مستوطنون إسرائيليون يهاجمون بلدة بروقين في الضفة الغربية ويحرقون المنازل    شهداء وجرحى في غارات الاحتلال المتواصلة على قطاع غزة    ضبط عامل لسرقته الشقق السكنية بمواقع تحت الإنشاء بمدينة 15 مايو    شوبير الأب والابن الأفضل في تقييم إكرامي.. والحضري يتفوق على الشناوي (فيديو)    لم يصل إليها منذ شهر، قفزة في أسعار الذهب بعد تراجع الدولار وتهديد إسرائيل لإيران    في يومه العالمي.. احتفالية بعنوان «شاي وكاريكاتير» بمكتبة مصر العامة بالدقي    «التنسيق الحضاري» يطلق حفل تدشين تطبيق «ذاكرة المدينة» للهواتف الذكية    مجدي البدوي: علاوة دورية وربط بالأجر التأميني| خاص    مصر ضمن أكثر 10 دول حول العالم استهدافًا بالهجمات الرقمية    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة| الأهلي ضد الزمالك في نهائي كأس أفريقيا لليد    حقيقة انفصال مطرب المهرجانات مسلم ويارا تامر بعد 24 ساعة زواج    بسمة وهبة لمها الصغير: مينفعش الأمور الأسرية توصل لأقسام الشرطة    انتقادات لاذعة لنتنياهو واحتجاجات بعد إعلانه تعيين رئيس جديد للشاباك    رئيس البنك الإسلامي يعلن الدولة المستضيفة للاجتماعات العام القادم    انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوي الشرقي في المنيا يُخلف 4 قتلى و9 مصابين    قائمة أسعار تذاكر القطارات في عيد الأضحى 2025.. من القاهرة إلى الصعيد    بصورة قديمة وتعليق مثير، كيف احتفت هالة صدقي بخروج عمر زهران من السجن    سقوط مروجي المواد المخدرة في قبضة مباحث الخانكة    تكريم سكرتير عام محافظة قنا تقديراً لمسيرته المهنية بعد بلوغه سن التقاعد    لجنة التقنيات بمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب تعقد اجتماعها الأول    شيخ الأزهر يعزي المستشار عدلي منصور في وفاة شقيقه    صبحي يشارك في مناقشة دكتوراه بجامعة المنصورة ويؤكد: الشباب محور رؤيتنا للتنمية    مراجعة مادة العلوم لغات للصف السادس الابتدائي 2025 الترم الثاني (فيديو)    هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة «كريت» اليونانية (بؤرة الزلازل)    انفجار كبير بمخزن أسلحة للحوثيين فى بنى حشيش بصنعاء    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. النيران تلتهم عشرات السيارات والمنازل بكاليفورنيا جراء تحطم طائرة.. نتنياهو يتحدى القضاء ويعين رئيسا جديدا للشاباك.. بوتين يعلن منطقة عازلة مع أوكرانيا    مدفوعة الأجر.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    مصرع 4 أشخاص وإصابة آخر في تصادم سيارتي نقل على طريق إدفو مرسى علم    ضبط مركز أشعة غير مرخص فى طهطا بسوهاج    نموذج امتحان مادة الmath للصف الثالث الإعدادي الترم الثاني بالقاهرة    وكيله: لامين يامال سيجدد عقده مع برشلونة    تراجع سعر الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن بداية تعاملات الجمعة 23 مايو 2025    بقيمة 19 ألف جنيه.. كنيسة بالسويس تساهم في مشروع صكوك الأضاحي تعبيراً عن الوحدة الوطنية    دينا فؤاد: مفيش خصوصيات بيني وبين بنتي.. بتدعمني وتفهم في الناس أكتر مني    جانتس: نتنياهو تجاوز خطًا أحمر بتجاهله توجيهات المستشارة القضائية في تعيين رئيس الشاباك    تعليم القاهرة يحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية بمسابقة الخطابة والإلقاء الشعري    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 23 مايو 2025    رسميًا بعد قرار المركزي.. ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 23 مايو 2025    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الجولة قبل الأخيرة لدوري المحترفين    الكشف عن موقف تشابي ألونسو من رحيل مودريتش عن ريال مدريد    بمشاركة منتخب مصر.. اللجنة المنظمة: جوائز كأس العرب ستتجاوز 36.5 مليون دولار    صراع ناري بين أبوقير للأسمدة وكهرباء الإسماعيلية على آخر بطاقات الصعود للممتاز    وزير الشباب ومحافظ الدقهلية يفتتحان المرحلة الأولى من نادي المنصورة الجديد بجمصة    خدمات عالمية.. أغلى مدارس انترناشيونال في مصر 2025    تعليم القاهرة يحصد المراكز الأولى في العروض الرياضية على مستوى الجمهورية    تنفيذًا لحكم القضاء.. محمد رمضان يسدد 36 مليون جنيه (تفاصيل)    الشعبة: أقل سيارة كهربائية حاليًا بمليون جنيه (فيديو)    ما حكم ترك طواف الوداع للحائض؟ شوقي علام يجيب    أدعية مستحبة في صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    ما حكم تغيير النسك لمن نوى التمتع ثم تعذر؟ المفتي السابق يجيب    قباء.. أول مسجد بني في الإسلام    «المفرومة أم القطع».. وهل الفرم يقلل من قيمة الغذائية للحمة ؟    «بربع كيلو فقط».. حضري «سينابون اللحمة» بطريقة الفنادق (المكونات والخطوات)    «لقرمشة مثالية وزيوت أقل».. أيهما الأفضل لقلي الطعام الدقيق أم البقسماط؟    مسلسل حرب الجبالي الحلقة 7، نجاح عملية نقل الكلى من أحمد رزق ل ياسين    تشميع مركز للأشعة غير مرخص بطهطا بسوهاج    هل التدخين حرام شرعًا ؟| أمين الفتوى يجيب    وزير الصحة ونظيره السوداني تبحثان في جنيف تعزيز التعاون الصحي ومكافحة الملاريا وتدريب الكوادر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل كان عصر التنوير صدمة بين الفكر والعقيدة .؟ بقلم \ المؤرخ والشاعر \ طارق فريد
نشر في الزمان المصري يوم 04 - 03 - 2020

هل كان عصر التنوير صدمة بين الفكر والعقيدة .؟ .بقلم \ المؤرخ والشاعر \ طارق فريد
ربما كان عصر التنوير مصطلح أوروبي النشأة والمضمون والمحتوى اي انه قضية أوروبية خرجت من المحيط الأوروبي بسبب الظروف التي كانت تسود المجتمعات الأوروبية قبيل النهضة الاوروبية وعصر الثورة الفرنسية …. ورغم حالة الجهالة التي يمر بها العالم العربي والاسلامي الان فاني لابد وان اشير ان بدايات هذا التنوير بدأت وجاءت من الاسلام ويطيب لي ان اسميه بالتنوير الاسلامي للعالم اجمع حيث بزغت الحضارة الاسلامية عبر عدة مراكز منها مصر وبلاد الشام وصقليه وبلاد الأندلس ….ومعروف ان تلك الارهاصات الحديثة جاءت نتيجة لهيمنة الكنيسة الغربية على الحياة العقلية والفكرية والثقافية في أوروبا ولذلك فإن قيام مفهوم التنوير الأوروبي على إلغاء دور الدين في الحياة جاء ليكون مسألةٌ طبيعية إذا نظرنا إليها من ناحية ما كانت تمارسه الكنيسة الغربية من نماذج للاستبداد وألوان القهر وما كانت تُشيعه من أباطيل وخرافات فكانت أوروبا وقتها تعيش العصور المظلمة في حين كان العالم العربي الإسلامي يعيش ازدهاراً حضاريا وفي اوج مجده…..
بمعني اخر فإن التنوير في المفهوم الغربي كان تنويرا للقرون الوسطى المظلمة التي عاشتها أوروبا. وهنا ينبغي أن ننبه إلى أن كلمة (القرون الوسطى المظلمة)لا تشير الي العالم الاسلامي او العربي لكنها تمثّل أوروبا والغرب حيث سقطت روما في القرن الخامس الميلادي وعادت النهضة في القرن الرابع عشر أما الحضارة الاسلامية فقد قدمت نور العلم للإنسانية والعالم اجمع منذ ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي ……
ويري البعض ومنهم الدكتور محمد السيد الجليند في كتابه (( فلسفة التنوير بين المشروع الإسلامي والمشروع التغريبي )) نختلف او نتفق معه إن مصطلح التنوير كغيره من المصطلحات العلمانية وقد وفد إلينا من الغرب ضمن مجموع المصطلحات التي غزت ثقافتنا المعاصرة خلال حركة الاتصال الحديثة بين مصر والعالم الغربي خاصة فرنسا خلال القرنين الماضيين الا انني اسجل هنا اعتراضي علي سوء نية الكاتب تجاه كلمة المصطلح العلماني لان التنوير لا يعني مطلقا المساس بالعقيدة واصولها الراسخة ….
وعلي أية حال فان التنوير يعني انتصار العلم في مواجهة الجهل وقدرة العقل علي مواجهة الخرافة والتقدم في مواجهة التخلف.ولا يقف ضده الاسلام الحقيقي لكننا هنا نتعرض لمسألة اخري حول مفهوم ومظهر التنوير في العالم العربي كما ينادي به دعاته الأن وكأنه حربا علي الاسلام او كنيسة القرون الوسطي فالاسلام لا يرفض العلم ولا يحارب العقل ولا ننسي ان نخبة كبيرة من مشايخ الأزهر الشريف حملوا لواء التنوير والعلم في زمن اليقظة العربية ونجحوا في اثراء الحالة الفكرية والثقافية ليس في مصر وانما في العالم العربي والاسلامي
فقد كانت مصر السباقة إلى كل جديد واذكر منهم الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي الشيخ الأزهري والشيخ حسن العطار واحمد لطفي السيد وعميد الادب العربي طه حسين رغم اختلاف الكثير معه وكذلك دور جامعة القاهرة عبر تاريحها العريق وجامعة الازهر والمسارح والمتاحف المصرية والاسلامية وكذلك الصحف واعلامها من الادباء والمفكرين ولا بد ان نشير ايضا الي ادباء المهجر واعمالهم وكتبهم العظيمة ودورهم في ظهور البقظة وحركة التنوير العربية التي نشتاق لها هذه الايام ….وسوف نأني علي ذكرهم في الحلقة القادمة باذن الله ..
ونصل الي مفهوم التنوير وفلسفته وعلاقته باوربا والحضارة الاسلامية وكيف كانت العاطفة الدينية لدي المصريين اقوي من العاطقة الوطنية القومية الي ان تحرروا من مظاهر الجهل والتخلف من الفكرة التي قيدتهم واوقفت ابداعهم ومسيرتهم الحضارية في عهد العثمانيين واليوم اتابع معكم من البداية مظاهر هذه اليقظة وحركة التنوير التي بدأها محمد علي وخلفاؤه من الأسرة العلوية وكيف لا نبدأ به وهو مؤسس مصر الحديثة علي طراز اوروبي جعلها في مصاف الدول المتقدمة في عهده فكان التعليم اول خطوات البناء والاصلاح والتنوير ..
أسس محمد علي المدارس الحديثة وأرسل البعثات العلمية وأعاد تنظيم الجيش والإدارة الحكومية وشيد المصانع بأنواعها خاصة في حي السبتية كما شيد الجسور والقناطر وحفر الترع واهتم بالقاهرة فأمر بتنلظيم وتوسيع وتنظيف وإنارة شوارعها وأزال الأنقاض المحيطة بها وردم بها بعض البرك و استقدم الفنانين والعمال المهرة من فرنسا وإيطاليا وتركيا لبناء القصور واشترط عليهم تعيين أربعة من المصريين مع كل منهم ليتعلموا حرفتهم، وكان من أشهر القصور التي بناها قصر الجوهرة وقصر القبة وقصر الحرم وقصر الأزبكية وقصر النيل..وكما قام ببناء جامع له بالقلعة، والذي صممه على غرار مسجد السلطان أحمد بالآستانة…
اما لقب القاهرة الخديوية فيعود الي الخديوي إسماعيل الذي تولى عرش مصر في عام 1863، فمنح القاهرة وجهاً جميللا من خلال إنجازاته فبقيت محفورة على جدران مبانيها وشوارعها الحديثة. كانت القاهرة عند تولي إسماعيل باشا عرش مصر يبلغ تعدادها 270 ألف نسمة وامتدت من منطقة القلعة و المقطم شرقاً إلى مدافن الأزبكية وميدان العتبة والمناصرة غرباً وصنع ثورة عمرانية وعاصمة عالمية وصلت إلى مصاف العواصم الأوروبية ولتكون باريس الشرق…
ورغم مساؤي اسماعيل المالية فقد طلب إسماعيل من الإمبراطور نابليون الثالث أن يقوم هاوسمان المهندس العالمي بتخطيط القاهرة على غرار التخطيط الجديد لباريس واستغرق إعداد وتصميم وتنفيذ المشروع خمس سنوات، وفي عام 1872 افتتح الخديوي إسماعيل شارع محمد علي بالقلعة وكذلك شارع كلوت بك عام 1875وأنشأ دار الأوبرا، والكتب خانة وكان من أهم القصور التي شيدت خلال تلك الحقبة قصر عابدين الذي أصبح مقرا للحكم بدلاً من القلعة ويعود اسم القصر إلى أنه بني مكان قصر عابدين بك وطلب إسماعيل باشا الاحتفاظ باسم عابدين للقصر وميدانه. كما أنشأ كوبري قصر النيل وكوبري أبو العلا ليصلا القاهرة بجزيرة الزمالك….
ومع بدايات القرن العشرين بدات القاهرة المعاصرة فشهدت تطوراً هائلاً نتيجة قدوم رجال الأعمال الأجانب كما ظهرت العديد من الوكالات والمحال التجارية والتي أصبحت فيما بعد علامات تجارية شهيرة مثل جروبي وغيره كذلك شهدت توسعاً من خلال ربط شبرا بالقاهرة عام 1902وربط حي الظاهر بالسيدة زينب وغرب الأزبكية عام وبدأ نمو حي الفجالة وحي التوفيقية، كما بدأ إنشاء حي جاردن سيتي عام 1906وتعمير حي الزمالك وبدأ العمل في ضاحية مصر الجديدة عام 1906 أما ضاحية المعادي فنشأت عام 1907…
ودوليا بعد ثورة 19 وظهور بنك مصر بلغت القاهرة في العشرينيات مستوى عال من الرقي والتحضر ففي عام 1921 تم اختيارها لتنظيم مؤتمر القاهرة الذي جمع العديد من قادة أوروبا والشرق الأوسط لبحث تداعيات الحرب العالمية الأولى، كذلك في عام 1925 حصلت على وسام أجمل وأنظف مدينة في دول حوض البحر المتوسط باعتبارها مدينة الأناقة في تصميم مبانيها ونظافة شوارعها وانتظام حركة المرور بها.. .وفي نوفمبر 1943 أثناء الحرب العالمية الثانية شهدت القاهرة اجتماع قادة الحلفاء في مؤتمر القاهرة والذي حضره الرئيس فرانكلين روزفلت وونستون تشرشل والقائد الصيني تشان كاي شيك ورئيس وزراء تركيا عصمت إينونو……
ولا شك ان حركة التنوير واليقظة العربية قد ساهمت في انقاذ اللغة العربية من حالة التقهقر التي سيطرت عليها فتمكنت من تقديم أدب عربي مُعاصر فريد من نوعه منذ مدة زمنية طويلة كما جددت الهوية العربية وبعثتها من جديد بواسطة الجمعيات السياسية والأدبية كما أن لها دور فعال في مناقشة قضايا الهوية العربية
ولفد بدأت النهضة الثقافية العربية في القرن التاسع عشر بدأت في أعقاب خروج محمد علي باشا من بلاد الشام عام 1840 وتسارعت وتيرتها أواخر القرن التاسع عشر وكانت بيروت والقاهرة ودمشق وحلب مراكزها الأساسية وتمخض عنها تأسيس المدارس والجامعات العربية والمسرح حيث كانت البداية في بلاد الشام عندما نشأ المسرح العربي علي يد أبو خليل القباني ثم جاء المسرح التمثيلي في مصر في أوائل القرن العشرين على يد وافدين شوام أمثال أبوخليل القباني وعزيز عيد وجورج أبيض وعمل معهم وواصل مسيرتهم مصريون مثل نجيب الريحاني ويوسف وهبي الذين شكلوا فرقاً مسرحية قدمت أعمالاً ممصرة مبنية على المسرح الأوروبي (الفرنسي غالباً). كما وجد رواد في التأليف من أمثال يعقوب صنوع وتلاه محمود تيمور وإبراهيم رمزي يكتبون مسرحيات، وصولاً إلى توفيق الحكيم.
كما تم تأسيس أول مجمع للغة العربية وإدخال المطابع بالحرف العربي وفي الموسيقى والنحت والتأريخ والعلوم الإنسانية عامة مثل الاقتصاد وحقوق الإنسان وملخص الحال أن النهضة الثقافية التي قام بها العرب أواخر الحكم العثماني كانت نقلة نوعية لهم نحو حقبة ما بعد الثورة الصناعية في اوروبا ولا يمكن حصر ميادين النهضة الثقافية العربية في القرن التاسع عشر بهذه التصنيفات فقط لأنها امتدت لتشمل أطياف المجتمع وميادينه برمته ويتفق المؤرخون على الدور الذي لعبه المسيحيون العرب في هذه النهضة سواء في جبل لبنان أو مصر أو فلسطين أو سوريا، ودورهم في ازدهارها من خلال المشاركة وفي المهجر أيضا. إذ كون المسيحيون في العصر الحديث النخبة المثقفة والطبقة البرجوازية مما جعل مساهمتهم في النهضة الاقتصادية ذات أثر كبير، على نحو ما كانوا أصحاب أثر كبير في النهضة الثقافية وفي الثورة على الاستعمار بفكرهم ومؤلفاتهم وعملهم. يذكر على سبيل المثال في الصحافة سليم العنجوي مؤسس (مرآة الشرق) عام 1879 وأمين السعيل مؤسس مجلة الحقوق وجرجس ميخائيل فارس مؤسس (الجريدة المصرية) عام 1888 واسكندر شلهوب مؤسس مجلة السلطنة عام 1897 وسليم تقلا وشقيقه بشارة تقلا مؤسسا جريدة الأهرام ورزق الله حسون مؤسس جريدة (مرآة الاحوال) وعبد المسيح حداد مؤسس جريدة (السائح) من المغترب كما أنه يعد مؤسس الرابطة القلمية
وفي فقه اللغة العربية نذكر إبراهيم اليازجي وناصيف اليازجي وبطرس البستاني وقسطاكي الحمصي وأديب إسحق وخليل السكاكيني . وفي الوقت ذاته دخلت إلى حلب على يد المطران ملاتيوس نعمة المطبعة الأولى بأحرف عربية إلى بلاد الشام واستمرت في الطباعة حتى 1899. من جهة أخرى ساهم العرب في مكافحة سياسة التتريك التي انتهجتها جمعية الاتحاد والترقي فبرز في حلب على وجه الخصوص المطران جرمانوس فرحات والخوري بطرس التلاوي، وتأسست المدرسة البطريركية في غزير التي خرجت عدداً كبيرا من أعلام العربية في تلك المرحلة ولعبت الجامعات المسيحية كجامعة القديس يوسف والجامعة الأميركية في بيروت وجامعة الحكمة في بغداد وغيرها دورًا مهماً في تطوير الحضارة والثقافة العربية…وفي الأدب نذكر جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ومي زيادة وأمين الريحاني ونسيب عريضة وندرة حداد وشفيق المعلوف وإلياس فرحات وفرنسيس مراش واخته مريانا مراش. وفي السياسة يذكر نجيب العازوري وشكري غانم ويعقوب صروف وفارس نمر وعبد الله مراش وبطرس غالي في لبنان وسوريا ومصر. وهكذا فإن الشرق العربي قاد بمسلميه ومسيحييه نهضة ثقافية وقومية بوجه الاستبداد الذي شكلت ركيزته جمعية الاتحاد والترقي وسياسة التتريك….
اما القاهرة عاصمة الثقافة الثقافة الاسلامية والعربية لهذا عالم 2020 فهي بوابة الثقافة الإسلامية في العصر الحديث من بداية القرن التاسع عشر حيث نهض الأدب بأنواعه وظهرت في مصر المدارس الأدبية علي يد الشاعر محمود سامي البارودي وكان من تلاميذه أمير الشعراء أحمد شوقي وشاعر النيل حافظ إبراهيم والشاعر المناضل عبد العزيز مصلوح وتعددت المدارس بعد ذلك فمنها مدرسة الديوان وأنشأها الشعراء عبد الرحمن شكري وإبراهيم عبد القادر المازني وعباس محمود العقاد ثم مدرسة أبولو التي أسسها الشاعر أحمد زكي أبو شادي وإبراهيم ناجي وعلي محمود طه ويوجد غيرها من المدارس ولا نغفل الشعر الإسلامي ايضا ومن أشهر شعراؤه محمود غنيم وأحمد محرم والشاعر عبد العزيز مصلوح وغيرهم والشعر الوطني والرومانسي وغيره وقد ظهرت فنون أخرى من الأدب لم تكن موجودة من قبل مثل المقالة على أيدي الكتاب المصريين في الصحف ومن أشهرهم المنفلوطي والعقاد ومحمد حسين هيكل وطه حسين أما فن الخطابة فكان للشيوخ والزعماء المصريين دور كبير من أجل القضايا الثائرة في مصر والوطن العربي من فقر وغلاء والاستعمار الأجنبي وأشهرهم الشيخ محمد عبده والزعيم مصطفى كامل ….
أما فن القصة في الأدب المصري لم يكن بهذا الشكل فقد كان يوجد ما يسمي بالمقامات فقد كان أول من خطا بهذا الفن خطوة واسعة هو محمد المويلحي نحو فن الرواية بأصولها التي نعرفها اليوم وانقطعت بعده المحاولات الجادة لتطوير هذا الفن إلى أن أصدر محمد حسين هيكل روايته الأولى زينب ومصطفى لطفي المنفلوطي الذي نقل الروايات الفرنسية مترجمة بأسلوب ممتع ثم بدأت النهضة ومن الذين أسهموا فيها نجيب محفوظ ومحمد عبد الحليم عبد الله أما القصة لم بتكامل شكلها إلا بعد الرواية بسنوات ويعزى فضل الريادة إلى محمد تيمور ومن أشهر أعلامها محمود تيمور وتوفيق يوسف عواد ناهيك عن دور السينما المصرية في حركة التنوير والاثراء والتوثيق طوال القرن الماضي فاستحقت ان تكون هوليود الشرق …وما زالت مصر الازهر الشريف والعقاد وطه حسين ومحفوظ نوبل والحكيم بوابة للثقافة العربية ومازال مجمع اللغة العربية في القاهرة يقوم بوضع كلمات جديدة أو يعرب أو يشتق من الكلمات القديمة لتساير اللغة ركب الحضارة والتنوير
المراجع:1- محمد عابد الجابري : العولمة والهوية الثقافية – تقييم نقدي لممارسات العولمة في المجال الثقافي – مؤتمر العرب والعولمة – بيروت – مركز دراسات الوحدة العربية 1998 .2- طلال عتريسي ، العرب والعولمة – بيروت ، مركز دراسات الوحدة العربية 1998 .3– نبيل علي : الثقافة وعصر المعومات ، عالم المعرفة ، الكويت ، المجلس الوطني ، للثقافة والفنون والآداب ، العدد 184 لسنة 1994 .4- علي بركات ، محاورات في الثقافة والتربية ، القاهرة ، دار النهضة المصرية للطباعة والنشر 1989 .5 – المعجم الوسيط ، أحمد الزيات وآخرون6- جمال حمدان: القاهرة. الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1996م7- فاروق عسكر، دليل مدينة القاهرة8- حسن الباشا وآخرون: القاهرة، تاريخها/ فنونها، آثارها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.