تعد قضية حقوق الإنسان أو إنتهاك حقوق الإنسان من القضايا المعاصرة ذات المعضلات المتعددة، والتي يصعب على الإنسان المعاصر المعتدل إيجاد حلّ ٍ لها ، وتشتد معأناة الإنسان وانتهاك حقوقه يومًا بعد يومٍ، من أخيه في الإنسانية وممن له سلطة عليه وممن ليس له سلطة عليه ، بل وقد تكون من 0قرب الناس إليه كوالديه، أو من إحدهما ، أو بيد زوجة أب ، أو من أبنائه ، أو من أحد إخوته، أوأخواته ، وقد تتشعب المعأناة من أحد الأقارب أو إحدى القريبات والزوجة والزوج، أو ممن يعتقد صداقته وإخلاصه ولا غرابة في ذلك . فقضية إنتهاك حقوق الإنسان عنوانٌ عريضٌ لعدة قضايا إجتماعيةٍ متفرقة، ألخصها في أبرز عناوينها : دينية ، طائفية، مذهبية، عنصرية، عرقية، سلطوية، إجتماعية متنوعة ،يستخدم فيها الأقوى مكانته السلطوية، الوظيفية، أو الأسرية، أو الإجتماعية، لمصادرة حقّ الأضعف ، كما أن القسم الثاني من منتهكي حقوق الإنسانية قد يكون من البسطاء جدًا لا سلطة ولا نفوذ لديه ! لكنه يمتلك نفسًا إجراميةً لديها الإستعداد التام لإرتكاب جريمة ما تصادر حقوق الآخرين بالتهديد والتخويف تارةً ، وبالإحتيال أو الإبتزاز تارة أخرى، وبالتزوير، وبالقتل المتعمد ، وبإسقاطه في المجتمع بالطعن في أخلاقه زورا ، وحتى في عمليات البيع والشراء والميراث فكلّ نصبٍ وكل احتيالٍ هو أداةٌ لمصادرة حقّ إنسان ما، ومن بديهيات حقوق الإنسان توفر الأمن على حياته، والاستقرار والعيش بسلام، والحرية وعدم العبودية أو الاستعباد القصري، والعمل و التعليم، واختيار الزوج والزوجة، وعدم التعدي على ممتلكاته الخاصة، وعدم مصادرتها ، وعدم مصادرة جزء من راتبه، أو إجبار الموظف على العمل لساعاتٍ أطول من الدوام الرسمي، أو تكليفه بأعمالٍ ليست من نظام وظيفته، ومن أفظع أنواع المصادرة مصادرة حياة الإنسان دون ذنبٍ منه يستحق ذلك ، ومصادرة طعام الإنسان وشرابه ليموت موتًا بطيئًا بسبب الجوع والعطش ، ولم تعد قضية حقوق الانسان مقتصرةً على حقّ الحرية والمساواة، وحقّ العمل والوظيفة والتعليم والعلاج والسلامة والأمان ، بل تعدّت إلى ما بعد ذلك كمصادرة حياة إنسان ،أو تكليفه فوق طاقته، أو ألزامه بأعمالٍ فوق طاقاته الجسدية، أو مصادرة حياة أطفالٍ أبرياء انتقامًا من أبائهم، أو قيام أحد الوالدين بمصادرة حياة طفلٍ له أو أطفالٍ صغارٍ لا حول لهم ولا قوة ! وهنا تكمن المأساة في التعدي على أرواح أبنائهم ! بالضرب المبرح ، أو الإهانة بالصّفع على الوجه، أو الرأس. أو بالرفس والرّكل بالأقدام، عندما يتحول الوالدانِ إلى مجرمين أو قتلةٍ لأولادهم هنا تضيع كافة حقوق الإنسان ، ولقد تفشت مثل هذه الجرائم الخطيرة في المجتمعات العربية وغيرها ، وإذا ما حاول إنسانٌ أو جهة إنسانية معالجة هذه الظاهرة أو التطرق لها وانتقاد منفذيها يجد أمامه من يتصدى له بحجةٍ أو بأخرى لتحوير القضية ! ، ولا يعلم خائنة الأعين إلّا الله . المادة 2 لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة : لكلِّ إنسان حقُّ التمتُّع بجميع الحقوق والحرِّيات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أيِّ نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدِّين، أو الرأي سياسيًّا وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أيِّ وضع آخر. وفضلاً عن ذلك لا يجوز التمييزُ علي أساس الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي للبلد أو الإقليم الذي ينتمي إليه الشخص، سواء أكان مستقلاًّ أو موضوعًا تحت الوصاية أو غير متمتِّع بالحكم الذاتي أم خاضعًا لأيِّ قيد آخر على سيادته. ا=============== الصورة المرفقة عن دار الهلال 26 أغسطس 2025