تناولت العديد من الحضارات والثقافات الكثير من القصص والأساطير القديمة سواء أكانت في بلاد الرافدين أو بلاد النيل أو بلاد أخرى مثل السند والهند والصين والاغريق والرومان وفارس وبيزنطة وأرض الجزيرة العربية والخليج وغيرها من البقاع. ومن الأساطير التي وردت في حضارة بلاد الرافدين هي إسطورة البحث عن الخلود وأبطالها الرئيسين هم جلجامش ملك أوروك أو الوركاء وصديقه الحميم أنكيدو. كان جلجامش وبحسب الاسطورة ذا جسم خرافي بهيئة مركبة نصفها جسم حيوان والنصف الآخر جسم إنسان فضلا عن قامته الفارعة وعضلاته المفتولة الكبيرة. كان جلجامش ملكا قويا لا يرعوي لأي معركة أو حرب فضلا عن قسوته المعهودة كي يحقق رغباته الشخصية ويقوي حدود مملكته الواقعة جنوبالعراق وفي أرض سومر والتي تسمى أيضا بأرض شنعار. بعد ان شعر هذا الملك وبعد مدة من الزمن أنه أصبح على مقربة من الرحيل عن هذه الدنيا وخوفه من الموت والفناء ، فكر في طريقة للحصول على الخلود الأبدي ، إذ جمع مستشاريه والكهنة وأخبروه بأن هناك عشبة تسمى عشبة الخلود من يتناولها تمنحه الآلهة الخلود الأبدي ولكن بعد اجتيازه الكثير من الصعاب في الغابات حيث يمكث خمبابا الشيطان ويعبر عدة بحور ودون ان ينام وما إلى ذلك من الشروط . وبعد أن قرر هو وصديقه القوي أنكيدو الولوج في هذه المهمة الشاقة نفذاها وبصعوبة بالغة حتى وصلا عشبة الخلود . وحين العودة أخذهم النوم والسهاد جراء التعب والمشقة ، حتى جاءت حية تسعى فأخذت العشبة وأكلتها، وبعد أن أفاقا لم يجدا العشبة، حينها حزنا ورجعا متألمين نتيجة ذلك، وحين وصلا الى أوروك بخفي حنين إستقبلهما الكهنة والعرافين وغيرهم وأقنعوهم بأن سر الخلود يمنح فقط للآلهة أما البشر فمصيرهم الفناء والرحيل الى العالم الآخر عالم اللارجعة. *كاتب المقال