مما لاشك فيه أن الجولاني اليوم يعتبر الحاكم السياسي لسوريا ، وهو لم يأتي بصناديق الانتخابات ، ولم يأتي من خلال الثورات الشعبية العارمة ، ولا حتى من خلال الانقلابات العسكرية من داخل القصر ومن داخل مؤسسة النظام العسكرية ، بل جاء حسب المتابعات والمشاهدات من خلال الحالة الوحشية الإجرامية المتماسكة من حيث طبيعة الأهداف الجيو سياسية (عقائدية) التي تحاول تكفير المسلم وغير المسلم حسب المسميات القانونية .، لذا لا يعني الانتقال والتحول السريع في سوريا حالة نموذجية إيجابية يجب ان تبحث في دراسات العلوم السياسية والعلاقات الدولية كما يحلوا للبعض ممن ينسجم مع الفكر المتطرف .، فحجم الخراب والدمار في سوريا لا يوصف ، وهو ما يحتاج إلى مئات المليارات الأمريكية لتخفيف وطئته ، وليس لسدة وإنهاء صورة .، هذا من جانب .، ومن جانب آخر سابقا كانت سوريا تحكم من خلال الدكاتورية الواحدة ، لكن في ذات المقام كانت جموع الشعب وحدة واحدة ، فلم تكن هناك حروب تحاول إستئصال الدروز .، او إستئصال العلويين وباقي الاديانات والقوميات والاعراق ، كما لم تكن (إ س را ئ ي ل) بهذا التمدد الكبير داخل العمق السوري وتحتل اكثر من 400 كيلوا من الجغرافية السورية ، فضلا عن حالة هجرة ابناء الشعب إلى دول العالم الغربي والشرقي التي جعلت من بعض الباحثين تصفها بحالة الهجرة الفلسطينية مابعد عام 1948 للشعب الفلسطيني ، إذ لم تكن تلك الهجرة في نظام بشار الأسد الدكتاتوري الظالم .، وحتى إذا حاولت تركيا تجميل المشهد بدفع عودة المهاجرين المتواجدين من على أراضيها ، فهي دلالة واضحة المعالم على استكمال باقي المحاولات الفاشلة بتجميل شكل النظام أمام المحيط الداخلي والخارجي ، فاغلب فئات الشعب تعلم أن النظام الجولاني لا يستطيع إرجاع سوريا إلى سابق عصرها ، خصوصا عندما يقول لإجل إعادة إعمار ما هدم سوف نحتاج مابين 600 مليار دولار – إلى 900 مليار دولار ، وهنا سؤال منطقي يوجه للشعب السوري والشعب الليبي أيضا في ذات المقام ، لماذا حطمتم بلدانكم الجميلة الخلابة مابين طبيعتها الخضراء وطبيعتها الصحارية الجميلة ، فأين تلك النتيجة التي كنتم تطمحون لها عندما جلبتم مجرمي الشرق والغرب لأجل أن تقاتل جيوش اوطانكم ،وتقتل ابنائكم ، وتنهي مستقبل اجيالكم .؟ اليس هو الخروج من دكتاتورية سياسية علمانية حسب وصفكم ، إلى دكاتورية راديكالية إجرامية اكثر إجراما وأكثر فتكآ بكم ، خصوصا هي أخذت تكشر عن انيابها مع الجميع حتى مع من كان يدعمها من الداخل والخارج .؟ كما دكاتورية توحد الشعب بالقوة القانونية أفضل ، أم تعدد دكتاتوريات انفرادية راديكالية إجرامية غير قانونية تقوم على تقسيم البلاد والعباد شرقا وغربا تحت مسميات عرقية وقومية وطائفية .؟ لا جدال إذا قلنا إن ما حصل في سوريا وليبيا على وجه الخصوص يجب أن يدرس جيدا في كليات العلوم السياسية من حيث قراءة الواقع ماقبل وما بعد سقوط الأسد .، ويكتب بعدها في كتب ودراسات علمية وتاريخية تنشر في مكاتب الدول العربية .، لكي تطلع النخب الواعية وتحاكي الشعوب عن السلبيات والايجابيات ، ولكي لا تنسى الشعوب العربية والإسلامية نتيجة الانصياع للمحاور الغربية ، ، فإذا كان إعمار بلد صغير مثل سوريا بحاجة إلى 900 مليار دولار ، مما يعني موازات استثمارية لعشرات السنين ، وخطط قد تنجح وقد تفشل .، وشركات عمل قد تستحوذ على إجمالي موارد الشعب والدولة ، فضلاً عن الفساد المشتري الذي هو متفاقم في دولة مثل سوريا ماقبل سقوط النظام .، إذ كما هو واضح أن الدكتاتورية لا يوجد عقل سليم يتقبلها في نظام الحكم ، لكن عندما تصل البلدان إلى هكذا حالة اتعس بكثير من الدكتاتورية ، فالعقل السليم يحتم علينا اختيار اهون الأمرين .؟__ فما حصل في سوريا من إسقاط الأسد سواء ما قبل وما بعد الإسقاط ، ليس هو كليا حالة ايجابية قد قادتها جموع الشعب من مفكرين وأساتذة جامعات وعلماء وطبقات مثقفة تقودها النخب الواعية للشعب السوري ، بل جماعات مسلحة في الأمس القريب كانت توضع على قوائم الارهاب العالمي .؟ وهي جماعات جمعتها الايدلوجية الطائفية ، بدليل تهديد المقامات والمشاهد المشرفة مابين الحين والآخر ، وبدليل العودة إلى تسميات الفكر الأموي الخبيث .؟ __ يتبع لاحقاً إن شاء الله تعالى ، الشعب الليبي في واقع التحطيم البنيوي .،