ثقافاتٌ ورؤى.. الدكتورة الشاعرة أحلام الحسن رئيس القسم الثقافي تقدم القصيدة الراقية ” عهد “للشاعر العراقي عماد الطلباني

مع اقتراب ذكرى أربعينية الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة رضوان الله وسلامه عليه وعلى كوكبته الميمون أبطال ملحمة الطفّ العظيمة تتسابق أقلام الشعراء في أنحاء المعمورة لرثاء سبط رسول الله “ص” وتهجر تلك الأقلام السامقة متاع الدنيا ولغو الدنيا لتطير في آفاق التقوى طالبة بذلك رضوان الله متقربةً لرسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحيه المتقين ..ومن بين تلك الأقلام قلم طبيبٍ لم يشغله الطب ولا سواه عن مودةٍ فرضها الرحمن لآل نبيه ” ص” إنه الطبيب والشاعر العراقي عماد الطلباني في قصيدته الراقية ” عهد “
أصون ُ عَهْدَك َ في سِرّي و إعْلاني
فَنَبْذُه ُ لَيْس َ مِن طَبْعي و مِن شاني
شَأْن ُ الكَريم ِ إذا أمْضى على ثِقَة ٍ
عَهْدا ً يَموت ُ و لَم ْ يَحْنَث ْ بأيْمان ِ
أُقَدِّس ُ الحُبّ َ لَم ْ أطْلُب ْ لَه ُ ثَمَنا ً
فَوَحْدَه ُ الحُبّ ُ لا يُشْرى بِأثْمان ِ
و العَهْد ُ كَالحُبّ ِ لا يَخْفى مَتى عَلِقَت ْ
في القَلْب ِ نَجْواه ُ لَم ْ يَحْتَج ْ لِبُرْهان ِ
أُحِبّ ُ الحُسَيْن َ لا خَوْفا ً و لا طَمَعا ً
و لا ادِّعاء ً و لكن ْ خَفْق َ وِجْدان ِ
أُحِبُّه ُ و هو َ عِنْدي خَيْر ُ ما وَهَبَت ْ
لِي َ الحَياة ُ عَطاء ً بَعْد َ حِرْمان ِ
أصُون ُ عَهْدَك َ يا حُسَيْن ُ لَيْس َ لي
مَنْجًى سِواك َ يَقيني شَرّ َ طُغْيان ِ
أرى الحَياة َ عَطاء ً دائِما ً و فِدًى
غَمْرا ً و ذِكْرا ً جَليلا ً لَيْس َ بِالفاني
دَع ْ عَنْك َ ذِكْر َ الأُلى هانوا و قَد ْ لَبِسوا
ثِياب َ ذُلّ ٍ و صاروا مِثْل َ قَحْطان ِ
عُدّوا مِن َ العُرْب ِ زورا ً و العُلى بَرِئَت ْ
مِنْهُم و ما بادَروا يَوْما ً لِإحْسان ِ
عُدّوا مِن َ العُرْب ِ لكِن ْ إن ْ بَلَوْتَهُم ُ
لَيْسوا لِقَحْطان َ إن ْ عُدّوا و عَدْنان ِ
تَضيق ُ حَتّى أساميهُم لِما حَمِلوا
مِن َ العُيوب ِ بِهِم أو فَرْط َ أضْغان ِ
قَد مالَأوا المُعْتَدي ذُلّا ً فَأَعْنَتَهُم ْ
و ما احْتَمَوْا بِبَني عَمّ ٍ و إخْوان ِ
و صاحَبوا الكُفْر َ حُمْقا ً و هو َ خاذِلُهُم ْ
و لَم ْ يَعودوا إلى دين ٍ و قُرْآن ِ
هُم ُ الصِّغار ُ غَدَوْا لِلْأجنَبي تَبَعا ً
و إن ْ تَباهَوْا بِألْقاب ٍ و تيجان ِ
و هُم ْ كَثير ٌ إذا عُدّوا بِدون ِ نَفْع ٍ
كَأنَّهُم ْ زَبَد ٌ في مَوْج ِ طوفان ِ
مُسْتَأْسِدون َ على أبْناء ِ جَلْدَتِهِم ْ
و هُم ْ لِرَفْد ِ الأعادي خَيْر ُ أعْوان ِ
صاروا طُبولا ً تَدُقّ ُ الزَّيْف َ و انْكَشَفَت ْ
دَعْواهُم ْ لِبَعيد ِ النّاس ِ و الدّاني
يا حُسَيْن ُ إنّ َ جَيْش َ الحَقّ ِ مُنْطَلِق ٌ
إلى الجِهاد ِ بِتَصْميم ٍ و إيمان ِ
و رايَة ُ الله ِ تَعْلو و هِي َ خافِقَة ٌ
تَسْمو بِتَوْفيق ِ دَيّان ٍ و رَحْمن ِ
و النَّصْر ُ حَتْم ٌ قَضاء ُ الله ِ قَدَّرَه ُ
مَن ْ ذا يَرُدّ ُ قَضاء َ الواهِب ِ الحاني