهرب.
خطة الهرب:
وضع "القمري" خطته للهرب وتتلخص في "الهرب من السجن اولا ثم الشروع في اغتيال عدد من الشخصيات العامة والسياسية والقيام بعدد من التفجيرات في اماكن هامة بالقاهرة ليثبتوا للنظام الحاكم أن تنظيم الجهاد لازال فاعلا مؤثرًا"
يوم 17 يوليو 1988 الزنزانة رقم 20 في سجن ليمان طرة:
تسلق "القمري" كتفى زميليه ووصل الى فتحة التهوية وقام بنشر القضيب المعدني للشباك وقفز "خميس مسلم" المتوسط الحجم منها إلى أرضية العنبر وكسر قفل الزنزانة وأخرج زميليه وتغلبوا على الحراس وألقوا عليهم عبوات مفرقعه ثم كسروا بعض الابواب والنوافذ باستخدام السلاح والعبوات المفرقعة وهربوا للخارج وكان في انتظارهم سيارة "فيات 131′′ أقلتهم الى شقة في منطقة الشرابية.
إلا أن قوات الامن تمكنت من رصد ومحاصرة شقة الشرابية يوم 25 يوليو 1988 وحاصرتها ولكن الهاربين ألقوا على قوات الامن عبوات ناسفة وأسفرت المواجهة الأولى عن مقتل "عصام القمري" وتمكن الاثنان الآخران من الهرب، وفى المواجهة الثانية يوم 9 أغسطس 1988 تم القبض على "محمد الأسوانى" وشقيقه واعترفوا على مكان "خميس مسلم" الذى حاول الهرب للمرة الثالثة أثناء اعتقاله فأردته الشرطة قتيلا.
قدمت النيابة في هذه القضية 21 متهما في 28 أكتوبر 1988.
أحرجت محاولة الهرب نظام الرئيس "مبارك" و وضعته في تحد أمام الجماعات الإرهابية إلا أن الأمن استطاع إنهاء المسألة في أقل من شهرين، وهو ما يثبت نجاح الجهاز الأمني المصري في التصدي للإرهاب وجماعاته بصورة كبيرة وهو ما سيتضح تفصيلا في اجزاء قادمة.
نسف محكمة الاستئناف:
في هذه العملية قام عدد من كوادر الجهاز الخاص بمحاولة لنسف محكمة استئناف القاهرة والتي كان يحفظ فيها أوراق ما عرف بقضية "السيارة الجيب" التي كان على رأس المتهمين فيها "مصطفى مشهور" (أحد قادة النظام الخاص، ومرشد الجماعة الخامس فيما بين عام 1996 وعام 2002)، وحكاية السيارة الجيب معروفة، حيث تم ضبط مصطفى مشهور يقود سيارة محملة بأسلحة وقنابل كان النظام الخاص يستخدمها في التدريبات، بالإضافة إلى بعض الأوراق التي تحتوي على خطط واستراتيجيات الجماعة، وقد أنكر البنا – في بيان وزع على الصحفيين آنذاك – أن يقوم أحد الإخوان بهذه الفعلة الشنيعة، ولكن السنوات تأتي بما لم يكن يشتهي البنا، يقول محمود الصباغ حول هذا الحادث: "وبعد نجاح السرية في هذا العمل الفدائي، نظر السيد فايز في كل ما تنسبه الحكومة إلى الإخوان من جرائم باطلة، مدعية أنها تستند في كل ما تدعيه إلى حقائق صارخة في المستندات والوثائق المضبوطة في السيارة الجيب، وكان يعلم يقيناً بكذب هذه الافتراءات، ودليل ذلك ما ذكره عبد المجيد أحمد حسن بعد أن قرر الاعتراف على زملائه، واستندت إليه المحكمة في براءة النظام الخاص مما وجه إليه من اتهامات – ولم يساوره شك في أن الحكومة قد زورت وثائق وقدمتها للنيابة لتدين الإخوان بما ليس فيهم من جرائم واتهامات باطلة، فقرر حرق هذه الأوراق وكون سرية لهذا الغرض بقيادة الأخ شفيق أنس، وقد رسمت الخطة على النحو الذي ظهر في تحقيقات القضية المسماة زوراً وبهتاناً قضية محاولة نسف المحكمة، وحقيقتها أنها كانت محاولة حرق أوراق قضية السيارة الجيب، وتمكن شفيق أنس من أن يضع حقيبة مملوءة بالمواد الحارقة معدة للانفجار الزمني بجوار دولاب حفظ أوراق قضية السيارة الجيب، إلا أن قدر الله قد مكن أحد المخبرين من ملاحظة شفيق وهو يترك الحقيبة ثم ينصرف نازلاً على درج المحكمة، فجرى مسرعاً وحمل الحقيبة وجرى بها خلف شفيق، الذي أسرع في الجري حتى لا تنفجر الحقيبة على سلم المحكمة أو وسط حشود الداخلين في بهوها، ولما خرج إلى الميدان حذر المخبر من الحقيبة، فتركها فانفجرت في ساحة الميدان دون إحداث خسائر تذكر، وقبض على شفيق".في 24 فبراير 1945 كان أحمد ماهر باشا متوجها لمجلس النواب لإلقاء بيان من هناك وأثناء مروره بالبهو الفرعوني قام شاب يدعى محمود العيسوي بإطلاق الرصاص عليه وقتله في الحال، بعد الحادث ألقي القبض على حسن البنا وأحمد السكري وعبد الحكيم عابدين وآخرين من جماعة الإخوان، والتي كان العيسوي عضواً فيها، ولكن بعدها بأيام تم الإفراج عنهم بسبب اعتراف العيسوي بانتمائه للحزب الوطني، ولكن هناك من يؤكد أن محمود العيسوي من غلاة الإخوان المسلمين وتستّر تحت عباءة الحزب الوطني ليحمي جماعته من الضرر، وبعد الإفراج عن قيادات الجماعة لم يذكر أي أحد منهم علاقته ب"العيسوي" ولكن في سنوات لاحقة ثبتت علاقة الجماعة بالعيسوي، ويسوق الدكتور عبد العظيم رمضان الأدلة على ذلك بما رواه محمد علي أبو طالب من أنه سمع من الأستاذ خالد محمد خالد أن الشيخ سيد سابق – وهو من زعماء الإخوان والذي أفتى بمشروعية اغتيال النقراشي باشا – قد أخبره بعد مقتل أحمد ماهر باشا بأن محمود العيسوي كان من صميم الإخوان المسلمين، ولم يكذب خالد محمد خالد أو الشيخ سيد سابق هذا الكلام، ويستدل أبو طالب على صحة رأيه بوجود وزيرين من زعماء الحزب الوطني، وهما: حافظ رمضان باشا رئيس الحزب، وزكي علي باشا – وهو من زعمائه منذ نشأته – في وزارة أحمد ماهر، ولم يحاسبا على اشتراكهما في قرار إعلان الحرب، بل قرر حافظ رمضان بأنه لا يرى ضرراً في ذلك، ويميل عبد العظيم رمضان إلى احتساب محمود العيسوي من الإخوان – وهذا ما أرجحه على أساس أن كثيرا من المصريين كانوا يجمعون بين انتماءين: الانتماء إلى حزبهم والانتماء للإخوان المسلمين، وأن انتماء محمود العيسوي إلى الحزب الوطني لا يحول دون انتمائه للإخوان المسلمين. "، ويأتي بعد ذلك الصباغ والذي كان واحداً من رجال التنظيم الخاص ليذكر أن أحمد ماهر خائن ولا يختلف على ذلك اثنان – على حد تعبيره – ولكن الإخوان لم يجيزوا قتله ولم يمنعهم هذا من دراسة وتحضير خطة لاغتياله حتى يقوموا بها إذا تطورت الأمور، وذكر الصباغ أنه هو شخصياً كان القائم بهذه الدراسة.
اعتراضا على قرار حل الجماعة قام الجهاز الخاص بوضع خطة لاغتيال رئيس الحكومة – آنذاك – محمود فهمي النقراشي باشا، وكان يشغل وقتها إلى جانب رئاسته للحكومة منصب وزير الداخلية، ففي يوم 28/12/1948 تنكر الإخواني عبد المجيد أحمد حسن في زي ضابط بوليس، واقترب من رئيس الوزراء ووزير الداخلية – أثناء دخوله لمبنى الوزارة – مطلقاً عليه ثلاث رصاصات أدت إلى وفاته على الفور، ولم تمر ساعات قليلة إلا وكان مرشد الجماعة حسن البنا قد خط بياناً بعنوان: "ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين"، زعم مقربون منه أن البيان كتب قبل يومين من الحادث، قال فيه: "لقد وقعت أحداث نسبت إلى بعض من دخلوا هذه الجماعة دون أن يتشرّبوا روحها، وتلا أمر حلّ الإخوان ذلك الحادث المروع، حادث اغتيال دولة رئيس الحكومة المصرية محمود فهمي النقراشي باشا، الذي أسفت البلاد لوفاته وخسرت بفقده علماً من أعلام نهضتها وقائداً من قادة حركتها ومثلاً طيباً للنزاهة والوطنية والعفة من أفضل أبنائها، ولسنا أقل من غيرنا أسفاً من أجله وتقديراً لجهاده وخلقه".
الغريب أن المتهم – بعد أن أنكر صلته بالإخوان وأصر على أنه قام بتنفيذ العملية من تلقاء نفسه – عاد واعترف بدور الجماعة في العملية فور سماعه لبيان المرشد العام، وبعيداً عن اعتراف الشاب بمسؤولية الإخوان الذي قد يدفع البعض بأنه جاء تحت وقع التعذيب أو التهديد، يعترف محمود الصباغ بعد أربعين عاماً على الحادث – في كتابه السابق الإشارة إليه، وفي معرض حديثه عن مقتل النقراشي باشا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.