هناك سؤال يدور فى ذهنى دائماً, و ربما يسأل مبارك نفسه الآن , و هو خلف القضبان , سؤال كأنت أود أن أساله ل رئيس السابق و إلى كل من يدور حوله و يسبح بحمده , سؤال ربما يعجب البعض من سماعه أنه ليس سؤال فقط , بل كم من الأسئلة يدور فى ذهنى .0 كيف تخفى فى حياتك ثلاثون صفحة سوداء ؟ كيف تنجو من دماء الأبرياء ؟ أستعين ببعض الأبيات فى قصيدة أرحل للشاعر الكبير فاروق جويده , كتبها الشاعر فى رحيل بوش و اليوم أنا أستعين بها بعد رحيل مبارك ,و سقوط النظام الفاسد و إذا أغتسلت من الذنوب فكيف تنجو من دماء الابرياء و إذا برئت من الدماء فلن تبرئك السماء لو سال دمعك ألف عام لن يطهرك البكاء كل الذى فى الارض يلعن وجهك المرسوم من فزع الصغار وصرخة الشهداء أخطأت حين ظننت يوماً أن فى التاريخ أمجاداً لبعض الأغبياء ..0 اليوم و بعد أن انتهت ثلاثون عاما فى كرسى الحكم هل تجلس أمام المرآة و تنظر إلى نفسك و تحاسب نفسك قائلاً :- ماذا فعلت ؟ , هل تعلم أن دماء الشهداء هى التى أوقدت نار الثورة ,أنى أتحدث إليك غير شامت , أنى أتحدث إليك و أنا فى ذهول , كيف بعد أن كنت أنت الحكم , و فى يديك مفاتيح أبواب طرق الإصلاح و التغيير كيف تخطأ الطريق , أتعجب كيف كنت تقف أمام أرادة الشعب , أعلم أن لكل نظام سياسى أخطاء و سلبيات و لكن نظامك السياسى شاخ و ترهل , و أصبح يعبد فى الأرض , ثلاثون عام من الأخطاء و السلبيات , أين الايجابيات التى كانت تتحدث عنها و أين الحرية التى كنت تنعق بها , سل نفسك أين ذهبوا كلابك الآن , كنت تصنع الأحزاب و الزعامات و القيادات بقرارات رئاسية , و هذا معناه الجمود و الركود فى عالم متغير و متطور هل أيقنت اليوم أن الظلم لن يتفوق على الحق , 30 عام و أنت تسوق الشعب و كأنك راعي غنم تسوق القطيع بالكرباج و العصا , 30 عام ننادى بالإصلاح و التغيير و النهوض من حالة الركود , وبدلاً من أن نجد أبوابك مقتوحه أمامنا , وجدنا أبواب المعتقلات ترحب بنا , و كنا نجد فيها , أسوء معامله , أنظر إلى هتلر , لقد قتل اليهود من أجل شعبه , و أنت قتلت شعبك من أجل اليهود .0 أنا لا أعلم هل أنت مصرى , أقصد هل مكتوب فى البطاقة الشخصية فى خانة الجنسية مصري , و أن كان هذا صحيحاً و أنا مجنوناً كالعادة , أذاً لماذا كانت تقف أمام أرادة الشعب , و تسكت على هذا الفساد الدامي , هل كانت تقراء الجرائد , أو تشاهد التلفاز , هل كانت تعلم أن هناك فساد يحتاج إلى أرادة قوية و رؤية مستقبلية , لنمو و التقدم والرقي الأخلاقي , و عندما جلست على كرسى الحكم أزداد الفساد فساد , و غيم الضباب على العيون , فأصبحت الرؤية طشاشاً , و أصبحنا دولة تحت خط الصفر , ابتسمت لك زخارف الدنيا فظننت الأمر سهلاً مهلاً , فنحن أن سامحناك و صفحنا عن الماضي , فلن تسامحك دماء الشهداء , و لن تسامحك طفله ظلت تصرخ من الجوع حتى قتلها , لن يسامحك رجلً طلب الحق فينا قتلته عصابة الجلاد , اليوم رحلت عنا , و رحلت معك عصابة الإفساد , مطلوب أنت للعدالة , ليس فقط بسبب دماء الابراء , أو كسب غير مشروع أو قتل و تشريد شعب بأكمله , بل لأننا نادينا بالتغيير فوصفتنا بالغوغاء , فقولت صحافة حمقاء , و وصفتنا بالفوضويين أصحاب أجنده غرباء , اليوم سوف تحاسب على عدم قراءتك للجرائد , أو استماع و مشاهدة التلفاز , ألم تعلم أن لكل ظالم نهاية , ألم تقراء فى التاريخ عن كل هؤلاء الطغاه الذين حكموا البلاد , ألم تعلم يوماً أن القاتل يقتل , ألم تعلم يوماً أن لكل حاكم ظالم مشنقة على مقاس رقبتة , فانا و أى مفكر عاقل , لا نؤمن لحظة , بأن النظام الحاكم ذات الحزب أو الحزبين , نظام يصلح لادارة البلاد بل هذا النظام لا يجلب الا الخراب و الدمار , أن الحكومة السابقة حكومة عقيمة , ليس لأنها لم تستطيع إدارة البلاد فقط , بل لأنها كانت تطمس الحقيقة عن عيون الناس , و يقتلون كل صوت يعلوا و ينادى بالحرية , أنا لا أعلم هل كنت تعلم أن دولة الظلم ساعة و دولة الحق كل ساعة و إلى قيام الساعة , و اليوم تقوم دولة الحق .0