د. محمد طلعت الجندي هنا من قلب مدن العالم العربي، من قلب القاهرة. نُحبّك يا سوريا. منذ خمس سنوات عجاف لئام والثورة السورية مهانة، والشعب مشتت. وألف قيادة خرابية تخرب في الوطن السوري. هجت الناس، منها من طق، غرق، تشوه، لكن الكل مشترك في إهانة الثورة، الكل مدان في حق سوريا. والمخرج. إذن:" ادعم بشار الأسد ومعه كتفا بكتف حتى تطهير سوريا"! لكن، بشار الأسد يتحمل النصيب الأكبر، قالها لي صديقي السوري البطل الجولاني هادئا، "لا يعني إن كنا اليوم في أنفاق مظلمة سببتها الأطراف العسكرية والتنظيمات الأصولية والإسلامية المحسوبة زورا على ثورة الحرية والكرامة في سوريا، والنظام الديكتاتوري الفاشي على حد سواء ومن معه من مجرمين ومقاولين وتجار "ممانعين ومقاومين" أن نهلل لنظام امتهن القتل والتغيب القسري والظلم السياسي والاجتماعي بحق 250 ألف سوري قبل الثورة، أولئك المغيبين والمفقودين داخل سوريا منذ عام 1970 . وفقا لتقارير مؤسسات سورية ولبنانية ودولية، تعني بحقوق الإنسان المهدورة في سوريا. ناهيك عن نهب الثروات الوطنية والخيرات السورية من قبل فئة مقربة من النظام. يتزعمها أبناء العائلة من الأعمام والأخوال والمقربين.. لا يمكن تجاهل كل ذلك، لأننا أمام كارثة وطنية ما قبل 2011، واليوم نعاني وسنعاني في سوريا من كوارث ثقافية واقتصادية وإنسانية وسياسية في ظل استمرار النظام الحالي أو رحيله، فأطراف الحرب تعددت وتشعبت لم تعد الحرب اليوم سورية سورية، هي حرب بالوكالة على الأرض السورية، لا يمكن أن أقبل أن يكون أحد الأطراف مرشحا ليكون جزءًا من المرحلة المقبلة لسوريا.. طبعا لا أملك الحل ولا عندي تصورات للخروج من هذه الأزمة". بلا شك، أن رأي صديقي السوري رأي وطني غيور لا محل من التشكيك في ثوريته ونضاله، لكن بمعطيات السياسية ربما نفهم موقف بشار الأسد في تمسكه بسوريا العروبة والقومية والممانعة إلى آخر أهداف الأسد الأب، وهذا ما يحركه غريزيا لهدم المعبد فوق رأس الجميع، شريطة ألا يتخلى عن المعبد حتى لو تهدم سقفه فوق رأسه.. هذا ليس تنظيرا ولا تبريرا لموقف بشار الأسد، إنما لكل بلد جينات معينة لمن يحكمها من طبيعة شعبها، وهذه جينات سوريا التي لا تقبل التركيع. دائما النصر أو الخراب. وتاريخ حصونها وقلاعها القديمة تشهد على ذلك، لم يحدثنا (لحد علمي) التاريخ عن حاكم سوري قد هرب أو تنازل أو استسلم أو تنحى.. يمشي لمصيره للنهاية هو وحصنه ورعيته. المقصد والمخرج من هذا كله، وهي دعوتي لكل المثقفين العرب، أن يدعموا سوريا في حربها وإنقاذها، ودعم سوريا يأتي من خلال دعم بشار الأسد! الدعم هنا ليس لشخص، إنما لوطن بحجم سوريا. أغلب المثقفين العرب من أدركوا حقيقة الخراب في سوريا يؤيدون بشار الأسد دعما مبطنا ولا يستطيعون الإفصاح عن ذلك، ربما تحركهم بعض السياسة وإمساك العصا من المنتصف، لكن في حالة سوريا. والآن، لا يمكن أبدا أن تكون أنصاف الحلول والآراء حلا. وأغلب الجميع يعرفون أن دعم بشار الأسد يعنى دعم الوطن السوري، ليس ربطا بين شخص ووطن، إنما هي السياسة هكذا. لعبة الساسة هي هكذا. الأغلبية الصامتة وخصوصا من الثوار والمناضلين والمثقفين وعموم الشعب الثوري غاضبون من بشار الأسد، لكنهم لا يملكون البدائل ولا الحلول، إذن جربوها. العبوها سياسة، دعموه، دعما حقيقيا وفعالا للجيش العربي السوري وقائده.. دعموا وطنكم. كونوا أغلبية ذات ثقل سياسي. وعند الخروج من العتمة السورية حينها يتم التفاوض والمحاسبة مع بشار الأسد لمرحلة جديدة لسوريا جديدة. المثقف السوري والعربي لو خرج في صباح الغد يرفع لافتة "ندعم بشار الأسد" سيكون هذا قبلة حياة للوطن السوري ، وسوف يقضى على كل التبريرات الدولية لإبقاء حالة العبث في سوريا. بعض من العقل، يا كل الحالمين بعودة سوريا.. سوريا بكم ومع "بشار الأسد" سترجع. تكاتفوا معا دون النظر في المصالح الضيقة.. نحو الأحقاد جانبا. أعتقد، بل كلي يقين أن سوريا سترجع، وهذا هو الأهم. تصوري البسيط، وليس الحالم. هو الخروج جميعا ب"دعم بشار الأسد والجيش السوري العربي " في إخراج كل الكلاب السعرانة من سوريا. ثم بعد ذلك نجلس للحساب والتقويم.. وأعتقد بل أجزم بأنه في أشد الحاجة إليكم، إلى عموم الشعب ومناضليه وثواره.. للمرة العشرة الدعم ل"بشار الأسد" ليس دعما لصالحه الشخصي، بل هو دعم ل "سوريا". فقط نبتعد عن خلافاتنا ومراراتنا وحزننا وعذاباتنا، ونتوحد حول من هو في السلطة الآن. نلتف حول"بشار الأسد" كي نخرح ببلادنا إلى بر الأمان. وبمنطق الدروس السياسية، وعلى أرض الواقع أن التصالح مع رأس الحربة كي تقوي وتشتد لضرب الخصم والإنهاء عليه خيرا من أن أقوَم اعوجاجها وقت الحرب..! وهذه ليست برجماتية سياسية، بل في ظني هي الآية الحقيقية لمعني "الذكاء الوطني"، والحقيقة الغائبة الآن، هي أن "بشار الأسد والجيش السوري العربي" رأس الحربة. وعلى رأى السوريين: أى سورية بدها عبوطة.