لم يعد هناك شك أن الغلابة في هذا البلد تركوا وحدهم في مواجهة كل شيء.. المرض، الغلاء، العوز..وحتى الحكومة نفسها. وآخر صفعة جاءت من وزارة الصحة بقرارها الفج؛"الخدمة مقابل المال" في وحدات طب الأسرة داخل القرى! #يا_سادة..ده الفقير في القرى بيحسب ثمن الرغيف، بيعد ال10 جنيه كأنها كنز، بيتكسف يشترى دواء لو مش ضروري.. تيجوا تطلبوا منه فلوس للكشف والخدمة؟! أي دولة في العالم ترفع يدها عن الفقير؟أي وزارة صحة تعتبر المرض تجارة؟..أما آن للحكومة أن تدرك أن الغلابة مش ماكينة فلوس؟ وأن جيوب الناس خلاص اتخرمت؟ لقد صار المواطن البسيط اليوم بين خيارين..يمرض ويموت.. أو يعالج نفسه بالدين والذل. #وللأسف، الحكومة لا تراه إنسانا، بل "رقما" في قائمة الدفع. ومع كل هذا القهر، يخرج علينا موسم الانتخابات، الذي يفترض أن يكون طوق نجاة للغلابة..لكنه صار طوق خنق..فالانتخابات حولت الغلبان من ناخب.. إلى مادة خام للاستغلال ما يراه الناس اليوم ليس انتخابات.. بل مزاد سياسي شرس..مرشحون يوزعون ملايين كأننا في بورصة لا وطن. ومهرجانات ورقص وسخرية من عقول الناس. والكارثة؛ طيبون يساقون كالخراف خلف البلوجرات بحثا عن "شو إعلامي"..وفقراء يستغلون حتى في فرحتهم المكسورة..يرفعون لافتات، يرقصون، يهللون.. بينما من يصورهم يضحك عليهم في السر. لقد صار الغلبان وقودا لمعركة لا علاقة له بها..معركة بين المال السياسي وبين السذاجة التي تصنعها الحاجة. أما الحقيقة القاسية فهي؛الغلبان يضحك عليه.. ويستخدم.. ثم ينسى فالكرسي الذي قيل إن ثمنه بلغ أرقاما فاحشة، هل سيجلس عليه من يمثل الفقراء؟هل من يدفع الملايين سيدافع عن الذي لا يملك ثمن علبة دواء؟هل من يرى السياسة استثمارا سيحمل هم عامل باليومية أو أرملة أو مريض كلى؟ #هيهات..هذا البرلمان قبل أن يبدأ.. واضح أنه بعيد عن الناس، قريب من الممولين..برلمان الكبار.. لا الصغار..أصحاب الشيكات..لا أصحاب الشكاوى. #وفى هذا المقال أناشد سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل فوات الأوان يا سيادة الرئيس.. الناس اتضغطت.. وانسحقت.. وبقيت على الحافة.ولو استمر هذا المشهد القاتم-مشهد انتخابات تدار بالمال، وبرلمان يباع بالمزاد، وغلبان يستخدم كزينة-فإن الوطن كله سيدفع الثمن. نطالب، كما حدث في 2014، بتأجيل الانتخابات وإعادة فتح باب الترشح، حتى نقفل الباب على تحالفات النفوذ التي خطفت السياسة من يد الشعب، ورفعت ثمن الكرسي كأنه تجارة في مستقبل البلد. #فى_النهاية_بقى_أن_اقول؛إلى الحكومة التي أثقلت الفقير، وإلى المنظومة التي حولت البرلمان إلى ساحة من يدفع أكثر..اعلموا أن الغلابة صبروا كثيرا..لكن الصبر الذي لم يعد يجد دواء، ولا خدمة، ولا صوتا يدافع عنه..ينقلب غضبا. وإذا غضب الغلبان، فلن تنفع ملايين السياسيين، ولا مسرحيات البلوجرات، ولا صفقات الأحزاب. #فوقوا_يا_سادة؛لأن الشعب البسيط هو آخر ما تبقى في هذا الوطن،وإذا سقط.. يسقط كل شيء..!!