يعتقد كثير من الشباب أن فترة الخطوبة محطة لتفريغ الشهوات والعواطف سواء أكان هذا عن طريق الكلام، أو الفعل، أو غير ذلك، فيتبادل كل منهما الكلمات التي تثير العواطف ، وتحرك الشهوات.. وتبدأ حينها التنازلات عندما تبدأ الخلوة بينهم بحجة (إنهم لازم يتعرفوا على بعض) ثم يليها الدلع من الجانبين الشاب والفتاة .. فيتجرأ الشاب بحكم ما بداخله من شهوات وكبت أن يطلب من خطيبته مثلا قبلة في التليفون وطبعا سترفض الفتاة فى البداية بحكم تربيتها ودينها.. ولكن يأبى الشاب أن ينتهي الأمر بهذه السهولة فيعيد شيطانه الوسوسة له لكى يطلبها من جديد حتى إن غضبت تلك المرة يقول لنفسه سوف أصالحها وسأطلبها منها مرة أخرى في وقت لاحق .. وتحت إصرار الشاب وفي ظل ضعف الفتاة وخوفها من فقدان العريس تبدأ عملية التفريط التى تبدأ بقبلة فى التليفون وتنتهى خطوات الشيطان بهما إلى شكوى الفتاة التى تقول (خطيبى بيطلب منى ممارسة العلاقة الجنسية من خلال التليفون)… خلاص حنتجوز وفى النهاية تجد كما ليس بقليل من مشاكل البنات تحت عنوان (فترة الخطوبة) التى تستغيث منها الفتاة وتسأل ماذا تفعل مع خطيبها الذى بدأ معه الأمر بقبلة من خلال التليفون وبعدها بدأت التنازلات ومن ثم القبلات عند لقائنا فى الحقيقة (بحجة إننا خلاص حنتجوز ولازم نتعود على بعض وكلها كام شهر وهابقى مراته قدام كل الناس ومافيهاش حاجة) حتى وصل الأمر الى إننا "بنمارس الجنس عبر التليفون بشكل يومى ومش عارفة أعمل ايه؟ ولا ممكن الأمور بعدها تتطور بإيه؟" صعب الفرملة تقول الاستشارية الأسرية والتربوية مانيفال أحمد: كما بدأت كلامك.. هي بالفعل خطوات الشيطان.. تحت مسمى الحب أو بحجة "اننا خلاص حنتجوز" أو بحجة "ان الي بنشوفه في الشارع والتليفزيون مش قليل " يقع بعض الشباب في هذه التجاوزات، وللأسف فمن يسير في هذا الطريق أحيانا يصعب عليه التراجع أو الفرملة.. فلن تعود القبله واللمسة كافية، لأنها مع الوقت وفي ظل مايحيط الشباب من مشاهدات على الشاشات وفي الشارع بالفعل، لن تكون ممارسة الجنس عبر الهاتف كافية ولا مشبعة، بل بالعكس سوف تزيد من احتياجهم للمارسة جنس حقيقي وحدوث تلامس حقيقي. ألم نفسى وتتابع مانيفال: وبعد ممارستها تسبب للبعض ألما نفسيا يصل بالبعض منهم لأنهم ممكن يكرهون أنفسهم أو الطرف الآخر وللأسف بنات كتير بتضعف تحت ضغط حجة "اننا خلاص حنتجوز" و "يرضيكى يعني وانتى معايا اعمل حاجة حرام" وكأن الخطوبة تبيح لهم مايفعلون وترفع العائق الشرعي، وأيضا بحجة إثبات حبها له وثقتها فيه تستسلم وتسلم .هناك استشارات وردت وقصص مرت عليٌ بتقول ان في مواقف كثيرة يترك الخاطب الفتاة بحجة انها سلمته نفسها ولو بالصوت، وانها خانت اهلها فممكن تخونه هوا مستقبلا.. أو حتى بدون هذا وذاك.. كم من خطوبة لم تستمر ولم تنته بالزواج لأي سبب أو خلاف؟؟ غياب الهدف والمعرفة وتنهى المستشارة الاجتماعية مانيفال أحمد حديثها قائلة: من أسباب المشكلة غياب معرفة الهدف من طبيعة المرحلة "الخطوبة"، وكما قلنا سابقا إنها ليست إلا فترة تعارف فقط، اختبار لصحة اختيارنا، واكتشاف للطرف الآخر ولأنفسنا معه والتركيز على النقاط المشتركة والاختلافات وهكذا.. ومن الطبيعي أنه مع الوقت تنمو المشاعر، لأننا بشر لا حجر، ولأن ظهور المشاعر أمر طبيعي فقد وجدت ضوابط وحدود وكيفية للتعبير عن هذه المشاعر، وهذه الكيفيات لا تسمح بأي حال من الأحوال بوصول العلاقة إلى حد ممارسة الجنس عبر الهاتف.. حتى أن حجة اننا نتحدث عبر الهاتف وأن مفيش حاجة بتحصل بجد، بتلمس مع قول بعض الفتيات "المهم اني لم أفقد أعز ما أملك "عذريتي" وكأن البكارة هي أعز مالديها ، وهي مش شايفة ان هي نفسها وعذريتها العاطفية والنفسية أهم وأغلى وأعز.. مش لازم نمارس جنس كامل حقيقي عشان نفقد عذريتنا، كفاية اننا فقدنا حياءنا وعذريتنا امام انفسنا، في الختام تحضرني مقولة أن من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه.. مهم أننا نعيش كل مرحلة وفقا لهدفها وطبيعتها، فلكل من الخطوبة والعقد والزواج نكهة مختلفة وفرحة مختلفة، والمرور بكل مرحلة دون تجاوز حدودها يجعلنا نشعر بطعم المرحلة التي تأتي بعدها. الخطوبة من الناحية الشرعية ويقول الدكتور عصام الشعار عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين: إن فترة الخطبة ليست محطة لتفريغ الشهوات والعواطف سواء أكان هذا عن طريق الكلام، أو الفعل، أو غير ذلك، ولا يجوز تبادل الكلمات التي تثير العواطف، وتحرك الشهوات، ويحل للخاطب أن يجلس مع مخطوبته في وجود محرم، ويتكلم معها في حدود ما يسمح به العرف المنضبط بالشرع، حيث إنها ما زالت أجنبية عنه حتى يعقد عليها. والحديث بين المخطوبين حديث جاد، أو كما سماه الله تعالى (وقلن قولا معروفا) فليس هو حديث الحبيبين، أو العاشقين، وليس فيه كلمات الغزل، ولا كلمات الحب والعشق فضلا عن ألفاظ الزنا .. ليست متنفسا للشهوة ويتابع الشعار: فالخطبة لا تحل حراما، ولا تقرب بعيدا، ولا تهدم السدود، ولا تزيل الحدود، وقد يحسب كثير من الناس أن الخطبة متنفس للشباب والفتيات تسمح لهم بإخراج ما تفيض به المشاعر، وبث ما تحمله القلوب، وتنطوي عليه الضلوع، بل يحسبها البعض متنفسا لإفراغ الشهوة المكبوتة… فتحملق العيون، وتتسع الحدقات، وتنطلق الألسنة هادرة سابحة، وقد يقف البعض بالخطبة عند هذه المحطة. وقد يستمر آخرون فيستحلون كل حرام باسم الخطبة، ويحصلون على كل ما يريدون باسم الحب. والحق أن هذا كله ليس من الإسلام في شيء، فالخطبة للتروي والاختبار، والاستشارة والاستخارة، وللمدارسة والمكاشفة حتى يمضي هذا العقد الغليظ، أو يرى صاحباه أنهما أخطآ الطريق فيفترقا. أما إشباع الحواس المتعطشة بدءا من العيون، ومرورا بالآذان، وختاما بالجوارح فلا يكون إلا بعد الزواج. بل إن على المخطوبين إذا أحسا بأن حواسهما تنازعهما نحو الحرام، وأن الوئام أصبح حبا لا يقاوم، وأن هذه العاطفة القلبية أصبحت تتمشى في جوانب النفس، وتترسم على الجوارح عليهما حينئذ أن يعجلا بالعقد أو يكفا عن هذه الجلسة. نصيحة للخاطب ويختتم عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين عصام الشعار حديثه قائلا: وختاما أقول للخاطب الذي يطلب من مخطوبته أن يمارس معها الفحش عبر الهاتف إذا أردت أن تبدأ حياة سعيدة مع من اختارها قلبك فإياك أن تعكر ذلك باقتراف الحرام فلا خير في أمر يبدأ بمعصية الله عز وجل. والله أعلم