الثورة بدأت , بالريح العاصف .. والموج الهادر , ما كانت إلا أن تقتلع حصون الظلم وتفتك بالطغيان .. الثورة هدأت بمكائد غادر, اظهر افكا وجها آخر , خدع الناس وملأ الثورة بالأحزان ..الثورة قتلت .. لا , لن نسمح أن تغتال حروف الثورة , ومعناها فى الأذهان . هذا ما رسخ فى الأذهان .. فقد بات يقينيا فى قناعة الكثيرين , أن الثورة قد ( سرقت ) والأكثر فينا تفاؤلا ذهب ليقول أنها على حافة الهاوية..وانطلاقا من مبدأ - بشروا ولا تنفروا – فلسوف اتبنى مذهب الحالمين بغد أفضل , ومستقبل أروع , يستحقه هذا البلد الغالي, وعلى الرغم من ظهور ما يؤكد لى ولأبناء مذهبى كل يوم بان المشهد سوداوى قاتم ,فقد بدا ممقوتا اخرق , عندما بدأت الطنطة المهترئة الرخيصة , بالمن الزائف , والإنعام الكاذب , فى حماية الثورة واحتضانها , ثم تلا ذلك غموضا غير مبرر لأحداث سريعة ومتلاحقة كالصواعق واحدة تلو الاخرى بدأ من النفق المظلم الذى دفعنا إليه باستخدام النعال العسكرية الدستور أولا الانتخابات اولا , ثم استخدام ملف الفتنة الطائفية . ومن بعدها احداث المحاكمات الهزلية . ومرورا بفكرة الخروج الآمن عبر تفصيل وثيقة السلمى ( مقاسات خاصة ) ثم المليونيات الكثيرة , ومن بعدها حدوتة اللهو الخفى ( الطرف الثالت ) وكثير وكثير من الأحداث حتى بات الإيمان بقول الشاعر ( البلد دى مش بلدنا .. واللى ساكن فيها غيرنا ) وفى ذلك تلخيص جامع شامل لمشاعر الذين خرجوا بكل قوة وعادوا يجرون اذيال الخيبة الممزوجة بالألم يغلفها اليأس . وإذا كان العقل هو المقياس الفاصل للحكم على الأفعال فالثابت عقلا ان ما حدث ويحدث فى مصر قد جعل الثورة فى حالة من السكون الذى يسبق ( الوفاة )فى ظل انشغال مسموم بسؤال طرحته بعض النخب والتيارات السياسية المتناحرة – من اين تاكل الكتف ؟- تاركين هذه الثورة المجيدة فى غياهب الجب الذى وقع فيه ابن يعقوب عليه وعلى نبينا السلام .. لكن هيهات هيهات لن تأتى لبلادنا (السيارة ) التى كانت بمثابة طوق النجاة لسيدنا يوسف , فاين لنا بالسيارة واين ذلك (الدلو) الذى ينتشل هذا البلد من الخطر الذى يحيق به. اعتقد ان المرحلة المقبلة وما نخوضه من غمار التجربة لهو الحد الفاصل فى أن نتمسك بآخر ما تبقى من الثورة لتمتد بنا نحو ما تصبو اليه الامال وتتطلع اليه جموع السواد الأعظم من أبناء الكادحين الذين اختزلوا أحلامهم فى حياة تصل حد الكفاف ,انتخابات الرياسة واختيار مرشح الشعب هو (بيت القصيد ) اذ انه الرمق الأخير بعدما فشلت النداءات وخاب رجاء كل المليونيات التى أعقبت الثورة لتنادى بتحقيق مطالب الثورة من عدالة اجتماعية , وكرامة إنسانية ,وحرية سياسة .....الخ لكن اللامبالاة والتعنت كان الرد الدائم فى صورة تعيد الى الاذهان ان المخلوع باق وان الثورة أضغاث أحلام, ولتثبت التجربة الفعلية ان أروع وأجمل ما كان فى الثورة كما يرى البعض-أنها بلا قائد وقيادة – والحقيقة ان ذلك كان وهم زائف بل و من أهم أسباب تراجعها وانهزامها حتى الآن , ومادام كان ذلك واقعا وقد اثبت وجوده كل ما عانيناه من سلبيات اذا فالحل .. ان يأتى الى اسدة الحكم شخص من إفرازات الثورة ليكون ضمانة لاستمرأها وتألقها . وفى اطار ذلك كان لزاما ان تكون المعايير التى يتم عليها تحديد القادم - الرئيس - معايير تتوافق والمد الثورى الذى اجتاح آفاق الظلم ,وقدم دماء الشهداء دون ترد او تفكير , والحقيقة انه ثمة إشكالية متعددة الرؤى بهذا الصدد , ولا نحتاج لفك طلاسم هذة الإشكالية الا بمزيد من التعقل والتريث علنا نصل الى الاختيار الاصوب الذى يدفع هذه الثورة قدما نحو انجاز المطالب محليا وعربيا بل وعالميا حيث لا يمكن الفصل بين هذه المحاور حين النظر الى من تقدم ليضطلع بهذا الأمر , وبأعمال التجريد قليلا عن ذكر الأسماء فهناك من الأسس والمقومات ما ينبغى علينا حقا الوقوف عليها مقرين حقا أن ماحدث فى الانتخابات النيابية لم يكن على مستوى الثورة مع الأخذ فى الاعتبار مقتضى الحال والظروف التى تمت فيها وبها هذه الانتخابات لتفرز هذه النتائج . اذا وبعد ان انكشفت كل العورات , وظهرت من غير خجل كل السوءات باتت الحاجة ملحة للايمان بان موقع هذا البلد ميزها بوضع جعلها فى الريادة دائما ومن يتبوا امرها لا يكون اقل قدرا بتاريخه ونضاله وفكره,فليس من شرف فى ان يكون توافقيا لإرادة أمريكا وإسرائيل , وليس من شرف فى ان يكون جزءا من نظام حكم واستبد وتجبر . وليس من شرف ان يكون أحادى النظرة أنوى الطابع والسمت فلابد أن يعبر عن السواد الأعظم من هذا الشعب - واحدا منهم - لامسا الأوجاع وعاش الآلام وما تصبو إليه الآمال ليعرف أن حرية الوطن مرهونة بحرية المواطن ,وليجمع ما بين البعدين فى اّن واحد ليعرف ان تصدير الغاز لى اسرائيل وصمة عار لا يمحوها سحر الدولار الذى ما أعاد دماء شهداءنا فى فلسطين وفى ذلك يتوجه إلى فلكنا العربى فيتحرك تجاهه بإيمان راسخ وعقيدة حرة لا تثبطها أوامر- الباب العالى – هذا الفلك الذى راح بروعة بالغة يتحد لغة ودينا, وأرضا وشعبا, وظلما وقهرا, شكلا ومضمونا, فما غربته ثقافة مستوردة, ولا أضاع حلمه سلاطين العار , ليؤسس فهما فى ثقافة الاجيال القادمة ان هذا المحيط هو الضمانة الكبرى للاتجاة نحو الرقى والاذهار. إذن وتأسيسا على ما سبق , فقد صارت المعادلة اكثر وضوحا, والاحتكام الى لغة العقل خير سبيل للوصول الى نتيجة مثلى بعيدا عن التعصب العمى, والتشدد المبالغ فيه لنصنع بأيدينا نصر الثورة الذى ربما تأخر كثيرا ضاربين بحسابات النخب الذين طوعوا الثورة وفقا لاهوائهم وغرهم من المكاسب ما جعلهم يرسمون الطريق نحو عالم خاص لا ناقة للشعب فيه ولا جمل . وأخير علينا ان نقف مع النفس , لنفهم قليلا ونتدبر كثيرا لنخرج , ونخرج إلى النور أفضل ما تستحقه الثورة التى دخلت فى (غيبوبة ) مؤقتة , محاولة منا لضان بقاءها فى مكانة لائقة تحت الشمس , مجسدين الحلم , عارفين لقيمة الدم رافعين شعارا للتصحيح إنها دعوة للتفكير والتكفير