الحب هو روح الحياة ، وطعم الوجود ، ولذة الدنيا ، وغذاء الروح وبهجة القلب ، وضياء العين ونور الفؤاد …حياة بلا حب فهى حياة باهتة ، وقلب لاحب فيه هو قلب جامد ، الحياة جسد والحب روح ، فإذا غابت الروح فلا قيمة للجسد “سيدنا إبراهيم عليه السلام كان يحب زوجته سارة حبا” شديدًا، حتى إنه عاش معها ثمانين عامًا وهي لا تنجب، لكنه من أجل حبه لا يريد أن يتزوج غيرها أبدًا حتى لا يؤذي مشاعرها، فلما طلبت منه السيدة سارة أن يتزوج من هاجر وألحت عليه اضطر إلى النزول عند رغبتها”! ” الحب مع الحبيب ——————– وتتجل قيمة ((الحب)) في حب الرسول صلى الله عليه وسلم ل ((خديجة )) رضي الله عنها.. فقد قدمت سيدة عجوز على النبي فاهتم بها وخلع عباءته ووضعها لها لتجلس عليها.. فسالت عائشة عن هذه السيدة التي اهتم بها الرسول .. فاخبروها انها كانت صديقة خديجة رحمها الله .. فغارت عائشة وقالت للنبي : وهل خديجة كانت سوى عجوز ابدلك الله خيراً منها ؟ فقال النبي : لم يبدلني الله خيراً منها أبداً . .لقد آمنت بي إذ كذبني الناس ، وآوتني إذ رفضني الناس ، ورزقت منها الولد .. فقالت عائشة استغفر لي يا رسول الله .. فقال لها : استغفري لخديجة واستغفر لك. وكان الرسول يذبح الذبيحة ويرسل بها لأصدقاء خديجة. “لا تأذونى فى عائشة”. —————————- لخصت تلك الكلمات الرقيقة أسمى معانى الحب الذي حمله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وضرب به مثلًا يحتذى به في العالم أجمع، فالحب في حياة النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن ملحوظا فقط في كلماته وتعبيراته، بل كان ظاهرا بارزا في أفعاله وتصرفاته…. فها هو ذات يوم حال عودته من سفر، ثم يقول لزوجته: سابقيني يا عائشة. فيتسابقان، وتسبقه. ثم يكرر الأمر في سفرة أخرى بعدها بفترة طويلة، ويسبقها هذه المرة. وحينئذ يداعبها ضاحكا بقوله: “هذه بتلك”، وهو موقف يندر أن يقوم به رجل مِنّا في الظروف والأحوال الطبيعية، فكيف وهو عائد من سفر شاق؟ وغالبا ما كان ذلك بعد غزوة من الغزوات . ووصل الأمر إلى حد رواية عائشة لأمور دقيقة جدا تستشهد بها على شدة حب النبي صلى الله عليه وسلم لها، فتقول: كنت إذا أكلتُ من طعام أخذه النبي ووضع فاه على موضع فِيَّ. لا يكاد الحديث عن الحب ينتهي، خاصة إذا كان في حياة أفضل البشر عليه الصلاة والسلام، لكن اللبيب تكفيه الإشارة، فالمقصود هو لفت النظر إلى الحب الطاهر الشريف، بعيدا عن عيد حب يحتفل به الناس يوما في العام دون أن يعرفوا حقيقة الحب، حتى ابتذلوا الحب في لقاء ممنوع أو أعمال آثمة محرمة ، أو شهوة فانية . وفى عيد الحب لن نجد مثالا أروع من النبى صل الله عليه وسلم لنتعلم منه أصول الحب الحقيقى فلم يقصر الرسول حبه على زوجاته بل كان قلبا نبعا من الحب ينهل منه العالمين فقد كان أبا حنونا وصديقا رائعا وكان رجلا حنونا ، يلاعب الأطفال ولا يقسو عليهم ،، فقد واسى أحد أبناء الصحابة حين مات عصفوره ….فبدلا من أن تحتفلوا بعيد الحب تعلموا أن تحيوا حياتكم بالحب أولا ، وسيروا على نهج رسول الحب نبيبنا صلى الله عليه وسلم . فالحب شىء لا يباع ولا يشترى ، ولا يوهب ولا يستعار ، فهو فطرة سليمة لقلوب نظيفة ، فلم يملك انسان من الغنى ما جعله يسيطر عليه .. ولم يبلغ انسان من الفقر ما جعله يفقده. رسالة إعتذار —————– وفي النهاية أحببت أن أرسل رسالة اعتذار لزوجتي ، حيث قصرت معها كثيرا في التعبير عن مشاعري تجاهها، كما عجزت عن القيام بكثير من الأمور التي ذكرتها في هذا المقال.