لعبت الموسيقى دورا مهما فى ثقافات البشر وتشكيل أغلب الحضارات القديمة.. عزفت فى الحروب وفى الأفراح والمسرات والمناسبات الدينية والذكر والتراتيل الجماعية واستخدمت لتحية الضيوف والتحذير من هجوم الأعداء ولإيقاظ النائمين، واليوم يحدثنا عنها د. مجدى بدران استشارى الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة زميل بمعهد الطفولة بجامعة عين شمس عن تأثيرها على العلاج، فيقول: للموسيقى تأثير على الجسد والعقل والحالة النفسية والعواطف فتمنح البهجة، وتحيى الذكريات، وتلهب الحماس، مضيفًا أن رحم الأم هو أول مدرسة موسيقية يتأثر بما يسمعه الجنين، فتشكل أصوات ضربات قلب الأم الموسيقى التصويرية التى تعمل 24 ساعة متناغمة منتظمة ذات إيقاع محبب فريد يطبع فى ذاكرة الجنين، مرادفا للأمن والأمان والاستقرار فى جنح ظلام الرحم حتى يخرج الطفل بالولادة ولا يشعر بالأمان مرة أخرى إلا كلما احتضنته الأم أو أرضعته، حيث تنقل أذنيه الصغيرتين دقات قلبها من جديد. وتابع: الأطفال يفضلون النغمات والأصوات والموسيقى التى سمعوها خلال حياتهم داخل الرحم، وذلك فى الاسترخاء النفسى للتخلص من التوتر ونوبات البكاء وموجات الخوف ولذلك فإن سماع صوت الأم للموسيقى الهادئة مهم لنمو وتطور الجنين والوليد، مشيرًا إلى أن الجنين يمكنه أن يسمع من الأسبوع العشرين من الحمل ويتذكره بعد الولادة ويتذكر أيضًا الموسيقى التى تعود على سماعها خلال فترة الحمل مما يعنى إمكانية تثقيف الجنين بل تعليمه قبل أن يولد فالأطفال يسمعون أمهاتهم قبل أن يرونهم ويتعلقون بهن وبأصواتهن ولو كانوا فاقدى البصر، ومن الغريب أن الأصوات العالية والضوضاء تصيب الجنين بالتوتر وتكدر صفاءه وتشحنه بكيمياء الغضب. وأوضح بدران أن مكونات الموسيقى من ألحان ونغمات وإيقاع وتزامن يمهد للطفل كيفية التحدث باللغة، فتقوم الموسيقى بإعداد الأذن والجسم والمخ لترجمة ودمج وإنتاج الأصوات اللغوية، وبالتالى يمكن أن تعتبر الموسيقى اللغة الأولى للطفل قبل أن يتكلم ومن الأهمية أن نجعلها اللغة المغذية والمحفزة له على مدار حياته لتطوير الحس الداخلى لديه ولتعميق إحساسه بالجمال الذى افتقدناه مما يجعل سلوكه أجمل وأداءه أفضل وحياته أرقى. وأكد بدران أن دروس الموسيقى تجعل المدارس جاذبة للأطفال كونها تحسن نوعية الحياة فى البيئة المدرسية، مشيرًا إلى أن من الأهمية لمكان تعليم الأطفال والغناء الجماعى لأنه يفيدهم لغويا ونفسيا ومناعيا، خاصة فى مرحلة الروضة حتى لا يشعروا بمرارة فراق الأم والاشتياق إليها، كما أن الموسيقى تكسر الرتابة والملل والتعليم التقليدى. وينصح د.بدران الأمهات بالغناء لأجنتهن وأطفالهن مهما كان صوتها، فهو عذب ومغذى ومفيد للطفل.