إن ما حدث من الاختراق المخابراتى لحدود إيران ؛ بل واختراق الداخل الإيراني من خلال الموساد الإسرائيلي..يذكرنا بأهمية ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسي في بداية ولايته …حين قام أولاً بتدمير الأنفاق علي حدود مصر الشرقية و التي كانت مستباحة و مسرحا لتسلل الإرهابيين و التكفيريين من أنحاء العالم الي سيناء و اغتيال الجنود المصريين الي جانب تهريب السلاح والمخدرات و البترول و السيارات المسروقة للجانب الآخر..ثم قيامه بتطوير و تسليح الجيش باحدث الأسلحة و النظم و التقنيات الحديثة و تنويع مصادر السلاح … و الأهم كذلك تأمين الحدود المصرية بقواعد عسكرية مصرية …و تتضمن القواعد العسكرية المصرية العديد من القواعد البحرية والجوية والبرية، بما في ذلك قاعدة محمد نجيب العسكرية، وهي الأكبر في أفريقيا والشرق الأوسط، وقاعدة برنيس العسكرية، وهي الأكبر على البحر الأحمر. و قاعدة 3 يوليو البحرية وتقع في منطقة جرجوب، وهي قاعدة بحرية حديثة. و قاعدة اختبار وإطلاق الصواريخ البالستية بجبل حمزة ؛ الي جانب قواعد عسكرية أخرى في مناطق مختلفة من مصر، مثل المنطقة الغربية والمنطقة الشمالية بهدف حماية الحدود والأمن القومي كما تساعد في حماية المصالح المصرية في المنطقة، بما في ذلك الملاحة البحرية والتجارة. ….و ليس هذا فحسب و إنما أيضا تطهير الجبهة الداخلية من العملاء من التنظيمات الإرهابية المتطرفة و التي يسهل اختراقها من الخارج . فما حدث لإيران يوم الجمعة الماضي أمر مرعب ويطرح أكثر من سؤال كيف لدولة بحجم إيران تكون مخترقة بهذا الشكل لدرجة انشاء قاعدة تصنيع مسيرات داخل أراضيها أو اقامة مخابئ لمسيرات استخدمت ولا زالت فى عمليات اغتيال قيادات الجيش والمخابرات وكشف تحركاتهم و اجتماعاتهم وتعطيل شبكات الدفاع الجوى عن طريق أطقم تشغيل من مجموعات داخل الأراضى الإيرانية ؟؟ و يظهر الواقع أن حدود ايران الهشه هى الأبواب التي دخلت منها اسرائيل بعملائها و معداتها التي استخدمت فى تنفيذ العمليات داخل ايران بكفاءة أربكت القيادات الإيرانية و اغتالت معظم القادة العسكريين في الصف الأول و كذلك العلماء النوويين وجعلت من عنصر المفاجأة و المباغتة عامل مهم فى نجاح خطة اسرائيل . وكانت البوابة الأولى هى أذربيجان علي حدود إيران الشمالىة على بحر قزوين و عملاق البترول و حليف اسرائيل وتدين لها بالولاء لوقوف إسرائيل معها اثناء حرب أذربيجان مع أرمينيا حول إقليم قره باغ والذى انتصرت فيه أذربيجان وضمت الإقليم إليها . وتعد اذربيجان اكبر مورد للبترول الى إسرائيل بنسبة تصل ل 40% وبينهم صفقات أسلحة ضخمة وتنسيق سياسى و مخابراتى عالى جدا حيث تعتبر باكو عاصمة اذربيجان من مراكز عمليات الموساد المهمة ويشمل التنسيق بينهم دعم خطة ضم إقليم اذربيجانالشرقية بأغلبية سكانه الاذرية الى اذربيجان لتكوين دولة أذربيجان الكبرى فى حال إنهيار الدولة الإيرانية . و تعد أذربيجان ذراع اسرائيل فى القوقاز نظرا لحجم التنسيق وخصوصية العلاقات بينهما ؛ من هنا يمكن القول أن الحدود بين أذربيجانوإيران سواء البرية الجبلية الوعرة أو البحرية فى بحر قزوين كانت البوابة التى دخلت منها اسرائيل إلى داخل إيران مع تزايد الشكوك حول وجود قاعدة عسكرية إسرائيلية فى أذربيجان للإمداد بالوقود واعادة التذخير للطائرات التى تستخدمها اسرائيل أثناء عملياتها لضرب إيران و البوابة الثانية هى إقليم كردستان العراق ذو الحكم الذاتى والذى يحظى بعلاقات وثيقة مع إسرائيل ودعم منها لمطالب الانفصال إقامة دولة كردية منفصله شمال العراق لولا موقف العراق و تركيا الرافض للانفصال . و تغذي إسرائيل أطماع إقليم كردستان العراق فى ضم امتداد له فى الاقليم الكردى داخل الحدود الإيرانية وكل ذلك يسمح لإسرائيل أن تستخدم حدود الإقليم مع إيران وهى حدود جبلية وعرة جدا لتكون بوابة ادخال العملاء والأسلحة والمعدات التى تستخدمها فى الداخل الايرانى يضاف الى ذلك استخدام سماء الإقليم ممر جوى ضمن سماء العراق المستباحه للطائرات الإسرائيلية القادمة من اسرائيل عبر جنوب سوريا لضرب ايران بدون أى تهديد بل إن طائرات التانكر التى تزود الطائرات بالوقود تتواجد فوق سماء الإقليم قرب الحدود مع إيران على مدار الساعة و البوابة الثالثة هى العملاء الإيرانيين من اتباع منظمة مجاهدى خلق المعارضة لنظام الملالى والتى خاضت مواجهات مسلحة مع النظام فى إيران منذ الثمانينات ولها حضور عند قطاع كبير من رافضى نظام الملالى داخل إيران نفسها . كل ذلك يكشف أهمية أن تمتلك أجهزة استخبارات قوية أهم من امتلاك أسلحة نووية..فما قامت به القيادة السياسية الرشيدة المصرية … حيث كشف وزير الخارجية الإيراني للجانب المصري جانبا من الوثائق التي حصلت عليها إيران مؤخرا و أظهرت خطة إسرائيل باستهداف مصر و تدمير الجيش المصرى والذي يعد الجيش الأوحد في المنطقة العربية بعد تدمير كلا من العراق و ليبيا و السودان و لبنان و اليمن و سوريا و احتلالها . و كانت خطة إسرائيل بفتح جبهتين للقتال بدعم أمريكا ؛ جبهة مع إيران باستخدام الموساد و حدود إيران الهشة و نجحت و جبهة مع مصر من خلال قافلة الصمود لكسر الحصار و فشلت .. وكانت قافلة الصمود القادمة من تونس والجزائر والمغرب بجوازات سفر أوربية تضم نحو مائتين حافلة برية الي جانب قافلة جوية و ذلك بدعم قطري بهدف اقتحام الحدود المصرية الإسرائيلية..ثم ترد اسرائيل بدفع الفلسطينيين في اتجاه رفح المصرية للانضمام للقافلة ثم اقتحام سيناء بالقوة هربا من الضرب الإسرائيلي .. فأما أن تقبل مصر بالأمر الواقع و السماح لهم بدخول سيناء …و بهذا يتحقق لإسرائيل و أمريكا نجاح مخططاتهم في إستيلائهم علي كامل الأراضي الفلسطينية و ضياع فلسطين للأبد..و بالتالي تصبح سيناء شوكة في ظهر مصر تأوي أيضا مع الفلسطينيين جميع التكفيريين من أنحاء العالم.. ..و اعلان سيناء إمارة إسلامية كما كان مخططا لها قبل أحداث 30 يونيه ..و يعقبها اعلان إسرائيل نفسها دولة يهودية و تطرد ما تبقي من ديانات أخري إسلامية و مسيحية …و ذلك بعد رفض القيادة السياسية المصرية التهجير القسري للشعب الفلسطيني. وان رفضت مصر السماح الفلسطينيين مع افراد القافلة دخول سيناء بالقوة …تتدخل امريكا بحجة حمايتهم …و ينتهي الأمر إلي مواجهة عسكرية من امريكا و اسرائيل مع مصر …… لكن بفضل الله و وعي القيادة السياسية والشعب المصري فشلت مخططاتهم الصهيونية . حفظ الله الوطن. …………………………………….. **كاتب المقال عضو الهيئة العليا لحزب الوفد