نهاية العراق .. تصدرت هذه العبارة غلاف عدد هذا الأسبوع من مجلة "تايم" الأمريكية، وذلك في إشارة إلى التطورات الأخيرة التي يشهدها هذا البلد، والتي تتمثل في سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على مدن عراقية هامة مثل الموصل. تتكون صورة الغلاف من رسم لخريطة العراق ودول جواره، ويظهر فيه العراق مختفيا من الخريطة وعلى أطرافه من جهة سوريا ألسنة نيران، وذلك في إشارة إلى أن هذه الأزمة قد تتسبب في احتراق العراق بأكمله، كما أنها لن تتوقف على العراق وحسب، وإنما تمتد نيرانها إلى سوريا. وقالت المجلة في مقال بالعدد حمل نفس العنوان إن الانتصارات العسكرية المفاجئة لمسلحي "داعش" تهدد بتفجير اضطرابات هائلة في الشرق الأوسط بأكمله. واعتبرت "تايم" أن حربا أهلية بدأت بالفعل في العراق بعد أن أذكت نيرانها الصراعات الطائفية، وهي الصراعات التي أودت بحياة أكثر من 160 ألف مواطن في سوريا المجاورة. وأضافت أن هناك إمكانية أيضا لأن تنضم إيران إلى هذا القتال، كما أن الأمريكان لديهم قلق حيال منطقة الشرق الأوسط، لاسيما وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد لا يتمكن من الاستمرار في صمته حيال ما يجري في سورياوالعراق (حسب المجلة). وأشارت المجلة إلى أنه في الوقت الذي حقق فيه مسلحو التنظيم تقدما في السيطرة على مناطق بشمال العراق منتصف الشهر الجاري، صرح متحدث باسم التنظيم بتصريحات يسخر فيها من عدوه المهزوز، وهو نظام رئيس الوزراء نوري المالكي. ولفتت إلى أن هذه التصريحات تضمنت وصف المالكي بتاجر الملابس الداخلية، مع التحذير من أن مقاتلي داعش سينتقمون من المالكي ونظامه الشيعي، وأن هذا الانتقام لن يكون من خلال السيطرة على العاصمة بغداد، فقد يكون من خلال إخضاع مدينتي النجف وكربلاء التين تضمان عددا كبيرا من أهم أضرحة الشيعة.