عاش الشعب المصري في ذل و قهر و قمع لأكثر من ثلاثون عاما في ظل حكم الدكتاتور مبارك و عائلته حيث نهبوا أموال الشعب و خيرات الوطن و ظلوا جاهدين ومستخدمين كل الطرق و الأساليب متلاعبين و متحايلين علي القوانين الذين قاموا بوضعها من أجل مصلحتهم الخاصة ضاربين بعرض الحائط حاجات و متطلبات المواطن المصري الأمر الذي جعل الشارع يزداد حرارة و احتقانا حيث فاض صبرهم لما يعانونه و يعيشونه غير راضين عن تلك المهانة التي لا يقبلها المواطن المصري حيث أنه لا يقبل أن يهان و يذل . الأمور ازدادت سخونة و حرارة عقب أحداث برلمان 2010 حيث تحكم بعض المفسدين من قيادات الحزب الوطني الحاكم ذلك الوقت و من يسكنون و يقون بسجون طره الآن حيث وضعوا برلمان يتناسب مع رغباتهم و أهدافهم و يتماشى مع نظام مبارك و حكومته حيث أن المواطن لم يستطيع إبداء رأيه بالانتخابات التي كانوا يسمونها بال " نزيهة " مما أثار استفزاز الشعب و زاد الاحتقان بالشارع المصري بكل طوائفه حتى اندلعت ثورة الخامس و العشرون من يناير العظيمة حيث شاركت فيها جميع فئات الشعب من جموع مصر مطالبين بخلع مبارك الظالم و حكومته الملوثة و راغبين في الحرية و التغيير و العدالة و المساواة فالشعب أراد أن يعيش حياة كريمة في وطنه العزيز الغالي و بالفعل تحقق ما ثاروا من أجلة و تنحي الدكتاتور و لكن لم تستقر مصر ما بعد الثورة سواء سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و أيضا أمنيا . فمنذ الثورة حتى الآن نشاهد تعدد و تزايد الأحزاب السياسية و ظهور العديد من السياسيين علي الساحة طامعين في جزء من الكعكة و تعدد الأحزاب و كثرتها جعل هناك اختلاف في الآراء و السياسات الداخلية و عدم الإجماع علي رأي واحد مما جعل الأحزاب السياسية هي التي تحصد مقاعد البرلمان متلاعبين علي مبدأ الدين و الإسلام . كما أن مصر لم تستقر اقتصاديا بالعكس كثرت الديون و اشتدت الأزمات نتيجة الاعتصامات و المظاهرات الفئوية التي تعوق عجلة الإنتاج , و بينما الانفلات الأمني وعدم تواجد رجال الشرطة بعدما ثار الشعب عليهم حيث كان شعارهم في عهد المخلوع الشرطة و الشعب في خدمة الوطن و رغم تغييره إلي الوضع الصحيح ليصبح " الشرطة في خدمة الشعب " فرغم ذلك تظهر البلطجة علي الساحة المجتمعية نتيجة لما يطلقون علية " وقف الحال " الذي تعيشه مصر الأيام الحالية نتيجة للارتباك و عدم الاستقرار الداخلي لما بعد الثورة و مع تمارض و تعنت رجال الشرطة و عدم رغبتهم في الاحتكاك بالشارع الأمر الذي أعطي الفرصة لظهور البلطجيه و المسجلين ينعمون و يمارسون جرائمهم في هذه الفترة حيث كثرة أعمال السرقة و الخطف ,و انتهت إلي حرق تاريخ بلدنا متمثلة في المجمع العلمي فمصر مستهدفة من زمن بعيد و لكن أبناءها قادرون علي اجتياز هذه المحنة و تخطي تلك الظروف العصيبة .