(يقول شكسبير)اذا كانت الموسيقى غذاء الروح فلتعزفوا)…. .تعد الموسيقى وسيلة تواصل تعدت تنوع اللغات لتصبح لغة عالمية من خلال تلك الاصوات والمعزوفات وتعالي اصوات الاوتار والنغمات ان نفهم ان هناك حزنا او فرح،فهي لغة تصل للمشاعر والعواطف لتحركها ووتثيرها، لتؤثر في سلوك الفرد والجماعة من منطلق الاحساس ،هذا ماجعل اطباء علم النفس من ادخالها في العلاج النفسي، من حيث تأثيرها في نبضات القلب وضغط الدم وتعديل المزاج او تعكيره ، تستخدم لمرضى التوتر الحاد وخصوصا الموسيقى الهادئة تعدل مزاجهم وتؤدي للاسترخاء والراحة، وبالعكس ايضا قد استخدمت في تجارب على السجناء نوع الموسيقى الذي يكرر نفس النغمة ولمرات عدة كعقوبة مؤثرة نفسيا، فهي تؤثر في هرمونات السعادة وهرمونات التوتر. كما تعد وسيلة لتحرير الطاقات النفسية المكبوتة والتعبير عن الذات وهي اختيار ترفيهي بالنهاية . . تساعد النغمات الهادئة مرضى القلق والتوتر وتفيدفي زيادة القدرة على الحفظ وتحسين الذاكرة حيث قامت دراسة ميدانية بأخذ مجموعة من الاشخاص ووضعوا تحت تأثير الموسيقى من نوع معين هادئ وبعضهم بصمت وطلب منهم قوائم تتضمن حروف وارقام، ثم طلب منهم حفظها، وكانت النتيجة ان الافراد الذين استمعوا للعزف الهادئ هم الاكثر حفظا. سماع نغمة معينة او معزوفة ما قد تحيي الذكريات الموجعة او السعيدة وتجعلنا نتذكر الاماكن والاشخاص الذين عشنا يوما معهم، تأثير سحري وفوري يؤدي للفرح او الحزن وكانها وضعت في خزنة الفكر والذاكرة لتخرج حين سماع موسيقى مشابهة لها، هذا يظهر التفاعل بين العقل والدماغ والموسيقى . استخدامها في اغلب المهرجات والاحتفالات لكونها تملئ المساحة الزمنية والفراغ بشكل ايجابي. ظهور الموسيقى لاول مرة.. لابد ان تردد اصوات زقزقة العصافير وصوت هبوب الريح وتحرك اوراق الشجر هي اول اصوات سمعتها البشرية البدائية ومنها تشكل صوت الاواني والقدور تكرار الاصوات شكل الموسيقى الاولى التي استخدمها فيما بعد في تقديم القرابين للالهة ثم طقوس المعابد وصولا الى احتفالات اكثر تطورا وحداثا من مهرجانات تعبدية واحتفالات شعبية.وجدت رسوم صخرية تعود الى 4000 عام ووجدت في معابد مصرية افراد يعزقون على الات تشبه القيثارة ،كذلك اواني فخارية يونانية تصور مشاهد موسيقية رسمت على اواني وادوات فخارية وتقدم المخطوطات اليدوية التي تعود للقرون الوسطى رسوم قد رسمت بالحبر ,وورق الذهب.وفي اليابان الات موسيقية تعود الى 6000 عام مصنوعة من الطين ومثقوبة من الجانب ينفخ فيها تظهر اصوات ، وفي الصين اجراس الفخار والات البرونز .وفي اليونان استخدموا صنجات الاصابع والطبول الاطارية .واستخدموا ادوات تشبه الصفارة ثم الناي وعزفوا فيه في الحقول . اما انواع الموسيقى فهي عديدة (الجاز ،البلوز الروك، البوب، الهيب، هوب، الكانتري وغيرها)،. الموسيقى تشابه الفنون الاخرى، فهي تعبر عن الحالات الوجدانية والانسانية المختلفة مثلها مثل الرسم ، حيث ان الرسام يستخدم فرشاته والوانه في التعبير عن الحب والفرح والحزن.كذلك الموسيقى حين ينسجها الموسيقي العازف لينتج اعذب الالحان المعبرة عن نفسية الافراد ، هذا ماجعل الاستخدام الواضح للموسيقى في الاعلانات ،حيث من خلالها يعبر عن نوع المنتج وترويجه الموسيقى المبهجة تزيد من نوايا الشراء ، والموسيقى الحزينة تؤثر ايضا في التعرف على الاعلانات التجارية وعلى مستوى انتشار المنتج . المسرحيون ايضا ادخلوا الموسيقى في المشاهد المسرحية وجعلوا الموسيقى تظهر في مختلف مواقف الفرح والحزن والصدمة والقلق ، حيث انها تدعم المشاهد الايقاعية وتظهر وتكشف عن شخصية البطل وعواطفه تكشف عن تصاعد الاحداث . اما في السينما فأن استخدام الموسيقى التصويرية امر لابد منه حيث ان اشراك الاذن والمسامع يلفت الانتباه الى خطوات وتحركات شخصيات الفلم ويكشف عن ابعادها وسلوكها ويخلق اجواء وتثير مشاعر المتلقي وتعزز العواطف وتواكب الاحداث وتسلسلها . ولايمكن اغفال التطور الحاصل في عالم التكنولوجيا والحاسوب ، وتمكينها من خلال الدقة والسرعة والوضوح والتركيز الدقيق الذي يضيف مسحة جمالية خاصة في التوزيع الموسيقي المنظم وامكانية استخدام اساليب المونتاج والقطع والحذف والدمج في المقاطع الموسيقية .