كتبت:نعيمة علي حرصت المرأة المصرية القديمة وعنايتها بعيونها ، فتؤكد البرديات ، أن المرأة المصرية بالغت في الاهتمام بجمال عيونها ، حتي تبدو ساحرة و جذابة، واستخدمت لذلك كحل وظلال للعيون ، وكانت أنواع الكحل التي استخدمته كثيرة منها كحل " الملاخيت " وهو خام أخضر مائل للزرقة من خامات النحاس ، وكحل " الجالينا " وهو خام أشبه بخامات الرصاص ، والكحل البلدي " السناج" ويحضر هذا الكحل عن طريق إحراق بذور الكتان أو قشر اللوز ، وقد استعملته حواء الفرعونية لتحديد خطوط العين من الداخل ، باستخدام المرود . وكما ظهرت المرأة المصرية كحيلة العينين نجدها أيضاً قد اهتمت بجمال حاجبيها وكان لها الفضل في ابتداع " تزجيج " الحاجبين، حيث تدخلت في شكلها حذفاً وإضافة لتصل بذلك إلي أكمل وأجمل نسبها ، واستخدمت ملاقط ومقصات صغيرة من الذهب والنحاس والبرونز لذلك الغرض . ومن الواضح في الرسوم علي المعابد والجدران أن حواء الفرعونية كانت تتعامل مع مستحضرات التجميل بخبرة ووعي وإدراك وبلا مبالغة أو إسراف، حتي إن المكياچ الذي استخدمته كان غاية في الشفافية والنعومة فلايخفي ملامحها أو لون بشرتها الطبيعي، ويتضح من دراسات البردي أنها كانت تستخدم لذلك الحجر " الثلجي " أو السيلكا ، وذلك بعد إعدادها بطحنها وتنعيمها ووضعها في أوان خاصة بذلك ، ولإضافة مزيد ً من الحيوية والجمال لوجهها لونت حواء وجنيتها بلون وردي كانت تحصل عليه من العديد من الأكاسيد الطبيعة، مثل "المغرة" الحمراء أو أكسيد الحديد الأحمر أو ثمار الرمان الجافة بعد إعدادها ، كما لونت شفاهها بطلاء أحمر وكانت تخلط هذا الطلاء بمزج الأكاسيد الطبيعية وبعض " الراتنجات " والدهون للمحافظة علي ليونة الطلاء والشفاه ،ولإكسابها بريقاً مميزاً ، واستخدمت كذلك الفرشات لتحديد الشفاه وتلوينها، وهو ما نعتبره حالياً من أحدث الصيحات في فن التجميل .