لايمكن أن نضع لهما تصوراً محيطياً لأننا ببساطة لايمكن لنا أن نجد كوناً أخر نقيس من فوق سطحه متغيرات جلد السياسة والثقافة كلمات قد تنكمش فتختفي داخل الذرة , وتتمدد لتغطي كل المجرة . وفي محاولات بائسة يائسة مني أحاول ان أضع تصوراً لهما . السياسة هي : هي الإجراءات و الطرق المؤدية لاتخاذ قرارات من أجل المجموعات و المجتمعات البشرية ومع أن هذه الكلمة ترتبط بسياسات الدول و أمور الحكومات فإن كلمة سياسة قد تستخدم أيضا للدلالة على تسيير أمور أي جماعة و قيادتها و معرفة كيفية التوفيق بين التوجهات الإنسانية المختلفة و التفاعلات بين أفراد المجتمع الواحد بما فيها التجمعات الدينية و الأكاديميات و المنظمات . وتعرف السياسة بكيفية توزع القوة والنفوذ بمجتمع ما أو نظام معين . ومشكلة هذا التوصيف تغيير جلد السياسة تبعاً لظروف طارئة قد تؤدي أحيانا للنقيض . وبالتالي مبدأ الثبات في السياسة مبدأ لا وجود له في الأساس . أما الثقافة هي : سر الخلطة السرية السحرية التي يستمدها الإنسان من أصول المعارف والفنون والعلوم والقانون وهي تهذيب النفس وصقلها وحملها على رد فعل إيجابي متحضر تجاه أي حدث , ثقافة رد الفعل المفاجئ بطافة تحليل دم لثقافة المنفعل . تعمل الثقافة على تطوير الذات وإكتشاف المهارات وتفعيل القدرات وإزالة الحواجز بين الشعوب واللهجات واللغات والمعتفدات , التلقيح الثقافي ينتج جينات ثقافية جديدة قادرة على مواجهة التحديات التي تواجه كوكب الارض . السياسة قد تفسد الكثير لانها تعتمد في الأساس على المصالح أما الثقافة تُصلح ما تفسده السياسة لا نها تعمل للصالح دون المصالح . تختلف الحكومات في السياسة وتلتقي الشعوب في الثقافة . حينما وقفت على منصة اليونسكو بباريس في حفل تكريمي سفيراً للسلام العالمي أطلقت تلك الجملة التي سجلها العلم عني وتم ترجمتها إلى العديد من اللغات العالمية : (( ما تفسده السياسة تُصلحه الفنون والثقافة )) *كاتب المقال (رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب)