حُسم الامر كما يبدو. وسيحدث هذا كما يبدو. وسيحدث في السنة القريبة 2012. في هذه الايام مع دخول السنة الميلادية الجديدة وفي احتفالات رأس السنة على اختلاف ضروبها مع الشمبانيا وقُبل منتصف الليل، من المرغوب فيه ألا نتمنى سنة طيبة فقط بل حربا طيبة ايضا. ان كلام وزير الدفاع الامريكي، ليون بانيتا، لا يُفهم على وجهين. وقد قدر ان ايران تنوي، وهي قادرة، على انتاج قنبلة ذرية في غضون سنة أو ربما أقل من سنة، وأعلن ان هذا بالنسبة للولايات المتحدة خط احمر وأنها ستوقف ايران بكل طريقة ممكنة. ولا يُفهم كلام رئيس مقر القيادة المشتركة الامريكي الجنرال مارتن دامبسي على وجهين. أخشى ان ايران لا تفهم تصميمنا، قال. ان تقديرا غير موزون منهم سيجرنا الى مواجهة تكون مأساة على المنطقة والعالم كله. وأشار الجنرال دامبسي ايضا الى أنه تمت في الولاياتالمتحدة استعدادات لهذه المواجهة. لم يتكلم وزير الدفاع الامريكي قط على هذا النحو. ولم يتكلم رئيس الاركان المشتركة الامريكية قط على هذا النحو. وقال دنيس روس ايضا لاول مرة ان الرئيس اوباما مستعد لاستعمال القوة ضد ايران وقت الحاجة. فهل يتعلق تغيير الموقف الامريكي باللقاء الاخير بين اهود باراك واوباما؟ هذا ممكن، لكن ليس هذا هو السؤال الصحيح الآن. ولا حاجة كبيرة ايضا الى نقاش عام اسرائيلي لهجوم امريكي على ايران، فهذه الكرة ليست في ملعبنا. ويبدو ايضا انه لم يكن للنقاش العام الحيوي لهجوم اسرائيلي محتمل على ايران تأثير في مقرري السياسة. هناك احتمال ان تردع تهديدات الولاياتالمتحدةايران عن التقدم الى القنبلة. والسؤال المهم الآن هو هل تكون اسرائيل في حال لم ترتدع ايران وهاجمتها الولاياتالمتحدة، هل تكون اسرائيل شريكة في هذا الهجوم؟. لقد جربنا حربي الخليج، لكننا لم نشارك فيهما مشاركة فاعلة قط. وهذه يجب ان تكون السياسة الاسرائيلية ايضا في حرب الخليج الثالثة، حرب 2012. اذا هاجم حزب الله وجهات اخرى حول اسرائيل، اسرائيل فمن المؤكد أنها سترد لكن ليس لها أن تُجر الى مواجهات طويلة الأمد. ان وقوف اسرائيل جانبا سيضائل الخطر عليها ويُسهل على الولاياتالمتحدة ان تجند تأييدا دوليا لعملياتها ويُمكّن اسرائيل من توفير تكاليف عظيمة وتوجيهها الى حاجات المجتمع والرفاه وحماية الجبهة الداخلية المشاعة بقدر كبير. وفيما يتعلق بالساحة الامريكية قد تكون مشاركة زيادة على تقديرات موضوعية مختلطة، تقديرات انتخابات في تصميم اوباما المفاجيء. فبعد ان خسر أجزاء كبيرة من الصوت اليهودي والمال اليهودي أصبح يظن أن هجوما على ايران سيعيدها اليه. وستكون من المفارقات الساخرة في التاريخ اذا كان اوباما الفائز بجائزة نوبل للسلام والذي أيد محادثة ايران ومصالحتها بخلاف سلفه جورج بوش هو الذي يخرج ليحاربها حرب حياته. لكن قد لا يكون هذا مفاجئا كثيرا. لأنه يصعب ان نسجل باسم اوباما نجاحات في مجالات السلام والتحادث التي أمل العمل فيها. وانجازاته البارزة خارج الولاياتالمتحدة عسكرية بصورة خاصة: اغتيال كبار مسؤولي القاعدة وعلى رأسهم اسامة ابن لادن؛ وتدخل عسكري أفضى الى سقوط معمر القذافي ونظامه في ليبيا. يذكر شاي عغنون في قصته 'وأصبح الأعوج مستقيما' صدّيقا حاول ان يرتزق بطرق مختلفة فشل فيها جميعا. وسأل الصدّيق حاخامه بأي عمل ينجح. وخشي الحاخام ان يجيب، لكن حينما ألح الصدّيق كشف له قائلا: حظك الوحيد في السرقة. هل حظ اوباما الباحث عن السلام في الحرب؟ أهناك أمل بعد بأن تكون 2012 بلا قصف وبلا حرب؟. سنة طيبة. أعدوا الملاجيء. هآرتس 28/12/2011