البسطاء والغلابة من أهلنا الطيبين الذين يفرحون بالخمسين أو المائة جنيه التي يمنحها لهم بعض المرشحين قبل الانتخابات طمعا في الوصول بأصواتهم إلي كرسي »الحصانة« الوثير، لو تيقنوا أن هذا المبلغ الذي يرضي غرورهم لبضعة ساعات.. هو في نفس الوقت عربون لإغتصاب حقوقهم المشروعة في ثروات بلادهم طوال العمر.. نعم الخمسون جنيها تقضي بعض المطالب ولكنها تنهب أراضي الدولة التي من المفروض أن تقام عليها بيوت للشباب.. وتحرم أبناء هذا الوطن من أن يجد وظيفة بأجر تحفظ له انسانيته.. لو تنازل الغلبان والفقير عن هذه »الرشوة« التافهة وأحسن اختيار من يمثله في البرلمان من الشرفاء، لعادت ثروات بلاده الكثيرة إليه وإلي أولاده بدلا من أن ينهبها كل من يدفع ملايين الجنيهات من أجل الوصول إلي »كرسي الحصانة« اللعين! هل سأل إبن بلدي نفسه: لماذا يدفع له ولغيره بعض المرشحين كل هذه الأموال من أجل الحصول علي مقعد في البرلمان؟ من يريد أن فعل الخير لاينتظر أبدا انتخابات البرلمان ليقدم هذه المساعدة لمن حوله.. وفاعلو الخير الحقيقيون لايسعون إلي كشف أفعالهم الخيرية حتي لو كانت بملايين الجنيهات.. فلماذا يصر هؤلاء علي ربط صدقاتهم للفقراء بالانتخابات؟ من يريد الإجابة، عليه أن ينظر إلي قوائم المتهمين أمام النائب العام.. وسيعرفون من خلال حجم المبالغ التي نهبوها ويحاكمون من أجلها، لماذا صرف بعض المرشحين السابقين عشرات الملايين من الجنيهات لدخول مجلس الشعب.. ومن بعدها دخلوا ليمان طرة! إبن بلدنا.. إنسان طيب وغلبان.. ولكنه يجب أن يكون ناصحا وواعيا ولو لمرة واحدة في حياته ولتكن هذه المرة عندما يقف أمام صندوق الإنتخابات.. ليقول لا لأشخاص لاهدف لهم إلا مص دماء المصريين من خلال البرلمان.. وليذهب الجميع بعدهم إلي الجحيم.. وليتنا نرفع اليوم شعارا واحدا: الشعب يريد إسقاط الشهامة والجدعنة التي يطالبنا بها نواب سميحة ونواب القروض! رأيت في المنام ذات ليلة.. الدكتور شرف محمولا علي الأعناق في ميدان التحرير وخلفه »تمثال الحرية«.. فسألت : ماذا يفعل الدكتور هنا؟ فقال لي أحد السعداء بما يحدث: إنه رئيس الجمهورية الجديد يؤدي اليمين الدستورية.. وفي ميدان التحرير أيضا! يا أهل التفاسير: هل من يفسر لي هذا الكابوس.. قصدي المنام؟ يا أهل المحروسة.. بلدنا في حاجة إلي واحد يعرف ربنا.. ويتقي الله في أهلها.. أليس في مصر رجل رشيد ينقذ ثورتنا من هذا التهريج السياسي الذي يشهده الشارع المصري حاليا؟! وهل هان علينا الله سبحانه إلي هذه الدرجة التي نري فيها البعض يحارب شرع الله.. ويطالب أن تحل محله خزعبلات صنعها البعض ثبت للعالم فشلها؟!. والدليل علي هذا الفشل مايشهده العالم هذه الأيام من مظاهرات في كل دول أوربا احتجاجا علي قوانين البشر الفاشية!