ما شاهدناه فى معركة الإعادة للإنتخابات الرئاسية ؛جعلنا نحبس أنفاسنا ، وإلتففنا حول مرشح حزب "الحرية والعدالة"الدكتور محمد مرسى ، ليس حباً فى الإخوان ، ولكن خوفاً على وطننا الحبيب مصر ،واعتبرنا المعركة الإنتخابية بين "الثورة والفلول" ، وفى مقابلة لنا مع قناة الجزيرة فى برنامج "سكرتير التحرير" ، قلنا أن إنتخابات الإعادة بين " جسد قطعت رأسه ومؤهل لتركيب أى رأس فاسدة عليه ليسرى فيه الدم ويعود لسيرته الأولى وبين دماء طرية لم تجف بعد وخانها الجميع "، وعلى الناخب أن يعى ذلك . وكتبنا على موقعنا مقالا ليلة الإنتخابات بعنوان "رسالة إلى الشعب المصرى"؛كان فحواه أن يذهب الناخب ويعطى صوته للدكتور محمد مرسى مرشح الثورة ، وعانينا الأمرين ؛بإعتبارنا "قوميون" ،وننتمى لنهج خالد الذكر الزعيم "جمال عبد الناصر"ومن ثم المرشح السابق للرئاسة المناضل "حمدين صباحى" ؛ولكن عندما توضع مصلحة الوطن فى كفة ، ومصالحنا فى كفة ، فلابد من تغليب مصلحة الوطن ..لأننا نحب هذا الوطن ؛ صحيح أننا وضعنا بين خيارين أحلاهما مر ، ولكن اخترنا الدكتور محمد مرسى ،لأنه أقرب لنا وكان شريكا معنا فى الثورة ، والشركاء يختلفون ولكن تجمعهم مصلحة واحدة وينصهرون فى بوتقة واحدة لإذابة أى خلافات لتحقيق مصلحة الوطن . وخضنا معركة الإعادة ، وشاهدنا خوف "حزب الكنبة"من الإخوان بسبب الإعلام الموجه الذى ضل طريقه قبل وبعد الثورة ، وما زال يعيش فى كنف الماضى ، ويتعامل بلغة "عاش الملك ..مات الملك"، وشنوا هجوما عنيفا على الإخوان وتزعمه "توفيق عكاشه" بقناته الملاكى ، ولكن الله أراد للحق أن يمكث فى الأرض . وبعد اعلان النتيجة وفوز الدكتور مرسى برئاسة جمهورية مصر العربية كأول رئيس منتخب منذ 7000 سنة ، تنفسنا الصعداء ، وعاشت مصر ليلة من أجمل ليالى العمر وستظل محفورة فى أذهاننا جميعا ، وخرج الجميع "فرادى وجماعات ليحتفل بمرسى ، وما زالت أصداء الإحتفال تصدح فى ربوع مصر. ولكن الخوف من الفرحة المفرطة التى ستؤدى إلى عواقب وخيمة ، فبعد اعلان النتيجة ، أمسك بعض الإخوان بمكبرات الصوت فى المساجد وكبروا "الله أكبر ..الله أكبر..ولله الحمد ..ربنا نصر عبده على المشركين ..وكرر الأخ الذى تحدث التكبير مرة ثانية"..وهنا أقول :ليس لدينا استعداد إلى اتهام أى شخص بأنه مشرك ، ولا يستغل المسجد فى هذا ، يا سادة هناك بعض الإخوان لا يعوا كلامهم جيدا ، فالدكتور مرسى الآن ليس رئيسا للإخوان ،ولكنه رئيسا للجميع ، وأخشى ما أخشاه أن يتحول الإخوان إلى مراكز قوى ، فتنهار مصر ، وبأفعالهم هذه يدقون أول مسمار فى نعشهم ، فإذا كان هناك مسئولون فى "الشٌعب" فليخاطبوا هؤلاء الذين يتكلمون بما لا يفهمون ..فنحن جميعا مسلمون ومعنا شركاء فى وطننا وهم الإخوة المسيحيون ..فنظرة الإستعلاء هذه ولغة التكفير ..فليبعدوا عنها ..إن أرادوا الإستمرار ..فالمعركة ما زالت طويلة ، ولا يستطيع رئيس بمفرده ولا حزبا أن يبنى دولة ،وكما هو شعاركم "قوتنا ى وحدتنا" لننفذه على أرض الواقع ،ولا تستقصوا أحدا. فيا سادة النظام البائد ترك تركة مثقلة ..ورسالتى الأولى فيها للرئيس محمد مرسى ..ضباط 8 إبريل الذين وقفوا مع الثورة والثوار لابد من الإفراج عنهم ، فليس ذنبهم أنهم تعايشوا مع الثورة ، وشعروا بها وأحبوا وطنهم ، فمصيرهم أن نرفعهم عاليا ى السماء ،لا أن نزج بهم فى السجون بدعوى أنهم خالفوا الأوامر حإذا كان الجيش نفسه حمى الثورة ، والسؤال :هم من أين؟..بالطبع من الجيش !! ورسالتى الثانية ..جميع وكلاء الوزارات ومدراء العموم كانوا يتقلدون مناصب فى أمانات الحزب المنحل بالمحافظات ،وما زالوا يجلسون على كراسيهم ، لابد من تصعيد من هم أفضل منهم ولا يرتبطون بصلة للحزب المنحل ، فعلى مدار عام ونصف كانوا سببا فيما آلت إليه مصر ، فما زالت الأدراج تفتح بعلم بعضهم لأنهم تعودوا على ذلك . رسالتى الثالثة ..مراكز الشباب ..كانت بؤرة فساد لأمن الدولة وللحزب المنحل ، وما زال رؤساء مجالس إدارتها موجودون ، ويمنعون الشباب من عمل ندوات أو ممارسة أنشطة فيها ، حتى باب العضوية مغلق فى وجه شباب القرى ، وأرسل لجانا للإطلاع على كشوف القيد ستجدها أقارب وأشقاء رؤساء مجالس إدارتها ، حتى يأتوا بهم فى الجمعيات العمومية ..هذه المراكز شر لابد من استئصاله ..إذا كنا نريد خيرا لهذا البلد. رسالتى الرابعة ..المستشفيات مقبرة للمرضى ..فالخدمة فيها سيئة والأدوية غير موجودة والتعامل مع المريض غاية فى السوء ،والأطباء بعضهم لا يذهب إليها ،وإذا ذهب لا يعامل ضميره فى عمله ،لأن لديه العيادة الخارجية ..نريد أن نكون بنى آدمين فى وطننا ن وأبسط حقوقنا "العلاج"نتقاه بما يرضى الله ويكفله لى القانون. رسالتى الخامسة..الأسعار..هناك انفلات فى الأسعار ، وترتفع يوميا ولا رقيب على التجار ، ولابد من استقرارها حتى نعيش حياة حياتية ميسورة . رسالتى السادسة ..المحافظون ..يفتحوا مكاتبهم أمام عامة الشعب لبحث شكواهم وحلها فى غضون أيام ،وليحدد المحافظ يومين فى الأسبوع لمقابلة مواطنى محافظته ،ويقابلهم هو وليس نائبا عنه ، ويكون هناك مكتبا مخصوصا لتلك المهمة . رسالتى السابعة .. الفلاحون ..هم ملح الأرض ..ولابد من تفعيل الجمعيات الزراعية لتمارس دورها فى خدمة الفلاح ، وأن يجد مخرجا لتوريد محصوله ، وتنخفض أسعار الأسمدة والمبيدات الزراعية ،وان تعود الدورة الزراعية مرة أخرى ، وتجديد الصرف المغطى للفلاحين ، وانهاء مشكلة مياه الرى ، وأن يعود للمشرف الزراعى دوره ى الذهاب للحقول بدلا من الجلوس فى مقرات الجمعيات يحتسى القهوة والشاى..وعمل تأمين صحى شامل لهم. رسالتى الثامنة .. المحليات ..كانت مرتعا للفلول وما زالت ..لابد من النظر إلى موظفيها فى أن يعيشوا حياة كريمة ومن ثم محاسبتهم فى فتح الأدراج لتلقى الرشاوى من أهالينا فى القرى سواء رخص بناء أو تركيب عداد مياه.وغير ذلك كثير. رسالتى التاسعة ..التعليم.. لا نريد الرئيس الإله ..اترك للإبداع مجاله فى أن يعبر كل طالب عما يجيش فى صدره ، عليكم الإهتمام بالأنشطة ، وغرس القيم والمبادىء ، والإحترام المتبادل بين الطالب والمعلم ، والثواب والعقاب ،والنظر للدروس الخصوصية. رسالتى العاشرة..البطالة ..توفير فرص عمل للشباب وفتح آفاق جديدة لخريجى الجامعات ، وإياك والواسطة والمحسوبية ى تعيين أوائل الكليات رسالتى الحادية عشر..المرأة المعيلة..عمل معاش مناسب للمرأة المعيلة التى يوجد منهن ما يقرب من 35% من سيدات شعب مصر رسالتى الثانية عشر..لا نريد حزبا وطنيا جديدا ..وحزب الحرية والعدالة مثلها مثل كل الأحزاب السياسية فى مصر ..لا نريد استقصاء فصيل عن آخر ..لابد من المصالحة والمصارحة . رسالتى الثالثة عشر ..اختمها بالأمن والطعام ..فالله سبحانه وتعالى يقول "الذى اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"الناموس الكونى لكل مواطن على وجه البسيطة "توفير الأمن والطعام. فى النهاية بقى أن نقول ..إياكم والبطانة..إياكم والبطانة ..إياكم والبطانة .. وعلينا جميعا احترام الدستور –فى حال وضعه والقانون- وليعلم الجميع أننا دولة مؤسسات . فالتركة مثقلة ولن تحل بين عشية وضحاها ..وعلى الجميع التكاتف ..إن كنتم تريدون خيرا لهذا البلد ..فلتتشابك أيادينا لنعبر النهر ونصل إلى ما نصبو إليه..أتمنى أن يوفقنا الله إلى ما فيه خير هذا البلد .