لليوم الاول في رمضان خصوصيته..تستجمع الاسرة ابناءها ..يمارس الصغار خروجهم عن الطاعة المالوفة..تنشغل العجوز باعداد طعام الفطور..يرتل الجد بعض الايات علي بعضهم بصوته الذي اصابه الوهن..يتجمع الابناء وقد فرقتهم لقمة العيش في شتي المدن حاملين معهم ما لم يعتادوا علي طعامه بقية العام ..للشهر مذاقه ورفاهيته..حركة فتيات الاسرة تزداد صخبا و قد عادت للمنزل روح العائلة..يغنين ويتشاجرن ويباهين بما اتي به اخوتهن من السفر لكل واحدة..تنهرهن العجوز..تطالبهن بسرعة اعداد الطعام والمشروبات..توشك الشمس علي المغيب..ترش باحة المنزل بالماء..تمتد الاطباق لمسافة طويلة..يوزع التمر علي الجميع ولكن ليس بالتساوي..ينتظر الكل صوت المؤذن.. يمسك الجد بكوب العصير الذي امدته له العجوز كما اعتادت ان تفعل من سنين..رائحة الطعام مغرية..حالة هرج خارج المنزل..ينكسر الباب الحديدي..تظهر اطراف سيارات مدرعة بالخارج..جنود يقتحمون المنزل ..يسيرون في خطوات منتظمة ومتسارعة ..ينتشرون في انحاء المنزل..يوجهون فوهات بنادقهم علي الجميع.. تنطلق رصاصات تحذير ..يرتعد الاطفال ..الفتيات يليقين الاطباق..الجد والابناء لا يعرفون ما يدور..يتقدم احد الضباط وعلي كتفيه رتبة لم يعرف احد منهم مسماها طالبا من الجميع الثبات في مكانه..يعود اليه المخبرين ببعض الكتب وبعض القصاصات ويخبا احدهم قطعة ذهبية في جيبه..ويشير الاخر الي حامد الذي لم ينته بعد من المرحلة الثانوية..يجرون اطرافه..يضعون القيود في يديه..ينهالون عليه بالهراوات..يقتادونه في مدرعاتهم التي انتشرت في شارعه والشوارع المجاوره..يخرج الناس من بيوتهم ..يؤمرون بالدخول..ينطلق الاذان ..تندفع المدعات مسرعة مصطحبة حامد ..تبتعد الايدي عن الاطعمة ينقبض صدر العجوز يجلس الجد علي الارض يلقي القهر بظلاله علي اخوته دموع تتصبب دما وترتفع الاكف بالدعاء.