مع تراجع أسعار النفط العالمي التي دخلت حيز التنفيذ المباشر وغير المباشر منذ ثلاث شهور ، خصوصا إذا قلنا بعد عودة اترامب إلى كرسي الرئاسة الأمريكية وحديثة المتصاعد منذ أيام الحملات الانتخابية عن مشاريع اقتصادية تختص بالداخل والخارج الأمريكي .، فهي أسعار تراجعت منذ مجيء اترامب ومن دون أدنى رؤية استراتيجية لبعض الدول التي من خلالها تستطيع عدم الوقوع في شراك الأزمات الدولية ، والتي لو أخذنا نبحث عنها نجد هي أزمات إقتصادية في واقعها الخارجي تتمثل بطلب مباشر من الرئيس الأمريكي بزيادة الإنتاج النفطي للتقليل من الازمة الداخلية في واقع الطاقة الكهربائية والصناعية وما اشبه ، اي أزمات اقتصادية في طابعها العام ، ولكن في طابعها الخاص نجد من ورائها أهداف جيو سياسية دولية يراد لها الضغط المستمر على دول غربية وشرقية .، كالحصار المفروض اليوم على إيران .، كما قبول روسيا بهذا الوقت المفصلي بزيادة الإنتاج النفطي حسب الضغط الأمريكي جاء نتيجة تخادم المصالح الاستراتيجية المتبادلة مابينها وبين أمريكيا في واقع الحرب الأوكرانية ، لذا نعلم من خلال تراجع أسعار النفط العالمي هناك واقع جديد في أوربا ومنطقة الشرق الأوسط .. ويراد تحقيقة ولو جاء ذلك على حساب التضحية بجزء بسيط متقابل مع جزء آخر ، يتمثل بالطرح المتوازن أو التخاسر المتبادل ..وهو كل آتي اولا تقبل روسيا بزيادة الإنتاج النفطي لصالح أمريكيا الداخل والخارج مادامت الأخيرة تشهد أزمة داخلية خصوصا في قطاع الطاقة الكهربائية والصناعية ، فامريكا تشهد أزمة داخلية مابين شعبها قد تنتهي بها إلى تعجيل النهاية ، كما ازمتها المستمرة مع المحيط الإقليمي معها هو أيضا أخذت تشكل خطر ، فمثلا المكسيك ودول أخرى عديدة مثل البرازيل ، فضلا عن التعالي على دول أوربا الغربية ، فهي لم تراعي العقل السياسي .، وهنا تحتاج إلى إعادة ترتيب الأوراق من جديد ولو على شكل مؤقت .، مستند في ذلك إلى أمرين الأول حاجة الصراعات والأزمات ، والثاني عدم المانع الذي يذكرها بالسابق البعيد مابين أمريكا والاتحاد السوفيتي ، فعلى طول الخط كان يحدث تخادم استراتيجي متاقبل من حيث المصلحة على حساب مصلحة دول أوروبا الليبرالية ، وعلى حساب الصين الشيوعية ، فكان التخادم يأتي لدفع التقدم الصيني مادام يشكل خطرا على أمريكا ، وفي المقابل دفع تقدم بعض الدول الأوربية مثل ألمانيا وفرنسا مادامت تشكل خطرا على الاتحاد السوفيتي السابق ، فواقع التخادم اليوم مابين الامريكان والروس وإن كان مستند إلى حاجة الصراعات والأزمات الداخلية والخارجية التي تستعدي التخادم مابين الخصوم ، أيضا عدم المانع الذي هو الآخر كان سابقا متواجد بقوة في واقع التخادم العجيب مابين الفكر اللبيرالي الحر ومابين الفكر الاشتراكي المتحكم ، __ ثانيا تعمل بالمقابل أمريكا وفق الاتفاق المتبادل مابينها وبين روسيا ، على إيقاف الدعم السياسي والامني والعسكري الكبير إلى أوكرانيا ، واقرب دليل على مانقوله هو اللقاء الذي حصل مؤخرا مابين اترامب وزيلينسكي والذي من خلاله يتبين لنا ذلك اكثر ، خصوصا عندما نراجع حديث اترامب كيف هو عمل على تصعيد حدة حديثة مع زيلينسكي ، كرسالة لبوتن أن مستعد لإنهاء الحرب الدائرة من دون خسارة روسية مادامت الأخيرة قبلت في مشاريع تريدها الإدارة الأمريكية الجديدة .، وهي أيضا في ذات المقام تعتبر رسالة للدولة العربية في ذات الوقت التي يجب عليها دفع ما عندها من اموال كبيرة للمتزعم الاستكباري ، والقبول بمشروع الشرق الأوسط الجديد الخاص بتقسيم ثلاث دول عربية ، وتخريب دولتين أخرى ، أي كما ضحت روسيا بالاسد ، ضحت أمريكا بزيلينسكي ، مادامت البراكماتية الأمريكية تستوجب كل ما يقف أمامها والمنهج الليبرالي سيدها في ذلك .، وسوف نأتي في فصول لاحقة إن شاء الله تعالى نتحدث من خلالها عن طبيعة المفاوضات الشرقيةوالغربية ودخول الواقع الاقتصادي .،