المشهد ميدان التحرير منصة القضاء على يمين النصب التذكارى لشهداء ثورة 25 تجلس مصر ترتدى ثوبها الاخضر و تاجها ناصع البياض تبدوا عليه اثار دماء الشهداء الى يمنها سيدة تمثل ام شهداء الشرطة و الى بسارها ام شهداء ثورة 25 و نيل مصر يمثل الادعاء و يحيط بالمحكمة حرس يحملون الهلال و الصليب مصر : نادى على المتهم الحرس جميعا فى صوت واحد : محمد حسنى مبارك الشهير بحسنى مبارك رئيس مصر الاسبق مصر : اجثوا على ركبتيك يا متهم امامى و فى حضرة المحكمة المتهم : انا لدى تاريخ و كرامة لن اجثوا على ركبتى مصر : يا حراس احثوه على ركبتيه فى حضرة مصر و محكمتها الحراس : اجثوا على ركبتيك ايها المتهم ام ناتيك بحبيبك العدلى فيعلمك كيف تجثوا على ركبتيك المتهم : لا على ايه بلاش قلة قيمة ها انا قد جثوة مصر : الادعاء يتفضل النيل : مصرنا العزيزة حضرات السيدات الثكلوات الاتى استشهد ابنائهن من شباب ثورة 25 و من الشرطة ان المتهم الماثل امامك الان كان يوما بطل هذا الامة و املها فى التحرير من الفقر و القهر كما حررها من الاحتلال و الهزيمة يوما ما بحسن استخدام الادوات التى وفرها الشعب من قوته وصلابة الرجال التى خرجت معه يوم السادس من اكتوبر حتى تم لهم النصر و قد وعد البلاد و العباد ان بعد الحرب اعمار و تيسير و طلب منهم الصبر حتى تمر الاعوام لنخرج من عنق الزجاجة حتى انه تدخل فى الاحلام فحدد النسل وقطع المؤن و التموين و منع اضافة المواليد حتى لا يحصلوا على مؤنة او تموين و صبر الشعب و استجاب على امل بلا عتاب وغره صبر شعبه الصابر على الجوع املا فى ان يكون الغد بلا جوع فاطمئن و ظن ان استجابة شعبه له خنوع و خضوع مدد حالة الطوارئ و كون جيش من كل بيت من بيوت الشعب دربه على الارهاب و اهانة الكرامة و اذا تحرك سار هذا الجيش خلفه و امامه و هو فرح بمقامه بين القصور يتنقل و يقيم حيت طاب المناخ و يمنع الشعب من المرور و العبور ان هو تحرك او تنفس و اختار لصحبته الاقذار و ترك رجال الشعب الاخيار و اغراه جمع المال فراح يجمعه بشغف دون ان يفكر فى حرمة او حلال و عصب عينيه بالجملة و ترك العنان لابنه جمال و صحبته الانذال فسرقوا ونهبوا وذوروا و احتقروا اشرف الرجال فى كل موقع و مجال فمنعوا هذا و طردوا هذا حتى بلغ الامر ان عينوا وزيرة مبلغ علمها تعليم الاساسى وشرد اصحاب الدرجات العلمية فى البلاد و اشرف على نمو اشجار الفساد فزاد الفقر و المرض و مصوا دماء العباد وصار المفسدين قراصنة لمال البلاد يملؤن به خزائنهم و يبنون القصور الفارهة و الفلات حتى صار الشعب مقهور شحات باكل الفتات بل اكثرهم من القمامة يقتات و رغيف عيش قبيح من اراده ذاق من الذل و الويلات و تعالت الصيحات تناديه و تامل منه ان يكون بارا بقسمه الذى اقسمه على ان يرعى مصالح الناس و العباد و لكن غطرسته اثقلت على اذنيه فصار لا يسنع سوى حفيف الدولارات وامام صلفه و عناده خرج الشباب فى ثورة غاضبه يطلبون وداده يشكون نسيانه لهم و تركهم لجلاده فاستقبلهم بالرصاص و دخان خانق للناس و التحم جيشه المهياص ليقضى على ثورة الشباب فاستشهد من الجانبين من ابناء الشعب شباب كثير و قام معاونيه بتدبير موقعة الجمل و الحمير فاصر الشباب على خلعه و تنحيه ليكون عبرة لمن ياتى من بعده لكل ما تقدم اطلب من عدالة المحكمة توقيع اقصى العقوبة على هذا المتهم بما قدم و اقترفت يداه مصر : ايه رايك يا مبارك هل يعجبك الان حالك ؟ ما قولك فيما هو منسوب اليك ؟ تكلم المتهم : ماذا اقول مكنش قصدى الله يجازيهم ولاد الايه ضحكوا على و ضحكوا على كل البلاد وزودت المبلة طين بالعناد طلبت منهم فرصة اصلح رفضوا الولاد مكنش قصدى كده ابدا دى بلادى لى فيها تاريخ كان نفسى اخرج من غير توبيخ لكن ربك اراد انه يرد الحق لصحابه و كل ظالم لشعبه لازم ينال عقابه انا ظلمت شعبى و نسيته و معترف بكل اللى جنيته امهات الشهداء : القصاص القصاص مصر : حكمت المحكمة عليك يا من ظلمت نفسك قبل شعبك و لطخت ثياب نصرك بدمائك اهلك ان تلقى فى الصحراء بلا زاد او ماء لتذوق الجوع و برد الصحراء و ظلمة اليل فى الخلاء حتى تنهشك الضباع و السباع و تصير جيفة للجوارح و النسور و عبرة لكل حاكم مغرور حكم فتجبر و لوث يديه بدماء الشرفاء من ابناء وطنه و لم يعرف قيمة و طنه مصر الحراس : تحى مصر ... تحى مصر