عندما رفعت صباح صينية الطعام ظلت تحدق في عينيه متسائلة. ما الذي دفعه إلي هذا الغياب؟ و امتدت فترة غيابه . عند عودته لم يكن معه سوى حقيبته. ظلت طوال فترة مرضه تعتقد أن بالحقيبة سرا لا تعرفه. امتدت يده اليمنى منبسطة على حافة السرير تحاول أن تزحف إلى كوب الماء على الطاولة الصغيرة أمامه. لم يكن صوته يغادر فمه و ان خرج يبدو مشوها لا تعرف ان كان ينادي أو يتأوه. تركت ما بيدها و اتجهت إليه .. هتشرب ؟ لم تهتز رأسه بالنفي أو الإيجاب وضعت كوب الماء من يدها على الطاولة. خرجت. أطفأت نور الحجرة وانفردت بالحقيبة .....هي أمامها منذ عودته لم تحاول فتحها ظلت تحاور نفسها و تجادلها .. ممكن ألاقي حاجة تدلني . ......... عندما تزوجها زفها إليه خالها و عمها .كانت أمه العجوز فرحة بالخمس فدادين و البيت ارث صباح عن أهلها. لم يكن احد يعلم إن صباح - وحيدة أبوها- تعشق احمد منذ صغرها كانت تتبعه إذا مر من الشارع كانت تلمح عينيه الواسعة الجميلة و يعجبها انسدال شعره الأسود الطويل خلف رأسه. مرات كثيرة تنزل مسرعة لتقابله. لم ينظر إليها مرة. مرة واحدة ذات شتاء انزلقت قدمه أمام منزل الجيران. أسرعت إليه تجدب يده لترفعه من الوحل. كانت قوية البدن. ظلت يدها مغلقة بعد أن لمست يده يومان عندما فتحوا يدها بعد ذلك وجدوا كمية القذارة بين ثناياها.لم يعرف احد سر اليد المغلقة سوى سوسن بنت خالها. تجرأت أخيرا و فتحت الحقيبة و اتتها القوة لفعل ذلك. لم يكن بها إلا أدواته و ورقة مطوية بعناية في الجيب الداخلي. نزلت للشارع يدفعها الفضول وقفت أمام منزل سوسن مترددة. دفعت صوتها خارج فمها لتتغلب على التردد. سوسن سوسن. بت يا سوسن. نزلت مسرعة فيه إيه يا بت ؟ اقري دي !! خبطت سوسن يدها على صدرها شاهقة !! فيه أية يا سوسن ؟؟ لأه مفيش. مفيش فيها حاجة!! لم تفهم رجعت للمنزل تأخرت عليه لم يكن يواس وحدتها بالمنزل سوى قطتها كانت تدللها. وجدتها على الباب في انتظارها.. تعالى يا ملك .. القطة لم تدخل حجرة النوم منذ عودة احمد. .....كانت عيناه مفتوحتان كأنه يريد أن يعترف و الدموع ملتصقة بالجفن الباهت عالقة به . مد يده إلى شباك السرير دافعا جسده الثقيل بكل قوة أزاحته الدفعة قليلا بدت أمامه الحقيبة في الصالة محتوياتها خارجة منها . .... بدا يرتجف يهتز معه الفراش . أسرعت إليه امتدت يدها تفك اشتباك قبضه يدة من مكانها أعادتها إليه انحنى على يدها يقبلها طالت القبلة كانت باردة . محمد مصطفي الهلالي