بقلم رانيا مسعود لا أدري كيف تحولت مؤسسات حقوقية و عربية و دولية و عالمية إلى هذا النوع من رد الفعل السلبي تجاه المجازر التي تحدثُ في ليبيا . كيف تستصرخنا مناظر المذابح و قتلى الأطفال في الشعب الليبي و التي استصرختنا مرارًا في الشعب الفلسطيني و صمتنا عنها؟ هل أصبحت أدوار كل من الدول العربية و العالمية تنحصر في الشجب و الإدانة؟ و أتعجب من حال ما تلقب بالجامعة العربية و التي أرى من رأيي أنها لا بد و أن تُفض و تفسح الطريق لأي مؤسسة قرارية أخرى غيرها لتقول قولة حقٍّ تمنع بها المذابح الدامية في الأقطار العربية بأكملها. ما رأيناه على مدى سنواتٍ طويلة من عنفٍ و غطرسةٍ دكتاتورية و سوء قرارات لا بد أن يتغير بتغير فكر العالم العربي الذي خرج مناهضًا لأفكار حكامه. و أظن أن الجامعة العربية التي تشكلت لترعى مصالح العرب لا ينبغي لها أن تقف موقف الحياد لتضع كلمتي الشجب و الإدانة في جدولها و على رأس خطابها ليخرج علينا ممثلوها بنفس كلمات الشجب و الإدانة التي استعملت من قبل و في لحظاتٍ كانت الشعوب العربية تستخدم القمع السياسي أيضًا لممثلي الهيئات الكبرى السياسية. أما آن الأوانُ يا عرب أن تقولوا قولةً ترضون بها الله؟ أما آن الأوان أن تحقنوا الدماء؟ كيف لهذا الأرعن المسمى بالقذافي أن يرتكب مثل كل هذه الجرائم ضد شعبه الأعزل باستخدام الجيش بل و قد شاهدنا بوضوحٍ عبر الكثير من قنوات التواصل و الاتصال الشرعية ما تردد من قتل عناصر القوات التي رفضت بكل شجاعة الانسياق وراء أمر القذافي بقتل المتظاهرين العزل و المدنيين. إن ما يحدث في ليبيا يعطي الحق لأي ديكتاتور عربي أن يرتكب ما يرتكبه من جرائم لا إنسانية ضد شعبه. و السؤال: هل هؤلاء حقًّا رؤساء بعد ارتكاب هذه المذابح؟ لقد وليتم أنفسكم علينا و فوضتم أنفسكم باسم أنفسكم لتحكمونا فما طلبنا لأيكم استمرارًا و لا بقاءً في هذه المسرحيات ذات السيناريوهات المتكررة و بدلاً من أن تتقوا الله فيما بقى من أعماركم، ترتكبون هذه المذابح. ألا لعنة الله على الصامتين من العرب و المتخاذلين من أولي النهى. أيها السيد القابع هناك على كرسيك إن لم تستطع تقديم كلمة الحق لمنع هؤلاء الخارقين لقوانين العالم و الإنسانية للإبقاء على حكمهم الظالم، فلسوف ننزلك عنه فأنتَ لم تكن يومًا ممثلاً لنا و لن تكون لنا ممثلاً بهذا التخاذل اللامبرر في تلك اللحظات الفارقة التي يتحدد بها مصير الشعوب في الحياة أو الموت. إن الأمر الآن قد تخطى بكثير حدود الشجب و الإدانة و قطع العلاقات. فكيف لنا أن نقطع علاقات دبلوماسية لشعبٍ قد يُباد خلال ساعات على أيدي المختلين الذين يسفكون دماء شعوبهم على هذا النحو؟ عزيزي رئيس الجامعة العربية من هنا أوجه لك في مكتبك إن لم تستطع الآن اتخاذ قرار يحقن دماء المسلمين و العرب فأنتَ لستَ أهلاً لهذا المنصب و لستَ بجديرٍ بهذا التفويض الذي ستُسألُ عنه يومَ لا ينفعك كرسيٌّ و لا مسؤول.