المؤمن الحق يخاف على دينه ، ويبذل فى سبيله فوق استطاعته ، وينام ويستيقظ على هم وحيد أن ينتصر هذا الدين .وأن يتحلى المسلمون بالايجابية وأن يودعوا السلبية التى فرضها عليهم أعداء الأمة . والمؤمن لا يكون سلبيا تاركا الباطل يعلو على الحق ؛فالايجابية ليست أمرا تطوعيا إنما معذرة واعتذار إلى الله وأقص عليكم بعض الروايات من الأثر لتكون نبراسا لنا نهتدى بهديه ؛فلنا فى السلف الصالح أسوة حسنة ؛ فعندما صرخت امرأة مسلمة تستغيث بأمير المؤمنين قائلة : واامعتصماه .... ماذا لو رد المعتصم وقال :"هى كانت من بقية أهلى وبعدين أنا الخليفة ومسئولياتي كبيرة " ولكنه بعث رسالة شديدة اللهجة إلى قيصر الروم قائلا :من أمير المؤمنين المعتصم إلى كلب الروم سأرسل إليك جيشا أوله عندك وآخره عندي؛ فأجلى الروم من على حدود دولة الخلافةوعندما ضرب ابن والى مصر عمرو بن العاص أحد الأقباط فى عهد الخلافة الراشدة ماذا لو قال المصرى " يا عم دول كبرات البلد وحتروح فين يا صعلوك بين الملوك.... خلينا ماشيين جنب الحيط " ولكنه شد رحاله وسافر من مصر إلى المدينة وتحمل مشقة السفر ليقابل خليفة المسلمين عمر بن الخطاب ليشكو إليه والى مصر ، وكان عمر عند حسن ظنه فبعث إلى والى مصر وابنه وأدبهما بيد المظلوم .و عندما تولى صلاح الدين الحكم وكان الأقصى فى قبضة الصليبيين ماذا لو قال "احنا مالنا بمشاكل غيرنا إحنا مشغولين بمشاريع الإصلاح الاقتصادي وبعدين بدل ما نحارب نسيب عملية السلام تاخذ مجراها "ولكنه وقف وقفة الأسود وقال :"لا اضحك والأقصى أسير " وأعد الأمة للجهاد فى سبيل الله حتى كتب الله على يديه تحرير المسجد الأقصى وعندما وقف عمر بن الخطاب يخطب فى المسلمين بعد توليه الخلافة قائلا" أن رأيتم فى اعوجاجا فقومونى " ماذا لو قام له الرجل وصفق هاتفا "بالروح بالدم نفديك يا أميرنا اخترناك وهنمشى وراك"ولكن الرجل البسيط انتفض لأمير المؤمنين وأحد المبشرين بالجنة والذى قال النبى فى حقه" لو كان هناك نبيا من بعدى لكان عمر" ولوح الرجل بسيفه قائلا :والله يا عمر لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا .إذن فالايجابية حيوية تقصى السلبية وهى قوة روح وعزم وعمل وكدح وهى دعوة رفض للاستسلام للواقع وتبرير القعود وانتظار الأقدار ومن هنا نهتف لكل سلبى قائلين :" قم فانذر"