بقلم احمد الهادي قد يثير العنوان الكثير من الجدل والنقض لالحاق صفة العدالة بالعنصرية والصفتان يعتبرا ضدان لا يلتقيان ابدا ولكني لم اجد ابسط من هذه الجملة لكي اوضح ما يدور في ذهني فنحن حقا نحتاجها الان ونحتاجها بقوة حتي لا يختلط الطيب بالخبيث والصادق بالمنافق وحتي لا يصاب الجسد بالمرض الفتاك الذي يهلك اي بناء سليم ويكون الهدم هو شغله الشاغل فلذلك نحن نحتاج للعنصرية العادلة التي اساسها العدل واحقاق الحق فيجب ان تنظف جميع الجروح حتي لا نعاني ويلاتها فيما بعد. فكثيرا ما كان يغضبني قول (اذا لم تستحي فافعل ما شئت) فاني انظر اليها علي انها جملة تدل علي سلبية وعدم مبالاة تسهل ان يكون الحق حق بلا قوة تحميه ويتحول الي مطمع عظيم الي من يستولي عليه فاذا لم يدافع اصحاب الحق عن حقهم فمن سيدافع عنه هل سنستعين بشخص اخر يحافظ لنا عليه او بمعني بسيط (فتوة) ياخذ ثمن الحماية اذا لم يطمع هو الاخر في هذا الحق. فلا يحق لنا ان نرتضي بمن لا يستحي ان يفعل ما يبدو له ويكفينا ان نعرف انه فاسد هذا لا يصح الذي يصح هو معاقبة هذا الشخص لانه اذا لم يمنعه حيائه من فعل افعال مشينة لا يرتضيها أي سلوك سليم وطاهر فيجب ان تمنعه قوتنا قوة الحق الصادقة . اننا نحتاجها لكي نفرق بين من عاشوا علي مدي الثلاتين عاما الماضية يداس عليهم وبلا رحمة مهما تجمل الفاسدون الذين عندما شعروا ان مركبهم ستغرق لا محالة لم يخاطروا بانفسهم والقوا نفسهم في البحر الذي كان سبقتلهم لا محالة مهما اختلفت الاداة لكنهم القوا بانفسهم في سفينة اخري ويعيشون عليها الي هذه اللحظة متمركزين لا يخشون شئ في سفينة النفاق التي يظنوها انها ستنقلهم الي بر الامان فتحولوا من فساد الي نفاق فكيف سيطهر سلوكهم انهم يتجملون بنفاقهم الذي ظاهره الطهارة وعفة اليد ليخرجوا من هذه السفينة الي سفينتهم التي تربوا ونشئوا فيها حتي يمرحوا فيها كما يبدوا لهم ويبنوا فساد من جديد .انهم يريدون ان نفرح عندما نراهم ونظن انهم تغيروا يريدون ان يخدعونا ولكن افعالهم تسلط عليهم ويقضون علي انفسهم بايدي بعضهم وهذا حتي يظهر منهم الوطني الذي يحارب الفساد ولا يرضي به ويحرفون في ماضيهم متباهين بمواقف لهم لا نعلم صحتها وبعيدا عن هذا كله فاني اريد ان اسال اذا كانوا هم بهذه البراءة التي يظهروا عليها هذه الايام فهل كانت البراءة هي التي تجعلهم يغدقوا من اموالنا بلا حساب وهل كانت هي البراءة التي تمنعهم ايضا ان يشعروا بالمواطن الذي كان يداس عليه بالاقدام ولا يجد قوت يومه وكان يعيش في ذل والواحد منهم لا يرضي ان يكون اقل خادم عندهم هكذا . اني ارفض أي شخص يحسب هذا سخطا علي طريق الموضة ويظن اننا نسخط للموضة نحن نسخط للقيم والعمل والواجب والاخلاق التي هدمت طوال السنين السابقة التي كنا نعيش فيها في ظل غيبوبة مزمنة من كرة القدم التي تعتبر اول اسباب تاخرنا بشكلها الحالي والاشخاص الحاليين القائمين عليها وغيبوبة في ظل السينما الهابطة التي كانت تقدم لنا وكان شغلها الشاغل ان تلهينا بما كانت تعرضه من مناظر مخلة لتصور لنا ان هذا هو عالمنا وتعظم لنا من اشخاص هم الفساد بعينه وتصورهم لنا بانهم ابطال فهذا هو العالم الذي كانوا يريدون ان لا نخرج منه ابدا . افيقوا يا شباب مصر ولا يجعلن اي احد منكم انسانيته وفطرته البريئة التي حطمت كل القيود وعبرت المستحيل ان تضعف امام المنافقين مهما تجملوا لا تنسوا لهم ماذا كانوا يقولون وتخيلوا كل ما فعلوه في حياتنا ومصائرنا التي كانوا يتحكموا بها ولنظل في حربنا علي الفساد مهما غير من مظهره وتانق في شكله وغير من هيئته وخدعنا بمنظره الجميل الذي يكون في ظاهره البرائة ولكنهم يخدعوننا فيجب ان تظل حربنا عليهم مستمدين قوتنا من قوة الحق الخالدة التي تحطم كل شئ يخرج عن المالوف.