إعداد : محمد خليل لم يتحدث أحد عن اسرار ما يحدث داخل الرئاسة وإلا اجتمعوا أن زكريا عزمي كان " الاخطبوط " .. حكي المصور الصحفي محمد عبدالفتاح إنه نظرا لتميزي في العمل فإن إبراهيم سعده رئيس مجلس الإدارة حينها رشحني لأن أكون مصور الرئاسة بناء على طلب من الرئاسة نفسها بانتداب من الجريدة مصورا صحفيا للعمل هناك وفور إبلاغي توجهت إلى رئاسة الجمهورية بشكل سريع، وهناك أجرى له كشف الهيئة، ووفقت ثم التقيت برئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي، الذي سألني عن راتبي في الأخبار، فأخبرته أن الراتب 500 جنيه فوعدني بأن أتقاضى ضعف الراتب 4 مرات ولكن لم أحصل على هذا الراتب كاملا، بل حصلت على 1300 جنيه فقط، ولكن لم يكن يهمني الدخل المادي وقتها؛ لأن سعادتي كانت كبيرة بالعمل مع رئيس الجمهورية وهو حلم لكل الناس وقتها العمل. ويتابع عبدالفتاح الذي عمل في رئاسة الجمهورية لمدة ثلاثة عشر عاما لم يشعر فيها بالسعادة بسبب ما وصفه ب "البعبع" والبعبع هو زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية الذي عمل على مضايقته كثيرا في عمله ويقول عبدالفتاح لقد كان زكريا البعبع الذي يخيف كل الناس في رئاسة الجمهورية ويتصرف كما يشاء لأنه كان حاصلا على كل الصلاحيات بسبب ثقة الرئيس الزائدة فيه فكان يعمل وكأنه نائب رئيس الجمهورية الفعلي فكان يرتعش منه جميع اللواءات والعاملين في رئاسة الجمهورية فكان يمنع ظهور أية شخص من الشخصيات أن يظهر مع رئيس الجمهورية حتى إن جميع الصور التي ظهرت فيها مع الرئيس والكلام لعبدالفتاح قمت بإخفائها لأنه لو حدث ذلك سيتم إقصائي من رئاسة الجمهورية فورا ، ولست أنا وحدي الذي فعل معي ذلك بل حتى شخصيات كثيرة سواء رجال اعمال او وزراء او شخصيات التقى بها الرئيس كان يمنعني من تصوير هؤلاء مع الرئيس الا باذن فكان يامر احيانا بذلك حتى ياخذ الصورة ويبتز بها الشخصيات حيث تدفع الشخصية اموال او تقدم له منفعة خاصة مقابل ان يعطيها الصورة بعد ان ياخذها مني وانا لا استفيد منها شيئا وبذلك حاول عزمي ان يكون هو الوحيد المتفرد بالرئيس ولا احد غيره ويسرد عبدالفتاح العديد من الوقائع في هذا الصدد والتي استخدم فيها عزمي هذه الصور ويقول في احدى المرات سافرت مع الرئيس الى الولاياتالمتحدة – وقبل ان يذكر الواقعة يشير اى اشارة مهمة بالنسبة لزيارات الرئيس الى الولاياتالمتحدة – فيقول ان الرئيس كان دائما ما يكون غاضبا من هذه الزيارات – التي حضرتها معه وعددها ستة زيارات - لان التعامل معه هناك يكون غير لائق بداية من الوصول الى المطار وحتى المغادرة حيث يكون في الاستقبال رئيس المطار فقط ولا يوجد اية شخصية رفيعة المستوى في الاستقبال مثلما يحدث لدينا في مصر عند زيارة اية مسئول امريكي ثم ان الزيارات التي كان يقوم بها الرئيس كانت دائما ما تبدأ يوم الجمعة ليظل الرئيس حتى يوم الاثنين ليقابله اية مسئول امريكي فيضطر الرئيس ان يرتب زيارات لجاليات مصرية هناك من رجال الاعمال ثم ياتي اليوم المنتظر الذي يلتقي فيه الرئيس الامريكي ويقول هنا انني كنت احضر جميع اللقاءات وهم يتكلمون وانا اقوم بعملي بشكل طبيعي ولا يطلب احد مني الخروج من غرفة الاجتماع سواء انا او المصور الامريكي حتى انني في المرة الاولى كنت ساخرج فطلبوا مني التواجد في المكان والاستمرار في العمل وكنت اسمع في الاتفاقات التي تجري تبني الراي المصري وكنا كافراد مع الرئيس نشعر بالسعادة الكبيرة لتبني وجهة النظر المصرية وفجاة يقوم رئيس الوزراء الاسرائيلي بزيارة الى الولاياتالمتحدة فيتم نسف كل ما تم الاتفاق عليه وبذلك نعود الى القاهرة بخيبة امل في تحقيق اية شيء واشار الى نقطة مهمة ان المسئولين الاسرائيليين يتم اللقاء معهم سريعا ولا ينتظرون كما كان ينتظر الرئيس حتى لو كان هناك اجازات رسمية في الولاياتالمتحدة وبالعودة الى الموضوع الاساسي وهو استخدام عزمي هذه الصور في تحقيق منافع شخصية قال كان ابراهيم نافع رئيس مجلس ادارة الاهرام مرافقا للرئيس في احدى الزيارات التي التقى فيها الرئيس الامريكي بيل كلينتون ووقتها كان نافع واقفا بين الرئيس مبارك وبيل كلينتون وطلب نافع ان اقوم بتصويره في هذا الموقف ولبيت طلبه وطلب مني نافع الصورة ولكن لم اعطيها له حتى استاذن من عزمي اولا وبالفعل حين توجهنا الى الفندق استاذنت من عزمي ان اعطيها الصورة فكان الرد " اياك وان تعطيه الصور " لأفاجأ بان الصورة بعد ذلك منشورة في الاهرام واكتشفت ان عزمي هو الذي اعطاها له بهدف التوصية على زوجته التي كانت تعمل صحفية في الاهرام ويتابع عبدالفتاح في سرد هذه الوقائع المماثلة التي خلقت اسلوب جديد متبع في الرئاسة وهو ان الشخصية التي تريد ان تحصل على صورها مع الرئيس تدفع مقابل ذلك مبلغ 1000 جنيه يتم انفاقها على الات التصوير والمعدات وقال عبدالفتاح في احدى المرات قام الرئيس بزيارة احدى مزارع رجل الاعمال محمد ابوالعينين وقمت بالتقاط الصور التي جمعت بين ابوالعينيين والرئيس مبارك وطلب مني ابوالعينيين الصور ولكني رفضت الا باذن من زكريا عزمي وذلك بحكم خبرتي في هذه المهمة ومع ذلك فوجئت بان عزمي يقول لمدير امن الرئاسة قبل ان يركب السيارة " خذ الفلاش من عبدالفتاح علشان عايز يدي الصور لابوالعينيين " وتابع لم اكن انوي ذك على الاطلاق ولكنها هكذا كانت تصرفات عزمي مع الجميع لذلك اطلق عليه اسم البعبع واوضح عبدالفتاح ان الرئيس كان محبا جدا للتصوير ويهتم بنفسه وبمظهره الخارجي لهذا السبب في ضبط الكرافتة او البدلة التي يرتديها ويقول " اثناء المؤتمرات كنت اتابع معه عن بعد ليكون في جلسة معينة حتى تخرج الصورة تعظم من شانه فكان يمتثل دائما لما اطلبه منه خاصة في مؤتمرات القمة العربية ويذكر الكثير من الوقائع التي بدى فيها الرئيس شغوف بان يظهر فيها منها مثلا والكلام لعبدالفتاح ان الرئيس في احدى زياراته لتوشكى وقف الرئيس يلوح للعمال هو يعملون في المشروع وقال لم استطع ان التقط هذه الصورة للرئيس بسبب سرعة التفاف الوزراء حوله ولكن قمت بتسجيها فيديو وبعد ان انتهى الرئيس من ذلك وغادر المكان فوجئت بسيارة جيب سوداء قادمة فنزل منها بعد ان فتح باب السيارة صفوت الشريف الذي سالني عن صور الرئيس فاوضحت له انني قمت بتسجيلها فيديو ولم استطع تصويرها بسبب التفاف الوزراء حوله وفوجئت بان الرئيس ينزل من نفس السيارة ويقول لي " ارجعلك المكان تاني علشان تصورني " ولم يكتفي عبدالفتاح بهذه الوقائع بل رفع الغطاء عن الكثير من اللقاءات التي كان يقوم بها الرئيس مع مواطنين بسطاء سواء كانوا عمال في المصانع وفلاحين في المزارع والتي كانت دائما والقول لعبدالفتاح تخرج عن النص بشكل مضحك ومفضوح لانها كانت مجرد تمثيليات ومنها اللقاء الشهير الذي جمع بين الرئيس واحد الفلاحين في الدعاية لانتخابات الرئاسة والتي صورت ان الرئيس قام بزيارة لاحد الفلاحين في الغيطان بالصعيد والتقى الفلاح وقاموا بالدردشة سويا وبكرم الصعايدة المعهود قدم الرجل للرئيس الذي حل ضيفا عليه الشاي الصعيدي وبعد ان انتهى الكلام يفاجيء الرجل الجميع ويقول للرئيس " ياريس انا خدمت في الشرطة 50 عام ونفسي اطلع عمرة " فيرد الرئيس " الله يخربيتك بوظت الدنيا " حيث اتضح من مطلب الرجل انه ليس مزارعا كما ادعوا بل انه مخبر في الشرطة وقال هكذا كانت كل اللقاءات والتي كان يرتبها سكرتير المعلومات ويقوم باعداد الاسئلة والاجابات سلفا للرئيس لم يكن مثل هذه اللقاءات فقط هي التي يتم تزييفها بل المؤتمرات الصحفية ايضا والتي كان يوزع فيها الاسئلة على الصحفيين من قبل زكريا عزمي وممنوع على احد ان يزيد عن السؤال الا نادرا ويكون فيها جزاء الصحفي طرده وسحب كارنيه رئاسة الجمهورية منه وقال كنت كثيرا ما اقوم بتصوير هذه المؤتمرات الصحفية من زوايا متعددة حتى اظهر وكان عدد الصحفيين والوكالات والكاميرات يملء المكان رغما عن ان اعداد الصحفيين كانت قليلة واشار عبدالفتاح الى ان الرئيس كان يتسم ببعض الطباع التي كانت واضحة خلال لقاءاته مع الوزراء ورئيس الوزراء حيث كان يتميز الرئيس بحب الذات الواضح ويكره ان يكون هناك اية شخصية يبدوا عليها الذكاء او القوة او الشعبية والا قام الرئيس باقصائها ويذكر عبدالفتاح في ذلك امثلة عدة من بينها ان الرئيس قام بافتتاح احدى المشروعات وبعد مراسم الافتتاح توجه الرئيس الى الاستراحة ومعه الوزراء وبدأ كل وزير يتحدث من ورقة امامه عن واقع المشروع والانجازات وما سيتم تحقيقه وبعد انتهاء كل وزير من قراءة المشروع يتقدم رئيس الوزراء وكان وقتها كمال الجنزوري الذي تقدم الى الرئيس واخذ يكلمه بشكل متواصل ويشرح دون اية ورقة في يده فقاطعه الرئيس ويحن يقاطع الرئيس احد لابد ان يمتثل لكلام الرئيس ولكن الجنزوري قاطعه ايضا واخذ يرد عليه فكان الجميع صامتين وكان شيء ما حدث وسمعت بعدها ان الجنزوري لن يستمر في موقعه وبالفعل بعدها بخمسة عشر يوما تم اقاته من منصب رئيس الوزراء واكد عبدالفتاح على ان العلاقات العربية مما كان واضحا اماهه انها كانت على مايرام خاصة بين مصر ودول الخليج الامارات والسعودية وسلطنة عمان والكويت حيث كان الرئيس يسعد جدا بزيارات الامراء من هذه الدول وقال ان هناك الكثير من الهدايا التي حصل عليها افراد الرئاسة من هذه الزيارات وكان الذي له نصيب الاسد في هذه الهدايا هو زكريا عزمي ويقول عبدالفتاح في احدى المرات التي قام فيها السلطان قابوس بزيارة مصر -وكانت زيارته متكررة في شرم الشيخ اكثر من مرة في العام - كنت اتكلم مع احد الامراء وفوجئت بان عزمي يطلب مني التوجه الى الفندق لتناول الغداء وبالفعل توجهت ولكن شاهدت من بعد سيارة مرسيدس قادمة يتم اخراج حقيبة ضخمة منها فتحت امام عزمي وتم اغلاقها ونقلها الى سيارة اخرى وبالحديث عن اسرة الرئيس وخاصة جمال الذي الابن الاصغر الذي كان يعد سلفا لرئاسة الجمهورية والذي طرد من الرئاسة – عبدالفتاح - بسببه وبسبب الفكر الجديد لان الفكر الجديد حسب عبدالفتاح كان يقوم على ان كل العاملين حول جمال مبارك اصغر منه سنا لانه عمره خمسين عاما ليبدوا كل من حوله صغيرا وهذا هو السر في اقصاء صفوت الشريف بعيدا عن الاضواء في الفترة الماضية لانها كانت محاولة من اجل تصفية الحرس القديم يقودها جمال الذي كان دائما ما يلازم والده في كل صغيرة وكبيرة بهدف تولي الحكم بعده حتى ان الجميع في اجتماعات امين السياسات كانوا دائما ما ينادونه باسم " ياريس " اما علاء مبارك فكان بعيدا عن امور السياسة وكان مهتم فقط بمشاركة رجال الاعمال وفي الفترة الاخيرة بدا علاء يتفرغ للحياة الهادئة فكان كثيرا ما يقوم بالفسح هو واصدقائه في المنتجعات السياحية في الداخل والخارج واكد عبدالفتاح على ان جميع مصاريف الرحلات كانت من اموال رئاسة الجمهورية التي كانت هي اموال الشعب المصري بالاساس وذكر انه في احدى المرات – عبدالفتاح – كان في شرم الشيخ في الشليه الخاص به واتصل به عزمي وطلب منه سرعة الحضور على الفور لمنزل الرئيس - وهو عبارة عن فيلا مقامة على ربوة مرتفعة ويحيط بها بحيرة خضراء – وهناك التقيت زوجة علاء مبارك وابنيه محمد علاء قبل ان يتوفى وعمر علاء وتوجهت بي السيارة الى قصر اخر وفوجئت بان نانسي عجرم في الانتظار يريد الولدان التقاط صور معها اما سوزان مبارك فوصفها بانها السيدة التي لم تشعر بان عمرها قد تجاوز الثمانين فكانت هي الاخرى مشغولة بصورها وتطلب دائما بعد تصويرها - في الاجتماعات مع السيدات العجائز امثالها والكلام لعبد الفتاح ايضا- ان يتم اجراء تعديلات للصور ببرنامج الفوتوشوب ويتم تعديلاها فتطلب تعديها مرة اخرى ايضا وكما البدء مثل العود فان " البعبع " عزمي اخرج عبدالفتاح من الرئاسة بشكل لم يكن يتمنى ان يخرج به وهو الذي يسعى الى ارضاءه بكافة الطرق وعدم مضايقته الا انه فوجيء في يوم من الايام باخلاء طرف مقدم له للتوقيع عيه فرفض الا ان يرى الدكتور زكريا فيقول عبدالفتاح ذهبت اليه في مكتبه وطلبت منه توضيح سبب الاقالة من العمل في الرئاسة فابدى زكريا وكانه لا يعرف شيء - وهو اصلا الذي وقع على اخلاء الطرف – وساله كيف يحدث هذا فاكدت له على ولائي الكامل للرئيس وحبي الشديد له وللعمل معه فسالني : هل تعمل خارج رئاسة الجمهورية فرددت عليه ان عملي الاصلي في الاخبار فرد عليه يمكنك العودة مرة اخرى الى عملك وهو الرد الذي كان صادما لي بعد ان عملت ثلاثة عشر عاما في الرئاسة كنت انا الامين على كل شيء في الداخل والمطيع لكافة التعليمات وانتهى الحديث على التجديد لي لمدة ستة اشهر فقط وبعدها عدت الى عملي في جريدة الاخبار والتي م احصل بها على اية ميزة مقابل خدمتي في الرئاسة كما حدث معي من قبل في رئاسة الجمهورية ولم احصل ايضا على اية امتيازات .