الإعابة سلوك مشين ، وظاهرة إجتماعية سيئة يمارسها الكثير من البشر ، حتى أصبحت الإعابة عندهم هواية ،وتحولت لمرض نفسي يصعب العلاج منه ، فهؤلاء يسعدون عندما يخوضون في عيوب الأخرين ويشنعون بهم ، ويتحدثون عن زلاتهم وهفواتهم التى لم يسلم منها أحد سوى الأنبياء . دعونا أولا : نفهم معنى الإعابة في اللغة – إعابة : مصدر أعاب – وأعاب الشخص ، أي عابه وذمه وجعله ذا عيب ومنقصة ، وذلك بإظهار مساوءه ، أو تصيد الخطأ له ، أونسب العيب إليه وذكر النقص فيه . يقول الله تعالى في كتابه العزيز "أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا " فأردت أن أعيبها .. أى أجعلها ذات عيب لينفر منها الملك الظالم ويتركها لأنها أصبحت معيبة . فإنشغال الإنسان بعيوب الأخرين من أجل إحتقارهم والتقليل من شأنهم ، وتقبيح أعمالهم ،وتجاهله لعيوب نفسه والغفلة عنها ، ومدح نفسه دائما وتفضيلها على الأخرين يجعله سيء الخلق وينفر منه العباد والدواب – ويصدق عليه قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( إذا قال الرجل هلك الناس ، فهو أهلكهم ) .. أى هو أسوء حالا منهم ، ومن حسن إسلام المرء تركله ما لا يعنيه " ، فمن الرجولة والنخوة أن يترك الإنسان البحث في أشياء لا تخصه ولا تعنيه في شيء ، مراعاة لحقوق صاحبه ، فلم يعب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أحد قط ، لا من أصحابه ، ولا من أعدائه ، لأن الإعابة خلق ذميم ترفضه الفطرة السليمة ،وتنفر منه النفس السوية . فما أحوجنا جميعا إلى محاربة هذا السلوك القبيح والأخذ على أيدي الذين يعيبون الأخرين ويحتقرونهم ، حتى تسلم مجتمعاتنا من أحد أهم أسباب الفرقة والبغضاء والكراهية وحتى يحيا الجميع في أمن وسلام .. وفي النهاية أقول لنفسي ولمن أصيب بفيروس الإعابة _كفانا جهل وعصبية . فلابد ان نستعلي عن الهوى، ونتخلص من امراض القلوب كالأنا والكبر والغرور والتشبث بالراى وعدم احترام الاخر والانانية وحب النفس . حفظنا الله وإياكم من كل خلق ذميم وسلوك قبيح